المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 12/02/2007, 07:58 AM
عضو استشاري سابق لمنتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 28/08/2005
مشاركات: 645
وداع مـن نـوع آخـر ...[الفصل الأول]

وداع من نوع آخر

الفصل الأول



تذكرته . .
في قمة الألم , في قمة التعب
تذكرته . . وهل كان بمقدوري نسيانه . .

أعتدت ما أن ترتحل نحو عالمي تلك الأيام , أيام نهاية الأسبوع
ألا وقد وضعت بين أجندتي إيقاظ والدي عندما تحط عقارب الساعة أوزارها عند الرقم تـسـعـة
كُنت أنتظر تلك الأيام بشغف ففيها أجد ذاتي . .

غيّبني ألم استوطن صدري عن الساعة التاسعة ذاك اليوم . .
لم أُدركني ألا عند الساعة الحادية عشر إلا ريعاً . .

مضيتً نحو صالة الطابق العلوي أبحث عن والدي لم أجده , قادتني قدماي نحو الغرفة التي يقُطنها علّي أجده فلم أجده
نحو مكتبه في الأسفل كانت وجهتي , وجدته مفترشاً سُجادته الخضراء يقرأ كتاب الله

شدّه وجودي فأنهى تلاوته , اقتربت منه قبلت جبينه وجاورته الجلوس
حدّق في عيناي هامساً لي لم أعتد منك ذلك . . قاصداً إخلالي بالموعد الذي طالما ارتبطنا به
توسدت رجليه وأغمضت عيناي آملاً أن يصل له إحساس التعب الذي استعمرني

جذبني نحو صدره وقّبل جبيني قائلاً لي لتذهب إلى الأعلى لترتاح من تّسلط وجور الألم الذي يسكنك . .
وأد خلوتي بوالدي قدوم أخي الأكبر عاجل أبي السلام قائلاً له لنمضي . . حاولت استقصاء الأمر لكن لم أتمكن من ذلك . .


كما أراد والدي ذهبت نحو ملاذي الصغير . .
رافقتني إلى هُناك صورة أخي وهو يُمسك بيد أبي ويُعينه على الوقوف . .
استوطنت تلك الصورة وأبعادها مُخيلتي لمدة جاوزت الساعة . .

حاولت قتل تلك الصورة لكن محاولاتي باءت بالفشل . .
يُشكر في تلك اللحظة ذاك التعب الذي قدم وسرقني من غياهب تلك الصورة . .
سرقني لساعات طوال وأعتقني على وقع أصوات غريبة كان مصدر انبعاثها الطابق السفلي . .

استعذت بالله من الشيطان الرجيم واستعنت بالمعوذات علّها تُخفف من وقع الخوف داخل أركاني
وبخطوات رسم مسارها الخوف مضيت نحو الطابق السفلي أستكشف تلك الأصوات
شدني منظر تلك الدموع وهي تُعانق أعين أُمي
لم أهتم لذلك كثيراً لأن أُمي دوماً ما تبكي حال أخي المعاق
وبدوره ذاك الموقف كفيلاً بزرع الدموع في أعين الجميع

الجميع هُنا لكن ثمة أمر ما أين والدي
تطاول نظري نحو مكتبه لكن تهيأ لي من بعيد أنه يخلوا من روح أبي
مضيت ساعياً نحو صالة الطابق العلوي علّي أجده فيها
أدركني أخي قبل أن أضع يدي على مقبض الباب
جذبني لصدره وهو يبكي يتمتم لقد رحل

رحل إلى أين لم يُخبرني وثم كيف له أن يرحل وهو ينتظر مقدم أخيه
قد رحل نحو خالقه لن يعود فقد بلغ منه . . ما بلغ وسلم روحه لخالقها
أخذ بيدي نحو الأسفل وقفت هنالك أرمق الجميع بنظرات يشوبها الوهن


وداع من نوع آخر

الفصل الأول



نحو غرفتي قادني إنكساري . .
جثيت بجسدي فوق سريري أبكي والدي , أبكي تيه ذاك الأخضرار في حياتي
شّد مسمعي صوت الآذان وقد رفعه مؤذن الحي

تذكرت عندها حديث والدي بفضل الترديد خلف المؤذن , رددت الآذان كما كان يفعل والدي
غّيب التيه عقلي توضأت ثم ذهبت نحو غرفته طرقت الباب لم يعاجلني بصوته كالمعتاد
استكشفت الغرفة كانت خالية من روح أبي الطاهرة
تذكرت عندها حديث أخي لي بأني والدي قد رحل

عُدت قاصداُ غرفتي افترشت سجادتي عازماً القيام بواجب الرب
أقمت فرضي رغم تلك التجاعيد التي كست صلاتي . .
نحو النافذة كانت وجهتي بعد ذلك ,,
من هناك أبحرت بعيناي نحو حديقة المنزل أرى كيف وقد بدت برحيل والدي


لم أتمالك نفسي إزاء تلك الصورة التي حُفرت في مخيلتي
فارتحلت نحو إحدي زوايا غرفتي
جاعلاً منها سُكنا لجسدي الواهن
هناك حاولت أن أتغلب على ذاك الهم والحزن الذي بدأ يستشري في أنحاء جسدي قاصداُ إفنائي

