ـ حصولك على لقب أفضل حكم عربي والصافرة الذهبية ماذا يعني لك في هذا الوقت تحديدا؟
الحمد لله على توفيقه أولا وأخيرا، وفعلا هذا اللقب وهذه الجائزة جاءت في وقت مهم جدا بالنسبة لي كشخص وللحكم السعودي عموما، فكما تعلم أن اختياري للفوز بهذه الجائزة واللقب جاء بعد كأس الخليج الأخيرة وما صاحبها من نقد، وهذا جاء كرد اعتبار، وجاء تأكيداً على جدارة الحكم السعودي، الذي سبق أن حصل عليها أكثر من حكم في المواسم السابقة، منهم علي المطلق قبل موسم أو موسمين.
ـ ولماذا أسعدك اللقب بعد كأس الخليج الأخيرة تحديدا؟
قبل أن أتحدث عن كأس الخليج، أبين أنني ولله الحمد قبل كأس الخليج ذهبت لكأس العالم للشباب، وكأس العالم للناشئين، ثم كأس العالم للكبار في ألمانيا، وكأس العالم للأندية في اليابان، وشاركت في قيادة العديد من المباريات الدولية الهامة، وبالنسبة لخليجي 18 فاللقب الحالي (أفضل حكم عربي) أكبر رد على المشككين وأصحاب الحملة التي شنت علي دون مبرر بعد مباراة الافتتاح بين الإمارات وعمان، وهذا الاختيار لم يكن من شخص أو هيئة أو جهة واحدة، بل جاء من خبراء لهم باع طويل في كرة القدم وفي قوانين التحكيم، وأتمنى أن يتواصل النجاح لي ولجميع الحكام السعوديين.
ـ كيف تقيم مشاركتك في كأس الخليج الثامنة عشرة؟
أنا راض تمام الرضا، خاصة أنني نجحت في قيادة مباراة الافتتاح بشهادة الخبراء الكبار مثل فاروق بوظو وجمال الشريف ومحمد فودة وعلي بوجسيم وعلي الطريفي ومسلم أحمد وناجي الجويني ورئيس وأعضاء لجنة حكام الدورة، ومعظم المتابعين والخبراء والحكام في البطولة وخارجها.
طرد مستحق
ـ عندما طردت لاعب الإمارات هلال سعيد في مباراة الافتتاح، هل كنت تتوقع أن يحدث مثلما حدث؟
كان شيئا مستغربا جدا بالذات من الإخوة في الإمارات لسببين، الأول أن القرار كان صحيحا 100% بشهادة كل الخبراء الكبار وفي مقدمتهم أفضل حكم إماراتي ورئيس اللجنة الإماراتية للحكام علي بو جسيم وبقية زملائه مثل مسلم أحمد وعلي حمد وغيرهم، السبب الثاني أن الإماراتيين لاعبين وجمهور وشعب عرفوا بالمثالية ولم يعهد عنهم التصريحات غير المبررة، كما لم يعهد مثل تلك التصريحات في دورات الخليج السابقة، وعرفت فيما بعد أن الإعلام الإماراتي كان مخزناً ومحتفظاً في ذاكرته بأشياء كثيرة بعد دورة الخليج السابعة عشرة التي أقيمت في قطر، بعد ردة الفعل على الحكم الإماراتي عبد الله البناي، بعد قيادته لقاء الكويت والبحرين، وجاء تفريغ تلك الشحنات على حسابي في الدورة الثامنة عشرة.
ـ لو استقبلت من أمرك ما استدبرت.. هل ستتخذ نفس القرار أم تعمل بطريقة بعض الحكام ـ المخرجين، الذين ينظرون لاسم الفريق ومكان المباراة؟
النجاح لا يجير على الإخراج، ولكنه يأتي نتيجة التطبيق الصحيح للقانون، والحالة كانت قانونية فيها تعمد إيذاء ومن المستحيل التنازل عنها مهما كانت الظروف، ولو أعيدت المباراة 100مرة في أي زمان أومكان أو أي ظروف لاتخذت نفس القرار بعيدا عن اسم المنتخب أو رقم اللاعب.
