عندما يأتي الليل ليمد أروقة الظلام عند الغروب...ويرتدي حلته ليتزين بعقد النجوم...ويضع القمر ضيائه تاجا على هامته..
تهب نسماته العذبة وتفوح منها روائح العبير...

* بقايا امرأة !!! واقع المرأة الافغانية ...

كلماتي لا أنسجها من خيوط الخيال .. لأني لا أمتلك أفقا واسعا أروي من خلاله مأساتي على الرغم من أن مأساتي أكبر من الخيال .. ولا أملك وقتا للغزل والنسج ، وهل لمن هم مثلي وقتا لذلك ، فلم تمهلني العواصفوالأعاصير التي مرت بي لحظات للتأمل والتفكير .. فالحزن سرق كل أوقاتي ولحظاتي .. سنوات طويلة وأنا أتجرع الألم والفقر بعد أن قتل والدي وزوجي في إحدى معارك الروس عندما كان يطلق علينا المجاهدين.. الدب الروسي الذي أراد أن يلتهم الفريسة وحين عجز غرز أنيابه في ضلوعنا فأدمانا .. فتشربت الأرض بدماء أبنائنا .. هم خسروا الحرب .. ونحن فقدنا دفء عوائلنا ولذة الحياة ، ولا زلنا نعاني ونعاني ونعاني .. أفنيت عمري في تربية أبنائي بمعاونة أهل الخير يوم كان هناك من يذكرنا بالخير .. ليال طويلة في زمهرير البرد كانوا يلتحفون الشقاء .. ويتوسدون الفقر .. ويحلمون بغد أجمل وبحياة رغده ، تكون بداية شيء جميل ونهاية مآس كبيرة .. حتى أنا نسيت نفسي وما تفعله النساء .. حتى تلك المرايا المشروخة الوحيدة التي كنت أقتنيها حطمتها حتى لا أنشغل برؤية قسوة الزمن على قسمات وجهي وحتى لا أشعر بضياع عمري حين أرى التجاعيد وهي تغزو كل خلية من جسدي .. كنت أتوق أن يعوضني الله بأبنائي خيرا وأن أنسى كل أيام شقائي وبؤسي .. كنت أحلم ككل نساء الأرض أن يكون لي بيت وأحفاد وأن أجلس على شرفة المنزل أرقب لهوهم ولعبهم وذهابهم لمدارسهم .. وفي المساء أحكي لهم عن بطولات أجدادهم صقور هذه الجبال الصامتة ..يا لتلك الأحلام التي تهاوت تحت أنقاض بيتي المتهالك وارتوت بدماء أبنائي .. ويا لقلبي الذي أصيب بشظايا الظلم فانشطر أشلاء .. ويا لسنين عمري التي أغتصبها عدو جائر ، هذا العدو الذي جعلنا نعيش على هامش الحياة ، وكأننا بقايا بشر ،دماؤنا رخيصة وأجسادنا مباحة ليست لنا مشاعر وأحاسيس وأحلام وآمال تشعرنا بالحياة . .. أنا هنا وحيدة قابعة في خيمتي بعد أن شردتني الحرب وغرقت مدينتي في نهر من دماء الشهداء الأبرياء .. لا ينادمني أحد .. فإلى من أبث شكواي وبمن أستغيث … ؟؟ هل أقول وامعتصماه..!!!!!!! ولم يعد هناك من يغيث …!! هل أقو ل يا أمة الإسلام ,, وهي في سبات عميق … وضاعت في جدل عقيم حول من هو الشهيد ومن هو المجاهد وأين الخطأ ..؟؟؟ إلهي أنت أعلم بحالنا ولا حول ولا قوة إلا بك ، فالأرض قفر والسماء تمطرنا بوابل من الرصاص والقذائف الطائشة التي تمزقنا وتجعلنا نهرول هنا وهناك نبحث عن ملجأ آمن ندفن به ما بقي لنا من أيام... لن أقول إلا يا إلهي أنت ملاذي ..
فانصرنا من عندك يا الله ..