قبل دقائق قليله من انطلاق مباراة الارجنتين والبرازيل ضمن تصفيات امريكا الجنوبيه لكاس العالم 2002 اعلن جمهور مدينة بوينس ايرس عن اعجابه الكامل اخيرا لمدرب منتخب التانجو مارشيللو بيلسا، وجاءت اهازيج المدح بعد ثلاث سنوات من توليه المهه.

وكان منتخب بيلسا قد ابحر فوق عباب التصفيات مقدما نوعا راقيا من كرة القدم الهجوميه الممتعه، فلماذا تاخر تاييد الجماهير كل هذا الوقت؟؟

وكان بيلسا قد بدأ برنامجه لاقناع جماهير الارجنتين بجدوى مزج الاسلوب الاوروبي بالابداع والموهبه التي يتمتع بها لاعب ارميكا الجنوبيه.

اما الجزء الثاني من الاجابه، فهو ان بيلسا لم يسبق له ان اشرف على تدريب احد الناديين الاشهرين في الارجنتينت بوكاجونيورز وريفربلايت، بل تولى تدريب فريق نيولز اولد بويز ومقره مدينة روزاريو، مسقط راسه، والذي احرز معه نجاحا كبيرا قبل ان ينتقل الى المكسيك التي امضي فيها خمس سنوات، وعند عودته الى الوطن كانت الخبره الوحيده في سيرته الذاتيه بوينس ايرس مع فريق فيليز بالاضافه الى فتره قصيره مع اسبانيول برشلونه.

وقبل ذلك كان بيلسا لغزا بالنسبه للمجهور الارجنتيني، والان بعد ثلاث سنوات، مازال البعض يشعر بانه لا يعرف المدرب معرفه جيده، ومعروف عنه انه لا يعشق الشهره كثيرا ولا الظهور على اعمدة الصحف ولا التلفزيون، لكن مع ترشيح فريق التانجو للعودة بكاس العالم من الشرق الاقصى، فالعالم باكمله يسره التعرف الى الرجل وراء هذا النجاح الكبير.

ولد بيلسا عام 1955 وسط عائله امتهنت المحاماه حرفه لها، لكنه لم يتبع خطى اشقائه في نشاطهم السياسي ولا معارضتهم لدكتاتور الارجنتين السابق، واختار الشاب مارشيلو كرة القدم، فلعب كوسط دفاع في صفوف فريق نيولز اولد بويز، الا انه ترك اللعب بعد فتره قصيره مفضلا مهنة التدريب، وبالفعل نجح بامتياز في مهنته الجديده، وكان اللاعبين قد وده له سؤالا عن لماذا لا يقيم في الفندق نفسه مع الفريق، فاجابه بيلسا قائلا: (( لانه عندما تكونون جميعا نائمين اظل مستيقظا افكر في كيفية تطوير الفريق، وعن التكتيك المناسب للمباراه المقبله )).

ولم يكن مستغربا ان الذين حوله اطلقوا عليه لقب (( ال لوكو )) وتعنى (( المجنون )) غير ان جنونه يختلف عن جنون وهوس سكان امريكا الجنوبيه بكرة القدم. وهو نوع من الجنون سببه عشقه للدقه في عمله وحبه للنجاح. وحتى مؤتمراته الصحافيه التي يعقدها، على قلتها، تعكس شخصيته الفلسفيه واسلوبه في العمل.

يقول عنه النجم ديجو سيميوني: (( يحتفظ بيلسا دائما بمسافه بينه وبين اللاعبين على الرغم من ذلك تمكنه قوة شخصيته من التواصل الدائم معهم وايصال الرساله التي يرغبها اليهم )).

ويحتل بيلسا الان الموقع نفسه الذي كان على راسه لويس سيزار مينوتي الراديكالي الذي احرز كاس العالم 1987 وهو عابس الوجه، كارلوس بيلاردو البرامجماتي القاسي الذي عاد بالكاس عام 1986.

وهو نقد موجه نحو ثقة بيلسل في طريقة اللعب التي يتبعها بينما يعتقد مينوتي ان تشكيل 3 - 3 -1 -3 الذي يتبعه بيلسا يضع الفريق في وضع جامد لا يتسم بالمرونه، بينما يمكن لبيلسا التحدث لساعات طوال مدافعا عن هذا التشكيل قائلا: (( الفكره الاساسيه من تطبيق هذا التشكيل هو تغطية ارضية الملعب بشكل كامل. واذا منحت كل لاعب الحريه التي يرغبها فقد تتحول الى فوضى وسلبيه ))، وكان منصب مدرب المنتخب مفاجاه بالنسبه لبيلسا، والسبب انه يخشى ان تكون اساليبه في ادارة الفريق صعبه التنفيذ على المستوى الدولي، لان اساليبه التكتيكيه المكثفه تحتاج الى وقت اطول ويمكن تنفيذها على مستوى الانديه وليس المنتخب. وتفتقت عبقريته في تحويل المنتخب الى ناد عادي حتى يتمكن من تنفيذ مخططاته، وكان محظوظا جدا كونه ورث مجموعه تتمتع بالموهبه العاليه والتناسق اشرف على تكوينها سلفه دانيال باساريللا، وكل ما فعله بيلسا هو احداث بعض التعديلات البسيطه حيث اختار 27 لاعبا فقط خاض بهم اول 15 مباراه ضمن تصفيات كاس العالم.

وقبل بداية التصفيات جمع الفريق وخاض به عددا من المعسكرات التدريبيه والمباريات الوديهن مركزا على بناء روح الفريق لدى اللاعبين، هذا البرنامج اثمر تماما كما خطط له بيلسا ليتاهل بمنتخبه قبل مباريات عدة من ختام التصفيات.

كل ذها النجاح مازال بيلسا بعيدا عن لاعبيه ولم يعرف عنه انه كان صديقا للاعبين، لكنه كسب ثقتهم بمعلوماته التكتيكيه الواسعه واستعداده للاستماع ومقدرته على الاعتراف بالخطا.

اما ملخص فلسفة بيلسا فقد عبر عنها النجم جالاردو قائلا: (( كان مطلبه الاساسي الا تتوقف عن الهجوم على اي ارض تقام عليها المباراه، وهي الفلسفه التي سيذهب بها الى كوريا واليابان وهو يحظى بدعم الشعب الارجنتيني باكمله )) .

هذا هو مارشيللو بيلسا الاكثر حظوظا في ترشيحات النقاد للعوده بكاس العالم من كوريا واليابان.

للرفع

السلام عليكم.

أخي بوحميد.
جماهير الأرجنتين لازم تقتنع ببيليسا الفريق الحين الأفضل عالميا حتى لو لم يلعب باتيستوتا.

تحياتي لك،،،،