ـ ما مدى تأثير تصريح رئيس الاتحاد الإماراتي بعد المباراة عليك؟
تصريح يوسف السركال أعتبره شخصيا الأسوأ في تاريخي منذ دخلت المجال الرياضي وليس في دورة الخليج فقط ! كونه كان شخصيا يمس دولتي ويمس مدينة غالية من مدن المملكة ويمس عائلتي ويمسني شخصيا، وهذا فيه تجن وخروج عن النص، ومما يؤسف له أنه جاء من رئيس أعلى سلطة رياضية في الدولة التي كنا ضيوفا عليها، كما أنه جاء دون مبرر! ولم يكن التصريح من باب فني ولكنه كان من باب التصغير والإهانة الشخصية.
ـ هل تتوقع أنه كان يبحث عن شهرة على حساب الحدث أو أنه كان يسعى لتقليد الآخرين؟
قد يكون ذلك، والسؤال يوجه له، ولكن الشيء الذي بقي في ذهني بعد البطولة أن السركال حاول من خلال تصريحه المسيء لي تهيئة الظروف لمصلحة منتخب بلده، وهذا من حقه ولكن ليس على حساب الآخرين.
ـ ولكنه اعتذر وذكر بأنه قسا عليك؟
الاعتراف بالخطأ فضيلة، فقد كان التصريح جارحا جدا، ولعلي أورد لك موقفاً عجيباً حصل لي، فلم أعلم نهائيا بالتصريح، فقد حضرت مع الحكام لمتابعة مباراة الإمارات واليمن وفق تنسيق من اللجنة، بحيث نتابع زملاءنا الحكام وندون ملاحظات، وقد التقيت بالسركال في المنصة الرئيسية وسلمت عليه وكأن الموضوع لم يكن لا أنا تقبلت ولا أنه صرح، وبعد أن جلسنا في المكان المخصص لنا وجدت صحيفة السوبر الراعي الرسمي للبطولة إعلاميا وتفاجأت بالتصريح، وحقيقة تأثرت كثيرا وقد أحسست بنظرات كل من حولي.
ـ هل صحيح أنك قدمت خطاب اعتذار عن إكمال مباريات الدورة؟
نعم، بعد العودة للفندق مباشرة قدمت خطاب اعتذار لرئيس اللجنة بلعيد بكار ونائبه جمال الغندور، فرفضا الفكرة نهائيا وأكدا لي أنه سوف يكون الرد عملياً في الدور الثاني بتحكيم إحدى المباريات الثلاث في دور الأربعة أو النهائي في حالة عدم تأهل المنتخب السعودي، ولكن تأهل الأخضر كان بالنسبة لي أهم من تحكيم مباراة لن تضيف لي شيئا، وحصولي على اللقب الحالي يعتبر رد اعتبار كبير.
إشادة رسمية
ـ وماذا كان موقف الاتحاد السعودي لكرة القدم؟
قابلت الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبد الهادي في مباراة السعودية وقطر، وبينت له وجهة نظري وأنني أريد العودة، خاصة أن الإساءة شخصية فرفض الفكرة نهائيا وأكد لي أن الأمير سلطان بن فهد أشاد بمستواي وبصحة قراراتي، وأنه دائما يقف مع الحكم السعودي داخليا وخارجيا، وأنه سيتم طرح الموضوع في اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية أو أمناء الاتحادات.
ـ وكيف كان موقف الشارع الإماراتي مما كان يطرح في وسائل الإعلام؟
ما هون الموضوع أن الجمهور الإماراتي في الملعب وفي الشارع وفي الفندق والحكام الإماراتيين كانوا جميعا يعتذرون عما يذكر ويصدر في الإعلام الإماراتي.
ـ رغم كل ذلك إلا أن بعض الإعلاميين السعوديين خرج لمهاجمتك؟
لكل قاعدة شواذ كما يقول المثل، فعندما يتحدث الخبراء الكبار في قانون اللعبة في كل الفضائيات ويؤيدون قراري ويأتي من يخالف ذلك فهذا يكشف المعاناة التي نعيشها، وشخصيا لم أكن أمثل نفسي بل كنت أمثل دولة كاملة، ولم أكن احتاج مجاملة أحد بل كنت أحتاج إنصافاً وكلمة حق جاءت من خارج الحدود وخرج علينا من يخالفها من إعلامنا المحلي لحاجة في نفس يعقوب !
ـ وماذا عن الحكام الأجانب في الدورة؟
لم يتميزوا عن الحكام الخليجيين بأي شيء، فقد لاحظ الجميع الأخطاء الكبيرة التي وقعوا فيها، بل إن سعد كميل وعلي حمد وبقية الحكام الخليجين كانوا أبرز منهم ونستثني الحكم الماليزي محمد صالح صبح الدين الذي كان مميزا.
ـ كيف تقيم مشاركتك في كأس العالم للأندية الأخيرة؟
كانت رائعة ولله الحمد، قدت فيها مباراة الافتتاح بنجاح ومباراة ثانية، وقد كنا حكمين فقط من الذين قادوا مباراتين في البطولة، والاتحاد الدولي بدأ من كأس العالم للأندية في اختيار الحكام الذين يشاركون في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا مع الحكام الذين شاركوا في كأس العالم بألمانيا، بحيث يصل الاختيار في الأخير للأفضل، وأتمنى أن نكون منهم.
ـ كيف ترى قرار الاستعانة بالحكام الأجانب في الدوري المحلي؟
وجود الحكم الأجنبي في حد ذاته ظاهرة صحية ولا اعتراض عليه لأنه يخدم الحكم السعودي في جوانب كثيرة، منها إبعادنا عن التوتر وعن الحملات الإعلامية، ولكن الذي يحدث حاليا مع الأسف أن الحكام الأجانب أكلوا الأخضر واليابس بعد أن أصبحت المباريات التي نقوم بقيادتها من الدرجة المتوسطة، وهذا بكل تأكيد يؤثر على المستوى العام للحكم السعودي، ولذا أتمنى أن يتقلص تدريجيا، وأن يتم إحضار حكام من النخبة حتى نستفيد، ونحن نتابع، وبصراحة معظم الحكام الذين حضروا في المرحلة الماضية لم يكونوا كذلك، بل إن قرارات البعض منهم كانت سلبية ومؤثرة جدا، ومع ذلك نجد قبولاً من الشارع الرياضي ومن الإعلام عموما.
ـ رغم أن مشاركة الحكام السعوديين أصبحت من الدرجة المتوسطة كما ذكرت، إلا أننا ما زلنا نشاهد أخطاء كبيرة ومؤثرة حتى في الدرجة الأولى والثانية؟
الأخطاء موجودة في كل مكان، فحتى على مستوى نهائيات كأس العالم حدثت أخطاء أخرجت منتخبات كبيرة، ولكن ربما يكون السبب لقلة الطموح الموجود حاليا عند الحكام الشباب وعدم وجود حوافز لقيادة مباريات كبيرة.
ـ البعض يرى أن حكام الساحة يدفعون ثمن أخطاء فادحة من المساعدين لدرجة وصلت للإيقاف لحكام ساحة مميزين؟
أولا يجب أن نتفق أن جميع الأخطاء التي تحدث غير مقصودة ولا متعمدة، إنما نتيجة سوء تقدير، وسواء أخطأ حكم الساحة أو المساعد يعتبر ارتكبها طاقم المباراة، ولذلك يجب الحرص من الجميع حتى يكون الطاقم في أحسن حالاته.