تذكرت عندها كيف كان يقودني لأتغلب على جلاء الهم والحزن
عملت بما علمني وقرأت مما حفظت من آيات الله
لأدرء زائري من الهم والحزن ومن كان برفقتهما

لم أُدركني بعدها إلا و ....
صوت والدي يهمس في مسمعي يوقظني لأداء صلاة الفجر كما اعتدت
استيقظت عندها على وقع أذان الفجر
توضأت وأقمت واجب الرب بعدها رحلت بناظري عبر نافذتي نحو الأعلى
راجياً ممن كان ينظُرني وقتها أن يُعيد لي والدي


عُدت حيث كُنت , سجنت رأسي بين يداي , أبحرت نحو عالم مجهول المعالم
إنتشلني من الأبحار بعمق نحو تلك الغياهب المجهوله طرقات أخي الأكبر يستأذنني الدخول
مضى نحوي وجلس أمامي أعتق رأسي مما هو فيه
احتضنني وشاغب شعر رأسي وبكا بعدها بصحبتي , صمت مطبق عم أرجاء تلك الزاوية

وأده صوت أخي يردد في مسمعي كلام الله سبحانه وتعالى يجبروا به ضعفي ووهني
افتككت حضنه وحضنته من جديد
إقتادني بعدها نحو سريري هال علي غطائي
من بعد أن قبل جبيني وهمسه في سمعي بأننا في الغد سنمضي باكراً للترتيب للجنازة والصلاة على من كان قد رحل

قادتني تَجبر آلامي وسطوة أحزاني أن أغفوا
وأد إطالة تلك الغفوة صوت والدي يردد في مسمعي لتشهد صلاة الجنازة ففيها الأجر الكبير
أبحرت النظر أبحث عنه لكن لم أجده

أغتسلت وبدّلت ملابسي في إنتظار مقدم الساعة العاشرة
وقبل أن تحط عقارب الساعة أوزارها عند العاشرة كان أخي يقف خلف الباب
دلف نحوي وأجلسني بجواره هامساً لي
أريد ان يرى الجميع والدي فيك وبك أريدك أن تكون رجلاً كما كان يردد والدي ذلك على مسامعنا
هززت رأسي في إيمائه بأننا سأكون كذلك


وداع من نوع آخر

الفصل الأول



أمسك أخي بيدي وعرجنا نحو من كانوا في إنتظارنا بالخارج
أُناس فاق عددهم الخمسون رجلاً
مضينا نحو مغسلة الموتى وفي الطريق شهدت كيف وقد استوطنت العبرات ملامح الجميع
وشد مسمعي كيف قد بدأت شهقات من كان في محيطي

وصلنا لمبتغانا
ترجلنا من السيارات قاصدين دخول مغسلة الموتى وأخي لازال يمارس ولايته علي ممسكاً بيدي
شدني بالداخل وجود ذاك الشيخ الذي يلهج بالذكر طوال الوقت
قصد ذاك الشيخ أخي وعاجله القول أتفكر بأن يدخل بمعيتك أخيك الأصغر
رمقني أخي بنظرات , قرأت في حضرتها أمكانية عدم السماح لي بالدخول
جذبته من ثوبه وهمست له ألم تقل بأنني كبُرت
مسح على راسي قائلاً لا باس تعــال : لكن كما اتفقنا أريدك أن تكون رجلاً
هززت رأسي في إيمائة بأنني سأكون هكذا

قادنا الشيخ منصور هكذا أعتقد قد كان أسمه نحو غرفة
وجد بها جسد وقد غُطي بقطعة من القماش يتمدد فوق طاولة خشبية
اقترب الشيخ وأزال الغطاء الذي كان يُغطي ذاك الجسد
أقترب كلاً من أعمامي ورفقة أبي من ذاك الجسد وبدأو يقبلون جبينه

تنحى الجمع وأصطحبني أخي الاكبر وأخوتي نحو ذاك الجسد
قبل أخي جبين والدي وذرف الدمع على جسده وأطلق العنان لصوته بالدعاء
فعل اخوتي ما فعله أخي

اقتربت أكثر من ذاك الجسد هالني المنظر أنه والدي قد أغمض عيناه
حاولت إيقاظه ابي أستيقظ هززت كتفه لكنه لم يُجبني عندها ذرفت أعيُني دمعها
بكيت وأبكيت كل من حضر إلا هو لم يبكي ظل صامداً
ياهـٍ ياوالدي كم أشتاق إليك



وداع من نوع آخر

الفصل الأول




ذاك هو والدي عندما فقدته عندما جاوزت الثالثة عشر من العمر كان بالاضافة إلى أنه والدي كان أخي وصديقي . .
بفقدانه وشمت ايامي بوشم الجمود فلا المدرسة هي المدرسة ولا الحديقة هي الحديقة ولا أنا هو أنا
كم أشتاق إليك والدي ,, اللهم أجمعني به في مستقر رحمتك
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:54 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube