
01/11/2001, 05:30 PM
|
(( كاتب الزعيم )) | | تاريخ التسجيل: 18/11/2000 المكان: جدة
مشاركات: 725
| |
كيف تحكم شهوتك ، وتستغني عن محبوبتك ؟ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله
وبعد ،،،
إن من أهم الأسباب التي تعين العبد على البعد عن معاصي الله ، هي استشعار عظمة الله وأنه سبحانه مطلع علينا في كل حال ، وكما قال الشاعر :
إذا ما قال لي ربي **** أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي **** وبالعصيان تأتيني
لكن الصبر عن ارتكاب المعاصي وحفظ النفس عن الشهوات أمر يسير على من يسره الله عليه فكما قال الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه ( عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ) : لما كان الصبر مأمور ا به جعل الله سبحانه له أسبابا تعين عليه وتوصل اليه وكذلك ماأمر الله سبحانه بالامر إلا أعان عليه ونصب له أسبابا تمده وتعين عليه كما أنه ما قدر داءاً إلا وقدر له دواء أو ضمن الشفاء باستعماله فالصبر وان كان شاقا كريها على النفوس فتحصيله ممكن .
فإذا قوى باعث شهوة الوقاع المحرم وغلب بحيث لا يملك معها فرجه أو يملكه ولكن لا يملك طرفه أو يملكه ولكن لا يملك قلبه بل لا يزال يحدثه بما هناك ويعده ويمنيه ويصرفه عن حقائق الذكر والتفكر فيما ينفعه في دنياه وآخرته فإذا عزم على التداوى ومقاومة هذا الداء فليضعفه أولا بأمور :
( أحدهما ) أن ينظر إلى مادة قوة الشهوة فيحدها من الاغذية المحركة للشهوة إما بنوعها أو بكميتها وكثرتها ليحسم هذه المادة بتقليلها فإن لم تنحسم فليبادر إلى الصوم فإنه يضعف مجارى الشهوة ويكسر حدتها ولا سيما إذا كان أكله وقت الفطر معتدلا .
( الثاني ) أن يجتذب محرك الطلب وهو النظر فليقصر لجام طرفه ما أمكنه فإن داعى الإرادة والشهوة انما يهيج بالنظر والنظر يحرك القلب بالشهوة وفي المسند عنه النظر سهم مسموم من سهام إبليس وهذا السهم يشرده إبليس نحو القلب ولا يصادف جنة دونه وليست الجنة الا غض الطرف أو التحيز والانحراف عن جهة الرمى فإنه انما يرمى هذا السهم عن قوس الصور فاذا لم تقف على طريقها أخطأ السهم وان نصبت قلبك غرضا فيوشك أن يقتله سهم من تلك السهام المسمومة .
(الثالث ) تسلية النفس بالمباح المعوض عن الحرام فإن كل ما يشتهيه الطبع ففيهما أباحه الله سبحانه غنية عنه وهذا هو الدواء النافع في حق أكثر الناس كما أرشد اليه النبي .
(الرابع ) التفكر في المفاسد الدنيوية المتوقعة من قضاء هذا الوطر فانه لو لم يكن جنة ولا نار لكان في المفاسد الدنيوية ما ينهى عن إجابة هذا الداعى ولو تكلفنا عدها لفاقت الحصر ولكن عين الهوى عمياء .
قلت : ولا يخفى علينا ما ظهر في هذا العصر من أمراض فتاكة نتيجة هذه المعصية .
(الخامس ) الفكرة في مقابح الصورة التى تدعوه نفسه اليها إن كانت معروفة بالإجابة له ولغيره فيعز نفسه أن يشرب من حوض ترده الكلاب والذئاب كما قيل
سأترك وصلكم شرفا وعزا **** لخسة سائر الشركاء فيه
وقال آخر
إذ كثر الذباب على طعام **** رفعت يدى ونفسى تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء **** إذا كان الكلاب يلغن فيه
فإن لم تجبه نفسه إلى الإعراض ورضى بالمشاركة فلينظر إلى ما وراء هذا اللون والجمال الظاهر من القبائح الباطنة وهذا القبح يغطى كل جمال وملاحة في الوجه والبدن غير أن حُبك الشئ يعمى ويصم .
وان كانت الصورة أنثى فقد خانت الله ورسوله وأهلها وبعلها ونفسها وأورثت ذلك لمن بعدها من ذريتها فلها نصيب من وزرهم وعارهم ولا نسبة لجمال صورتها إلى هذا القبح البتة وإذا أردت معرفة ذلك فانظر إلى القبح الذى يعلو وجه أحدهما في كبره وكيف يقلب الله سبحانه تلك المحاسن مقابح حتى تعلو الوحشة والقبح وجهه كما قيل شعرا
لو فكر العاشق في منتهى **** حسن الذى يسبيه لم يسبه
وفي الختام تذكر أخي الحبيب أنك كما تدين تدان وأن الزنا دين ووفاءه من أهل بيتك كما قال الإمام الشافعي :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم **** وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنى دين فإن أقرضته **** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
أخوكم : الكاتب النحرير
جدة – بوابة الحرمين الشريفين
الخميس 16 / 8 / 1422هـ |