تراجع مستوى معظم الفرق والنقل تلفزيونيا وراء عزوف الجماهير عن حضور المباريات في الملاعب السعودية

نشر هذا الموضوع في جريدة الشرق الاؤسط بتاريخ20 نوفمبر



الرياض: عبد العزيز الغيامة
لعل ما يلفت النظر في الاعوام الخمسة الماضية هو غياب الحضور الجماهيري عن المنافسات السعودية المحلية وكذلك الاقليمية والدولية وهو ما اثر بشكل فاعل على المستوى العام للمنافسات وادى الى تراجع الاداء الفني.
ولكشف اسباب امتناع جماهير كرة القدم السعودية عن الحضور للمباريات ومساندة فرقها الكروية وكذلك منتخبات بلادها، التقت «الشرق الاوسط» باثنين من خبراء كرة القدم السعودية هما عضو الاتحاد السعودي وكبير المدربين خليل الزياني، ونائب رئيس نادي الرياض الدكتور صلاح السقا. ارجع الزياني عزوف الجماهير الى الاوضاع التي تعيشها الاندية المحلية واثرت بشكل مباشر على الاداء الفني للفريق واللاعب وبالتالي اصبحت الجماهير تمتنع عن الحضور للمباريات الضعيفة.
واوضح الزياني أنه على الرغم من ان نظام المربع الذهبي للدوري المحلي ساهم وبشكل كبير في اضفاء الاثارة والمتعة بين فرق الدوري لا سيما المتأهلة إلا انه قد يكون سببا في امتناع الجماهير عن الحضور للمباريات التي تقام في الدورين الاول والثاني.
واضاف: اعتقد ان لغياب اللاعبين اما بسبب الانضمام لمنتخب بلادهم او للاصابات دورا في غياب الجماهير. واحب التأكيد ان الجمهور السعودي دائما ما يكون حاضرا في المنافسات النهائية على عكس بداية المنافسات المحلية التي دائما ما تكون ضعيفة.
واكد الزياني ان جماهير كرة القدم السعودية تفضل مشاهدة المباريات الخاصة لفرقها المحلية عبر القنوات الفضائية وظهر في الآونة الاخيرة انها لا تحبذ الحضور للملاعب.
واوضح عضو اتحاد كرة القدم السعودي أن الجماهير تصاب احيانا بالاحباط من المستوى الذي تشاهده في المنافسات المحلية، وذلك عندما تقارن اداء فرقها الكروية بما تتابعه في المباريات الاوروبية، حيث الدوري الايطالي او الاسباني او الانجليزي ولا شك ان هذه المباريات تمثل القمة في الاداء والنتائج والاسماء الدولية المتميزة.
واضاف: لا ننسى ان نتائج الفريق عندما تكون متردية ومتراجعة الى الاسوأ فان ذلك يؤثر على الجماهير وبدورها تحتج بعدم حضورها لمساندة فرقها وكذلك احساسها احيانا بضعف مستوى فريقها المفضل.
ومن جانب نائب رئيس نادي الرياض السعودي فقد اكد السقا ان عوامل الغياب الجماهيري تعود لاسباب ثلاثة; اولها امور فنية والثاني عوامل اجتماعية وآخرها كثرة المنافسات ووجود البدائل مثل المنافسات الاوروبية والقنوات الفضائية ووسائل ترفيهية أخرى غير متابعة كرة القدم.
وقال: اعتقد ان قيام القنوات الفضائية الرياضية وغيرها باستقطاب خبراء كرويين في التحليل قبل وبعد كل مباراة جعل الجماهير تقبع في منازلها خلف الشاشات وترك الحضور الى الملاعب.
ورأى السقا ان عدم وجود نجوم مميزين في الفرق السعودية الكبرى ساهم وبشكل كبير في غياب الجماهير، حيث ان الاخيرة كانت تستمتع سابقا بوجود النعيمة والثنيان في الهلال وماجد والهريفي ومحيسن في النصر وجميل في الاتحاد ومسعد وعبد الجواد في الاهلي وخليفة وسعدون في الاتفاق، اضافة الى النجوم الاخرين في الفرق المحلية الباقية.
واشار نائب رئيس نادي الرياض الى ان النجم اصبح مطلبا جماهيريا، لا سيما ان المتابعين يحضرون للملاعب من اجل متابعة نجومهم والاستئناس بهم داخل الملعب.
وقال السقا ان هناك عوامل اجتماعية واقتصادية ساهمت وبشكل بارز في امتناع الجماهير عن الحضور للملاعب، خاصة الامور العملية وكثرة المشاغل وتغير الاهتمامات من قبل الناس.
واكد السقا ان حل مثل هذه الظاهرة يبدأ برفض تجمع النجوم في فريق واحد او اثنين كما يحدث حاليا، مشددا على ان مثل ذلك يؤثر على المدى البعيد ويجعل الجماهير تتجنب الحضور للملاعب.
وطالب نائب رئيس نادي الرياض بايجاد جوائز لترغيب الجماهير في الحضور للملاعب واقامة ذلك في كل مباراة، كما دعا الى تطبيق الاحتراف بحذافيره في الاندية لاجل ارتفاع الاداء الفني وجذب الجمهور الكروي للاستمتاع.
نشير الى ان هناك عوامل أخرى ساهمت في تراجع الحضور الجماهيري لمباريات الاندية السعودية لعل اهمها كثرة المسابقات المحلية والخارجية وضغط المباريات في الاسبوع الواحد واقامة المباريات في ايام الاسبوع الوسطى والتي تكون من خلالها الجماهير الكروية مشغولة بأمورها اليومية، حيث الاعمال والدراسة والارتباط الاسري.
ولعل من اهم الحلول كي تكون الجماهير الكروية حاضرة للملاعب برمجة المسابقات المحلية بحيث تكون اقامة المباريات في الاجازات الاسبوعية كما يحدث في اوروبا وعدم ضغط المباريات كي لا تصاب الجماهير بالملل من كثرة المنافسات.
الجدير بالذكر ان مباراة كبرى مثل اللقاء الذي جمع النصر بالاتحاد في هذا الموسم لم يزد الدخل المادي للمباراة عن مبلغ 35 دولارا اميركيا علما بان 15 في المائة من الدخل الاجمالي للمباراة يذهب الى الصندوق الرياضي وصندوق اللاعبين وكذلك للاتحاد المحلي ومصاريف تشغيل المباريات من امن وحراسة وخدمة ويبقى 75 في المائة للفريقين. ونذكر هنا ان مباراة الهلال والرياض هذا الموسم لم يحضرها سوى 40 متفرجا فقط كما ان الدخل المادي لاحد الفرق الكروية الكبرى في اربع مواجهات لم يتجاوز خمسة الاف دولار ولا شك ان مثل هذه الاحصائيات تجعل الاتحاد السعودي لكرة القدم مطالبا بأهمية دراسة اسباب غياب الجماهير والسعي لاعادتها كي تعود الاثارة والحماس للملاعب المحلية الامر الذي يعني ارتفاع اداء الكرة في السعودية.

عرفنا المشكلة و لكن ماهو الحل