المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 10/02/2007, 07:07 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 30/03/2002
المكان: جــــده
مشاركات: 632
Ξ Ξ .. أوجـاع رحيـل .. Ξ Ξ










][ .. مـدخــل .. ][



.. الغربة ..
.. البعـد ..
.. الهجـران ..
.. قسـوة حبيب ..
لـ حزنها آلـم يفجـع الأبدان

.. الوله ..
.. الولـع ..
.. الوجـد ..
.. الشـوق ..
لـ حرقتها مرارة يغُص بها الفؤاد

ملامح الرحيل والفقدان مُحزنه
وقد يخفت ذلك الحزن لكنه لايموت
ليبقى كالمسمار يؤلم القلب وينخر الذاكره

][ .. لكن .. ][

الأقسى والأكثر حرقه للشخص
هو موت احد الذين يحبهم أو يهمه أمرهم ..
لـيعيش بقية عمره يستحضر وجودهم بالذكرى
ليؤكد فرضية ان صدى الحزن أشد من الحزن نفسه ..
وفي مواصلة الحديث عنهم بعد موتهم وفاء يستحقونه منا
وقد يكون فيه بعض الشعور الباعث للعزاء والرضى رغم الأحزان
لأن ذكر الفقيد يعني حياة ثانيه وبقاء وجوده في الذين يتذكرونه ويذكرونه
وهذا البقاء بالذكر الحسن في المجالس من أحبة كانوا له .. هو بقـاء الخـلود

ينتهي العمر بالفتي فيموت
ويضمّ الرفات منه سكوت
وإذا ذكـره تخلّـد عيشاً
عند أحبابــه فليس يموت




][ .. مقـدمـة .. ][


ظهر شعر الرثاء في بداياته من الوجع العربي الأصيل
فكان العرب اول من نظمه و افرد له قصائد الشعر
في نصوص موجـعه .. راقيه في وجعها ..
تحمل الحزن .. نبيله في حـزنها ..
وصاروا أقدر الناس على تصوير فجيعتهم وآلمهم بالفقد
واكثر من ذلك تمكنهم من إشراك سامعهم والقارئ لقصائدهم
في مآسيهم ومايعتصر قلوبهم من حزن يعصف بالنفس فأصبح الشاعر
يرثي الصاحب والحبيبه والزوجه و الأبناء والآباء والأصدقاء .. وبعد ذلك
وصلوا إلى رثاء الأطلال والمنازل والمدن وكل مايهمهم أمره .. فيبكيهم ويصور
هول الفجيعة التي ألمت به .. وغالباً يفرد مساحه ليظهر صفات المرثي و بذكر أفعاله





][ .. الغايه من الرثاء .. ][


عند الحديث عن شعر الرثاء يجب ان لا نكتفي بوصفه [ مدح ميت ]
فلو تعمقنا فيه لظهر لنا بما لا يدع مجالاً للشك بإنه افـضل مايُكرم بـه الراحلون
بعيداً عن التصنع والمجامله والتفخيم والشعارات .. إنما يتكثف الحزن ليصورالأفكار
ويغلفها بالوفاء .. لتجتمع ونظفر بـ خلود ذكراهم .. وكـأننا بذلك نُجاهـد أحزاننا لنظهر
من فقـدناه ونعيده .. ليبقى بيننا نلامسه ويلامس حياتنا ونصدق حينما نقـول تحدي الغياب





][ .. الصدق ولا مجال لغيره .. ][

من عهد عصور خلت وفنيت إلى عصرنا الحاضر
كان ومايزال موضوع الرثاء في الشعر العربي والشعبي
يشكل العنوان البارز لاجمل المشاعر واصدق الاحاسيس وارق ما قيل
فهو وان نشأ في لحظات حزينه إلا انه يحمل في كلماته الوفاء والعاطفة الجياشة
واللوعة والآلم و الصدق دون ان ينتظر مقابل اومكافأة .. كما قد يحدث في شعر المدح
وقد ذُكر ان احد الاعراب سُئل : لماذا تعدون الرثاء من اصدق اشعاركم؟
فقال: لاننا نقوله وقلوبنا تحترق .





