فشل فريق نادي إشبيليه في حصد النقاط الثلاث, والتصدر ولو مؤقتاً, واكتفى بواحدة, بعدما تعادل سلبياً خارج أرضه مع ريال بيتيس, في مباراة صاخبة ومثيرة, احتضنها ملعب مانويل رويز لوبيرا الخاص ببيتيس, وذلك في إطار المرحلة الثانية والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم.
وبهذا التعادل تساوى إشبيليه مع برشلونة في عدد النقاط إلا أن الأخير الذي يلعب الأحد أمام راسينغ سانتاندير, بقي في المركز الأول بفارق الأهداف عن مطارده المباشر.
الشوط الاول
بدأ الفريقان المباراة بتشكيلتين مماثلتين نوعا, 4-4-2, إذ لعب من جهة الضيف البرازيلي لويس فابيانو في خط الهجوم إلى جانب هداف الدوري حتى الآن المالي فريدريك كانوتيه, بينما لعب في صفوف المضيف في الخط الأمامي فيرناندو فيرنانديز والبرازيلي روبرت دي بينو.
نجح أصحاب الأرض بقيادة الفرنسي المحنك والخبير المدرب لويس فرنانديز, في فرض إيقاعهم وأسلوبهم سريعاً, وكانت بصماتهم الأكثر وضوحاً في عمق منطقة جزاء ضيفهم خصوصا انطلاقاً من اختراقات متعددة من جهة ظهير الأيمن لإشبيليه البرازيلي دانييل ألفيس الذي عانى كثيرا أمام تحركات فيرناندو المزعجة.
في المقابل فشل إشبيليه على مدار أكثر من نصف ساعة من فعل شيء يذكر أمام السيطرة الميدانية لريال بيتيس, كما نجح فرنانديز المدير الفني لبيتيس تكتيكيا في تعطيل جزء أساسي من قوة منافسه المتمثلة بالكرات العرضية التي تأتي عبر انطلاقات الظهير الأيمن ألفيس وكذلك البرازيلي أدريانو الذي يلعب في الجهة اليسرى, إضافة إلى خيسوس الذي غابت خطورته هو الآخر.
أولى الفرص بدأت باكراً في الدقيقة الثالثة عندما مرر آرزو كرة طويلة وصلت إلى روبرت الذي سدد من مشارف منطقة الجزاء دون تحقيق المأمول لفريقه الذي حصل بعد ذلك بسبع دقائق على ضربة جزاء مشكوك في صحتها, نالها فيرنانديز إثر عرقلة غير واضحة من الفيس, انبرى لها متسرعا روبرت الذي غالبا ما يكون محل الثقة إلا انه خذل رفاقه والمشجعين بإطاحته الكرة عاليا فوق المرمى بطريقة جدا سيئة.
استمر رجال فيرنانديز في أدائهم الرجولي الاندفاعي المنظم رغم إضاعة ضربة الجزاء التي أثرت نوعا ما على مستوى أصحاب الأرض الذين سنحت لهم فرصة في الدقيقة 22 عبر رافاييل سوبيس الذي راوغ وسدد من الخارج كرة جميلة أصابت اندريه بالوب حيث يقف.
نجح بعدها الفريق الزائر في الخروج من قوقعته في آخر ربع ساعة وبادل مضيفه الهجمات والسيطرة وتمكن من فك الطوق الذي فرضه عليه رجال فيرنانديز طيلة نصف ساعة من الزمن لكن دون حدوث خطورة كبيرة من الجانبين فانتهى الشوط الأول سلبيا بمستوى لامس الإثارة عدة مرات
الشوط الثاني
شهدت بداية الشوط الثاني استفاقة من الفريق الزائر وسط ضغط وحماس منقطع النظير من الجماهير, زادت معه درجة الغليان في المباراة خصوصا أن ريال بيتيس رغم انخفاض طفيف شاب مردوده البدني نتيجة المجهود الخارق الذي بذله في الشوط الأول, إلا أنه استمر في ولوج منطقة منافسه بهجمات على قدر من الخطورة والتنسيق الكروي.
وفي ظل الفورة الفنية والحماس الكبير والندية البارزة نجح لاعبو بيتيس في الدقيقة 51 عبر الخطير سوبيس من تسجيل هدف السبق إثر متابعته لتسديدة أفلتها الحارس المهتز بالوب إلا أن راية الحكم خيبت آمال جماهير صاحب الأرض وقطعت دابر الفرحة التي تسللت هنيهات إلى صدر فيرنانديز, معلنة عن تسلسل صحيح لا غبار عليه.
وفي الدقيقة 58 قام مدرب إشبيليه خواندي راموس بإجراء أول تبديل في المباراة, عندما قام بإخراج لويس فابيانو الذي لم يقدم شيئاً مهماً في المباراة وأشرك مكانه ألفارو.
بادل الضيف كرم مضيفه, فشن طلعات خطرة جدا بعدما نجح مهاجموه في إيجاد مساحات جيدة للتحرك استثمروها بكرات جميلة خطرة, بقيت في خانة الفرص, مثلما حصل في الدقيقة 62 عندما سدد أدريانو المندفع بقوة أرضية انحرفت عن المرمى تابعها الدنمركي بولسن بانزلاقه وهو على فم المرمى لكن تدخل حاسم للدفاع في اللحظة المناسبة أبقى النتيجة سلبية.
هدأت المباراة بعد ذلك لفترة من الوقت قبل أن تعود وتشتعل في آخر خمس عشرة دقيقة, بحيث كان للبديل ألفارو في الدقيقة 75 رأسية خطرة جداً إثر ركنية, علت العارضة بقليل, تبعها بعد بثلاث دقائق انفراد لروبرت إثر خطأ قاتل من قلب الدفاع نافارو, لكن تصويبة الأول بوجه القدم الخارجي صدها بالوب بثبات حارما المضيف فرحة اقتربت مرات, دون أن تبقى.
واستمر الأداء قوياً بعد ذلك, على مستوى عال من الكفاح حتى اللحظات الأخيرة, لكن لم يصب أي من الفريقين نجاحاً من هز الشباك التي بقيت نظيفة, رغم أن الكرات كانت قريبة جدا من عناق لم يجد من يُتوجَه.
المصدر
الوضع العادي