الدوري الصيني
ـ يتردد أنك تلقيت عرضا لقيادة مباريات الدوري الصيني ما صحة ذلك؟
كان هناك طلب من الاتحاد الصيني في شهر 3 عام 2006 على أن نكون في الصين في شهر9، ولكن للأسف هذا الخطاب وصل للكويت وسوريا لطلب الزملاء سعد كميل ومحمد كوسة ولم يصلنا، وعرفت به عن طريق أحد الإخوان في الاتحاد الكويتي وعرضته على لجنة الحكام برئاسة مثيب الجعيد، وتم رفع خطاب للأمين العام حول الخطاب، وقد كتب رد أن الخطاب وصل بعد نهاية الموعد، وأن حكمنا جاهز لأي مشاركة مقبلة وعسى فيها خير.
ـ كيف ترى لجنة الحكام الرئيسية الجديدة؟
اللجنة الجديدة برئاسة عبد الله الناصر مثالية جدا، وتضم خبرات كبيرة ممثلة في رئيس اللجنة الذي كان حكما دوليا مميزا وله خبرة عريضة في اللجان والعمل في الرئاسة العامة، كذلك نائبه عبد الرحمن الزيد حكم شارك في كأس العالم وترأس لجنة الوسطى الفرعية وكذلك بقية الأعضاء، وأتمنى أن يبدأوا من حيث توقف الآخرون، وحقيقة أدعوا لهم بالتوفيق في ظل الظروف الحالية، وأتمنى أن يتغير قرار مشاركة الحكم الأجنبي وتعود الثقة للحكم السعودي، وأن يطبق قرار تعديل مكافأة الحكام، وأن يقر احتراف الحكم السعودي، وهذه النقطة مطلب معظم الحكام الدوليين.
ـ ألم يفعل قرار الرئيس العام بمضاعفة الحكام؟
لا أبداً لم يفعل، فلا زلنا نعامل وفق النظام السابق والمكافآت القديمة، والخبر الأكيد لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم، بحيث يمكن الإجابة على سؤالك متى يفعل هذا القرار.
احتراف مؤجل
ـ لو سمح للحكم السعودي بالاحتراف هل ستحترف؟
نعم، لو كان هناك حوافز ورواتب مجزية وإذا ما تهيأت الظروف الملائمة.
ـ التحليل الفضائي ماذا عنه وما مدى استفادتكم منه؟
في السابق كان التحليل يقتصر على الأشياء البارزة في المباريات والمؤثرة، ولكن حاليا تطور الموضوع وأصبح نوعاً من الإثارة، بحيث تخرج في المباراة أكثر من ثلاثين حالة، وشخصيا أرى أن ذلك أصبح يؤثر على الحكام وعلى الجمهور الرياضي وعلى الإعلام، خاصة أن نسبة من الجمهور الرياضي لدينا يفتقد للحس التحكيمي، ولذلك تؤثر فيه آراء المحللين، بحيث أصبح الجمهور ينظر للسلبيات فقط ويعلق نتائج المباريات على تلك الأخطاء، وشخصيا أنا ضد التحليل بالشكل الحالي الذي يتناول المباراة من أول لحظة لآخر دقيقة، وأتمنى أن تعرض بعض الأخطاء من الدوريات المختلفة، حتى يعرف الجمهور أن الأخطاء موجودة في كل مكان.
ـ بعد اعتزالك، هل ستتجه للتحليل الفضائي؟
طموحي حقيقة أكبر من التحليل الفضائي، مع كامل احترامي لكل من يعمل في هذا المجال، ولن أفصح عنه حاليا، لأنه لازال أمامي مشوار كبير بإذن الله في مجال التحكيم، وإن شاء الله نوفق في تحقيق كافة الطموحات.
ـ هل طبقت هذه الطموحات التي تحملها من خلال رئاستك للجنة الفرعية للحكام بالغربية؟
للأسف لا، نظرا لأن اللجنة التي أرأسها حاليا فيها قلة من الحكام، كما أنني شخصيا كنت مرتبطاً في الفترة الماضية بمشاركات خارجية ومحلية كثيرة، ولكن إن شاء الله يتم ذلك في المستقبل.