][ .. البـدايـة .. ][

لم يبخل شعراء العرب بـ رثاء من يحبون .. فقد أثروا الادب العربي بقصائدهم
ولهم الكثير من القصائد .. فـ دائما مانقرأ او نسمع قصيدة رثاء في شخصيات
اما نعاصرها .. او لمن عاشـوا عصور مضت ولم يبقى غيـر اعمالهم ..
ولو أردنا أن نبدأ في أستعراض بعض المرثيات التي أشتهرت
لن نجد كلمات أعلى قدراً وحروف تزيدنا شرفاً إلا بـ مرثية حسان بن ثابت
- رضي الله عنه - في رحيل حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام ..
وكان قد رثاه بالكثير من القصايد .. وسنذكر بعضاً منها :

بـطيبة رســم للـرســول ومعهـد
منير وقـد تعفـو الرسـوم وتـهمـد
ولا تمتحي الآيات من دار حـرمـة
بها منبر الهادي الذي كان يصعـد
و واضـح آثــار و بـاقـي مــعـالــم
وربـع لــه فيـه مصـلـى ومسجــد
بـها حجرات كـان ينــزل وسطهـا
مـن الله نـور يـسـتضـاء و يـوقــد
معارف لـم تطمس علـى العهد آيها
أتاهـا البلى فـ الآي منـهـا تـجـــدد
عرفت بـها رسم الرسـول وعهـده
وقبرا بـها واراه في التـرب ملحـد
ظللت بها أبـكي الـرسـول فـأسعدت
عيـون ومثلاها مـن الجفن تسعــد
يـذكـرن آلاء الـرســول ومـا أرى
لـهـا محصيـا نـفسي فنفسـي تبلـد
مفجعــة قــد شفـهـا فـقــد أحـمــد
فـظـلـت لآلاء الــرســـول تــعــدد


وقال في قصيدة أخرى :

كان الضياء وكان النور نتبعه
بعد الإله وكان السمع والبصرا
فـليتـنـا يــوم واروه بـملـحـده
وغيبـوه وألقـوا فـوقـه المـدرا
لـم يتـرك الله منـا بعــده أحـدا
ولـم يعش بعـده أنثى ولا ذكـرا
ذلـت رقاب بني النجار كـلهـم
وكان أمرا من أمر الله قد قدراد


ما أصدقها من مشاعر تجلت بوضوح في تلك الكلمات التي
خرجت بآلم وحزن .. وكان لها من القوة و التأثير مايجعلها
تستوطن بين حنايا النفس فتهتز المشاعر معها ..




][ .. بيت يتـيم .. ][

هناك أبيات في قصائد الرثاء تحفر في الذاكره وتبقى في الاذهان
نستحضرها في لحظات الفراق او نستشهد بها في بعض المواقف
وأجمل ماقرأت ذلك البيت الذي قال فيه الشاعر :
لقد كنت أخشى عـادي الموت قبله
وأصبحـت أخشى ان تطول حياتي


تكملة القصيده تبين ماحصله له بعد ان فقد من يحب وكيف ان
حياته أصبحت تحت وطـأت الالم و ماصابه من عزلـه وإحباط
وللاسف حاولت إحضار القصيدة كامله ولكن لم أتمكن حتى من
معرفة أسم الشاعر الذي كتبها ...





][ .. الرثاء بحروف الخنساء .. ][

يتفق الكثير على ان اصدق الرثاء وجـد في شعر الخنساء لـ اخويها
الفارسين معاوية و صخر ابني عمر بن الزيـد السلمي بعد رحيلهما ..
فـ عندما علمت بقتل أخيها معاويـه .. طلبت من ضخر الأخذ بثأر اخيه
وفعلا أخـذ بثأر أخيه وقتله .. لكن أصيب صخـر بطعنه تسبب في موته
ومن شدة حزنها كنت تبكي حتى عميت وقيل انها من أعظم شعراء الرثاء
وهذي متطفات لبعض ماأنشدته حزناً على صخر :

قـذى بعينيـك ام بالعـيـن عـوار
ام ذرفت اذا خلت من اهلها الدار
كـأن عيني لـذكـراه اذا خـطـرت
فيـض يسيـل على الخدين مـدرار
وإن صـخـراً لـتأتـم الـهــداة بــه
كـأنـه عـلــم فـي رأســـه نــار

وفي قصيده اخر قالت :

ألا ياعين فانهمري بغدر وفيضي
فـيـضــة مـــــن غــيـــر نـــــزر
ولا تـعـدي عــزاء بـعـد صـخــر
فقد غلـب العـزاء وعيـل صبـري
لمرزئـة كـأن الجـوف منها بعيـد
الــنــوم يـشـعــر حـــر جــمـــر


