لا تختلف مدينة نابولي عن مثيلاتها من المدن الإيطالية بشغفها الشديد وحبها الكبير لكرة القدم، فهي من كثرة شغف ناسها بهذه اللعبة تكاد تكون تتنفس وتحيا من أجلها. ورغم أن نادي المدينة،الذي عرف أمجادا كبيرة عندما كان الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا في صفوفه، يقبع حاليافي الدرجة الثانية، فإن المدينة البحرية لا تتوقف عن إنجاب عمالقة كرة القدم الذين يقودون فرقافي كافة المدن، فأصبح برها غنيا باللاعبين كما هو بحرها الذي يورد ثورته من الأسماك إلى كافةإنحاء البلاد.ومن أبرز النجوم التي أنجبتهم نابولي، أفضل لاعبي العالم وأوروبا ونجم منتخب إيطاليا الفائزبكأس العالم و"وزير دفاع" نادي ريال مدريد الإسباني كما أطلقت عليه الصحف هناك، المدافعالأشهر في العالم إيل مورو دي بيرلينو (حائط برلين) فابيو كانافارو الذي استحق ونال الكثير منالألقاب بعد كل ما بذله من جهد في مسيرة طويلة مع كرة القدم، والذي قال عنه النقاد إنموهبته الكروية ترعرعت معه منذ نعومة أظفارهمدافع بجسم نحيفبدأ كانافارو مداعبته للكرة بشكل محترف في نادي مدينته نابولي في الموسم 1992-1993 وكانوقتها في التاسعة عشرة من عمره، وهي سن مبكرة بالنسبة للاعب فضل أن يكون مركزه فيخط الدفاع الذي يحتاج للقوة والهدوء والسرعة والخبرة وعدم الاندفاع، حتى لا يسبب أخطاء تنتجعنها أهداف قد تقود فريقه إلى هزيمة، على الرغم من قصر قامته وجسمه النحيف حينها.وكانت سياسة النادي حكيمة، إذ أدخلت كانافارو جو المباريات في الدوري الإيطالي القوي، وذلكبوضعه في قائمة الاحتياط ليتمكن من أخذ الخبرة عن قرب من خلال مشاهدة زملائه، وكيفيةأدائهم وتعاملهم داخل الملعب. ولم تتجاوز مشاركات كانافارو في ذلك الموسم لقاءين فقطأعطياه المزيد من الثقة وجعلاه يضع أسس الإبداع مبكرا.وقدم كانافارو حينها مستوى رائعا ترك انطباعا لدى مسؤولي نادي نابولي بقدوم موهبة جديدةفي خط الدفاع، وسطوع نجم جديد في سماء الفريقهدف تاريخيفي العام 1993-1994 أخذ كانافارو مكانه كلاعب أساسي مع الفريق مؤكدا أنه نجم يشار إليهبالبنان، إذ لعب 27 مباراة وسجل خلالها هدفه الأول في تاريخه الرياضي مع نادي نابولي ضمنمباريات الدوري الإيطالي، ما أسعد الجماهير والمسؤولين عن النادي بشكل كبير.وفي العام 1994-1995 لعب كانافارو 29 مباراة وسجل خلالها هدفا جديدا، وقدم في ذلك الموسممستوى أذهل جميع النقاد والإعلاميين والمتابعين للدوري الإيطالي، وجعله تحت مجهر الصحافةالإيطالية ما دفع الجمهور للمطالبة بضمه للأزوري، ودفع الأندية الإيطالية لتقديم العروض المغرية،إذ كل ناد يود الظفر بتوقيع هذا النجم الصغير في العمر آنذاك والكبير في الأداء الذي كان يحملمستقبلا واعداولادة نجمفي العام 1995-1996 انتقل فابيو كانافارو من نادي نابولي الإيطالي الذي تولدت نجوميته منخلاله إلى فريق بارما الذي كان منتعشا اقتصاديا. ولعب في موسمه الجديد مع نادي بارما 29 لقاءوسجل خلاله هدفه الأول مع ناديه الجديد، وبهذا الهدف والعرض الرائع الذي قدمه في موسمهالأول حقق فابيو النجاح الكامل للصفقة التي تمت بين نادي نابولي وبارما.وفي العام 1997 لعب كانافارو 27 مباراة قدم من خلالها كل ما يتيح له فرصة الانضمام للمنتخبالأولمبي، وبذلك تحقق حلم كانافارو باللعب للمنتخب الإيطالي والمشاركة معه في بطولة دولية.وكانت دورة الألعاب الأولمبية 96 هي البداية الدولية الحقيقة للمدافع الشاب القويتميز باهرفي العام 1997-1998 لعب كانافارو 31 مباراة مع نادي بارما. وكان موسما ناجحا، ومميزا جدا، إذدخل التصنيف للظفر بجائزة أفضل مدافع إيطالي، واختير ضمن التشكيل لأفضل لاعبي الموسم.كما شارك كانافارو ضمن تشكيلة المنتخب الأساسية في التصفيات التأهيلية لنهائيات كأسالعالم بفرنسا 98، ونجح في الإسهام بشكل كبير في وصول منتخب بلاده للنهائيات.وفي العام 1998-1999 لعب كانافارو 30 مباراة سجل خلالها هدفا واحدا كان سببا في تأهل فريقهبارما لبطولة كأس الاتحاد الأوربي. كما شارك منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم بفرنسا 98ولكن حلمه لم يتحقق بالفوز بالكأس، إذ خرج المنتخب الإيطالي من المنافسة على يد المضيفوحاصد البطولة المنتخب الفرنسيأفضل المـواسـمفي العام 1999-2000 لعب كانافارو 31 مباراة سجل خلالها هدفين، واعتبر هذا الموسم هوالأفضل على صعيد الأرقام بالنسبة له.وتطور مستواه ليصبح واحدا من أفضل المدافعين على مستوى العالم أجمع، وليس علىمستوى إيطاليا فقط . كما شارك منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا 2000.وفي العام 2000-2001 لعب كانافارو 33 مباراة مع ناديه بارما ليواصل تألقه ونجاحه مع فريقه،وأصبح مطلبا لجميع الأندية العريقة في إيطاليا، وخصوصا يوفنتوس وميلان وإنتر وروما ولاتسيو،وشارك كانافارو منتخب بلاده في بطولة أوروبا 2000 وأسهم بفعالية مع زملائه في وصولالمنتخب للمباراة النهائية، إذ لعب سبعة لقاءات كاملة، ولكن المنتخب الإيطالي أخفق من جديدأمام المنتخب الفرنسي عندما خسر النهائي بالهدف الذهبي لديفيد تريزيغيه.وفي العام 2001-2002 لعب كانافارو 27 مباراة وسجل خلالها هدفا واحدا وشارك مع منتخببلاده، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان، وبذل جهداللوصول بمنتخب بلاده للنهائيات وشارك بتقديم مستوى رائع ومشهود، ولكن خروج المنتخبالإيطالي أمام المنتخب الكوري حطم جميع آمال وطموحات كانافارو بالفوز باللقب مرة جديدة معزملائهسر تألقــهويعتبر كانافارو أن قصر قامته (يبلغ طوله 176 سنتم وزنه 75 كيلوغراما)، هو من أكثر أسباب تألقهالدائم، ويرى أن بنيته ممتازة للاعب بشكل عام، ولكنها ليست مثالية للاعب في خط الدفاع، لكنما يعوض على كانافارو قصر قامته هو الارتقاء العالي، إذ يتميز عن غيره من المدافعين بقوة عضلات الفخذين، ما يكسبه صفتي الارتقاء العالي والسرعة.ويمتلك كانافارو شخصية قيادية في الملعب، قاد بارما للفوز بكأس إيطاليا أمام السيدة العجوز، ماجعله مرموقا لدى الأندية في إيطاليا وعلى رأسها أندية ميلان ويوفنتوس وإنتر التي تنافستتنافسا شديدا للظفر بتوقيعه، ولكن قوة إنتر المالية فرضت نفسها متمثلة في رئيسه ماسيموموراتي الذي عرف بعشقه لفريقه، ودفع ثمن الصفقات من ماله الخاص لشراء اللاعبين.وانتقل "إيل مورو دي بيرلينو" وهو لقب كانافارو يعني "حائط برلين" نظرا إلى صلابته في موقعهإلى "النيرازوري" في صفقة بلغت قيمتها 32 مليون يورو. وقدم أداء رائعا في خط الدفاع تحتقيادة المدرب الداهية هكتور كوبر آنذاك، ومع زملائه كوردبا الكولومبي وزانيتي الأرجنتيني وكوكو الإيطاليكـل الطـرق تـؤدي إلى اليـوفـيوفي العام 2004 وقع فابيو كانافارو عقدا مع يوفنتوس لمدة ثلاث سنوات مقابل ثلاثة ملايين يوروسنويا، وقد قال وقتها أن كل الطرق تؤدي إلى اليوفي. وفي السيدة العجوز حصد كانافارو كل ما يتمناه لاعب كرة القدم، فأصبحت كل الأضواء مسلطةعليه وبات سد إيطاليا المنيع الذي لا يمكن اختراقه، ومعه فاز بلقب الكالتشيو مرتين متتاليتين2004-2005 و2005-2006، لكن فضيحة الرشاوى التي أدت إلى هبوط اليوفي، عادت وسحبتهمنهم، ما دفع باللاعب المخضرم إلى فسخ عقده والانتقال إلى فريق ريال مدريد الإسبانيليصبح واحدا من أبناء القلعة البيضاء.وأخيرا بطلا للعالمورغم الضغوط التي كانت تحيط بكانافارو وجميع رفاقه في السيدة العجوز وفي المنتخب الإيطالينتيجة الفضيحة، وبعد الخروج المر من كأس العالم 2002 أمام كوريا الجنوبية، تألق مع الازوري فيالأراضي الألمانية، وتوج بطلا للعالم، ورفع كانافارو الكأس الذهبية الرابعة، بعدما أظهر خلالالمباريات التي قاد خلالها منتخب بلاده أنه أفضل مدافع عن المستطيل الأخضر ما منحه لقبأفضل لاعب كرة قدم في العالم لعام 2006، والكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبوللأفضل لاعب في أوروبا خلال العام 2006، ليخلف مواطنيه جاني ريفيرا (1969)، وباولو روسي(1982)، وروبرتو باجيو (1993).كانافارو في سطورولد فابيو كانافارو في 13 سبتمبر 1973، في نابولي.شارك كانافارو لأول مرة في الدوري الإيطالي الدرجة الأولى في 7 آذار/مارس 1993 ضد نادي يوفنتوس.وفي صيف عام 2002 انتقل إلى نادي إنتر لقاء 32 مليون يورو.في العام 2004 انضم إلى نادي يوفنتوس.وفي 25 تموز/يوليو 2006 أصبح رسميا ضمن تشكيلة ريال مدريد الإسباني، وقد حصل على الرقم 5 الخاص بزين الدين زيدان سابقا.بطاقته الشخصيةالاسم فابيو كانافارو تاريخ الميلاد 13/9/1973الجنسية إيطاليا المركز مدافع النادي ريال مدريد (إسبانيا) الطول 1.76 متراللقب إيل مورو دي بيرلينو (حائط برلين)

صورة مرفقة

2711_cannavaro.jpg‏ (11.9 كيلو بايت, عدد المشاهدات » 5)