وعايشت الصبح حين يتنفس

وقلبت الساعة على عاقبها

فقرأت الواحدة من بعد المنتصف السرمدي

بمعكوستها باليوم التالي ..

وهياج يسبق الكلمات ..

وعصف يلحق ببدء الحسرات

تصوير ليس من عتاب الحب


وهمس الحب

وما يهجم عليه من مردودات

إنما الواقع وإن صعب حله على الحال ..

فوقفت وسكنت فلأبدأ هنا

إنها الليلة الأبديـة
.
.




قصـة ليلــة ..

بت فيها كالكتاب المفتوح

والحرف المنثور

والأسطر المنشورة

والصحف الموفورة

ليست كباقـي الليالـي ..

فيها همس العشاق ..

يسمع بصوت الأنين الخافت ..

وظلام الليل ينطق بلغة الصمت الهائج ..

ونور القمــر بلهجة البدر الناصع ..

والغيوم تحجب النور كالتكسير بعربية الناطق

وتقرع الكنائس

وترفع الصلوت

وتهجر البلدات

وتنادي الويلات

حل بهذا البشر أعتا العبرات ..
.
.

تواصل فمسايرة فهناء للعين بالسهر

وتألم للجسد بالقدر

إنها ليلة كتب عليها قدرك

أن تسهر بين خفايا ظلماتــي ..

وتختبئ بين زخات الضوء الشارد

وتخلط الدمع بالظلام

وتغرس الأنامل بالأوراق

وترفع الأقلام بالمحابـر .. وتنادي
.
.

هي ليلــتي هذه

بت ساهرا فيها

أتخيل لوعة الظلام الدامس

والهواء الساكن

وكلام العشاق ..

ينزل طربا فمطربا مني أتابع السهر

فدخلت بالدندنات أتوه بنطقات لسانـي الجارف للمسايرة الذاتيـة
.
.

أتابع ذاتـي ..

ودمعي بالخد ساكب

والقلم بالورق يدوي

والقلب بنبضاته الخفاقة

هي وأنا والحب يسايرنا

والألفة تجمعنا ..

كنا فيما مضـى حبا وحزنا

فمتى تعود لأعود

لما كنا فمتى نكون كما كنا فإن عدنا فكنا كما كنا ..

.
.

ليلتــي هذه ..

ما نسيت مداس ظلمتها

ولا وحشـة وحدتهـا

عشت بها وتعايشت بأناتها

فمعيشتي حياة فيها

العيش بما يعيش به عكس البشر من عيش

ومنها أرى الحب

وفيها أرى صدى الوصل ..

فمتى الوصال يكون سيدنا

ومتى يا سيدتي وصالك يوصلني

لعلي أصل لصلتك فأصل لما أردت الوصول له من موصل

فأرفع القيام فشكر لله بصلاتي

أرفقها بالدعوات

ربي لك حمدا كثيرا بما أوصلتني إليه
.
.

راودتيني عن نفسـي ..

وطعنت بالحيرة السرمديـة ..

وسهام السهر أغدقت على جسدي

فبات الجسد يشكو علة المصاب ..

ونهشت عظامي لوعة الهشاشِ
.
.

سهر الليل

وبزوغ الفجر

وعتاب النهاري

والساعة تقرع

إنك وصلت إلي

فمتى تغرب من وقتي

أأنت في دقيقتك هذه

كأنت في دقيقة القبل من هذه

أنه أنت

فمتى .. تذهب وترى للحياة من مأنس ..
.
.




إذهب علك .. ترى من بعدي

ساعة تغفي هذه العيــن بمنامها

وتسقي الدمع بتوقفها

أنت يا سيدي

وأنا هنا

فانظر مالفرق بيني وبينك

أنا الليل أصل الفجر بالشمس من بعد إشراقة اليوم

وأنت كما أنا تكون ..

فمن تكون ؟

فقد أصابتني حيرة الشك والريب

فهل أنا سمة وصولك؟

وهل وصولك سمتي بوجودك؟

إنك حيرتني وحتى في هذا السطر أوقفتني

فمن تكون يا مساير ظلمتي ؟
.
.

فجـر الثلاثـاء
23-1-2007