كما أن للخنساء قصيدة رثاء في اخيها صخر
أشتهرت بأسم [ فارس الخيل ] تقول فيها :






][ .. رثـاء النفس .. ][

عندما نقف امام قصيدة مالك بن الريب التميمي التي رثاء فيها نفسه
يجتاحنا سيل من الحزن وعاطفة شاعر متمسك بالحياه لأخر لحظه ..
وقبل القصيده اخبركم بقصته بأختصار .. فقد كان قاطع طريق لفتره
طويله من حياته وأثناء مـرور جيش المسلمين أقنعه قائـد الجيش
بالتوبه .. فـ ترك قطع الطريق ليصبح غازياً شجاعاً في سبيل الله
وأيضا أشترك في فتوحات السند .. وقبل وفاته قال قصيدته الفريده
التي تعتبر أجمـل المرثيات في الأدب العربي إلى يومنا هذا .. لانه
مهما جرفتنا العاطفه والاحـاسيس لرثاء حبيب لن تكون أصـدق من
رثاء النفس كما صوره لنا مالك في قصيدته الرائعه التي قـيل عنها
من شدة جمالها أن الجن هي من أنشدها في رثاء مالك .. يقول مالك:







][ .. لحظات حزن على انثى .. ][

في العصور الأولى كان من المخجل والنـادر اإظهار الرجل العربي الحزن والتأثر لوفاة زوجته
وقد شهد العصرالأموي اول قصيده رثاء لمرأه في تاريخ الشعر العربي .. للشاعر المتمكن جرير
يرثي فيها زوجته الراحـله .. لتبقى ليومنا هذا من أورع ماقيل في الرثاء عند رحيل رفيقة العمر
فظهرت قصيدة جريـر المعروفـه بـ [ لولا الحياء ] .. وقبل ذلك نذكر ان العصر الأموي أشتهر
بشعـراء متمكنين نذكر منهم جرير والفرزدق .. الذين كانا يهجيان بعضهما البعض بغلاظه في كل
قصيدة يكتبونها ويتنافسان فيها .. ثم توفيت زوجة جرير فـ تآلم كثيراً لموتها ولم يستطع أن يكتم
حزنه .. وأراد أن يزور قبرها لكن بقية العادات والتقاليد حاجزاً عن زياراتها .. فما كان منه إلا أن
كتب قصيدة مؤثره يرثيها بها :

لـولا الـحياء لهاجني أستعبارُ * * * ولـزرت قبركِ والحبيب يزارُ
ولـقد نـظرت وما تمتع نظرةٍ * * * فـي اللحد حيث تمكن المِحفارُ
فـجزاكِ ربُكِ في عشيركِ نظرةٍ * * * وسـقى صـداك مجلجل مدرارُ
ولـهت قـلبي إذ عـلتني كَبرةٌ * * * وذوو الـتمائم من بينك صغارُ
أرعى النجوم وقد مضت غوريةً * * * عـصبُ الـنجوم كأنهن صوارُ
نـعم القرينُ وكنتِ عِلق مضنة * * * وارى بـنعف بُـلية الأحـجارُ
كـانت مكرمة العشير ولم يكن * * * يـخشى غـوائل أم حزرة جارُ
ولـقد أراك كُسيت أجمل منظرٍ * * * ومـع الـجمال سـكينةُ ووقارُ
والـريح طـيبةٌ إذا اسـتقبلتِها * * * والـعرض لا دنـسُ ولا خَوارُ
وإذا سريت رأيت ناركِ نورت * * * وجـهاً أغـر يـزينه الإسـفارُ
صـلى الـملائكة الذين تُخُيروا * * * والـصالحون عـليكِ والأبرارُ
وعـليك من صلوات ربكِ كلما * * * نـصِب الحجيج ملبين وغاروا


وقد قيل بعد فترة من الزمن ان الفرزدق حزن كثيراً لموت زوجته
فأراد ان يرثيها بقصيدة .. فلم يجد مايرثيها به إلا قصيدة جرير ..
وهذا دلاله كبيره على جمال كلماتها وعمق معانيها
- في البيت الأول أستعبار تعني البكاء الشديد -









يـتـبـع





اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:22 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube