بسم الله الرحمن الرحيم


يوم قد لا يتكرر مرة اخرى في الدوري الايطالي من ناحية القوة و الاثارة و الفرق
العريقة التي تقابلت وجها لوجه في هذه الجولة المثيرة و التي قد ينقدها بعض
الاشخاص و قد يصفق لها اشخاص اخرون ....حيث ان البعض و خاصة الجماهير
خلف شاشات التلفزة و الذين قد يكونون قد حرموا من مشاهدة فرقهم المفضلة
على حساب فرق اخرى ولو كان على حساب مباراة قد تتفوق على الاخرى بسبب
تسمية تاريخية لا اكثر و لا اقل ...

_________________


المباراة الاولى جرت بين فريقين يعتبران من الافضل حاليا في العالم و ليس في اوروبا
وحدها في الاونة الاخيرة رغم اهتزاز صرة احدهما او كلاهما في فترة من الفترات في لقاء
عظيم ينتظره الجميع بفارغ الصبر و هو لقاء ديربي روما ذو الطابع اللاتيني البحت و الذي يكون
لقاءا بين البرازيل متمثلين بروما و الارجنتين مثتمثلين بلاتسيو ان لم يكون لاتسيو بالفعل منتخبا
للارجنتين....
ديربي يسجل في التاريخ الايطالي لما يملكه من كبر خاصة و انه يضم قطبي العاصمة العريقين
اضافة الى مطالية الجماهير بالفوز من فرقهم حيث ان خسارة مباراة بهذا الحجم تعتبر مسا للكرامة
بالنسبة لهم ...

قبل ان ندخل في تفاصيل اللقاء لنتحدث قليلا عما سبقها و هو اللقاء الذي جمع بين قائدي الفريقين
في اجتماع نقل تلفزيونيا و ضم بعض اداريي الفريقين و اعضاء من الاتحاد الايطالي لكرة القدم و
طبعا اليساندرو نيستا قائد لاتسيو و فرانشسكو توتي قائد روما و تحدثا الى الملا بخطاب القياه و
بصوت واحد شجبا به اعمال العنف باي شكل كانت خاصة و ان يوم اقامة المباراة كان يوافق تاريخ
مقتل امراة في احد مباريات الديربي الماضية كما شجبا اعمال العنصرية الطاغية على جماهير العاصمة
و خاصمة بعد حادثة الاعتداء على مدافع روما في الموسم الماضي و الذي سبب له اضرار جسيمة...
و ياتي طلب الاتحاد الايطالي من نستا و توتي بسبب الاحترام الكبير
الذي يكنه جمهور الفريقين لهذين اللاعبين الكبيرين و هو ما القى بظلاله بالفعل على المباراة حيث لم تسجل اي ظاهرة اعتداء او عنف
في اللقاء...



المدرب فابيو كابيلو بدا اللقاء بطريقة و تشكيل مشابه لما حدث في مباراة الفريق الماضية
في دوري ابطال اوروبا امام ريال مدريد خلال مجريات الجولة الماضية من تلك البطولة و
استطاع ابطال الكالشيو السيطرة على مجريات المباراة بشكل مميز و ياتي ذلك بسبب اصرار
السيد البرتو زاكاروني على الطريقة الدفاعية خلال مجريات المباراة بشكل ملحوظ ...

الشوط الاول من اللقاء شهد تقفيل دفاعي محكم من قبل الفريقين و هو الذي اجل عملية التسجل
الى الشوط الثاني ... و كان روما هو الاكثر مبادرة للهجوم خلال مجريات هذا الشوط عن طريق
كافو المتالق و الذي لم يحسن باتيجول استغلال الكرات التي عكست له بالشكل المطلوب ...



اما لاتسيو في الشوط الاول فقد احكم منطقته الخلفية و اوكل عملية الهجوم للمثلث
الوهمي المكون من مندييتا و لوبيز و كريسبو و الذين تكسر كل محاولاتهم اما التنظيم
الدفاعي الذي يتميز به روما عن غيره من الفريق حين يوظف الداهية كابيلو كل من زيبينا
و زاجو و سامويل بالشكل المطلوب ...

الشوط الثاني شهد سيطرة مميزة و بشكا اكثر من فاعلية من قبل روما و الذي دخل الى هذا
الشوط و هو يضع الفوز نصب عينيه و بشكل واضح من خلال ادائه الجيد و استطاع ان يسجل
في هذا الشوط حتى ولو كان في وقت متاخر ...



اما من جانب لاتسيو فقد كان الخمول يغطي المنطقة الامامية و بشكل كبير حتى كانت
المبادرات تاتي عن طريق لاعبي الوسط و بشكل ملحوظ و ان كان هناك محاولات فعلية
لهجوم لاتسيو و عملهم الجدي فانها كانت عقب تسجيل روما لهدفه الاول و لكن براعة
الحارس انتونيولي حالت دون تسجيل اي هدف و ساهم بابقاء النتيجة على ما هي عليه
حتى نهاية المباراة بمساعدة من زملائه في خط الدفاع ...



اورع ما كان في اللقاء من وجهة نظري هو الهدف الذي احرزه اللاعب الكبير و
الماكر ماركو دل فييكيو و خاصة ان كان الهدف عن طريق افضل مدافع في العالم
نيستا ... و قد قمت بتجهيز مجموعة من الصور تحكي قصة رائعة من الابداع دامت
ثواني بسيطة... (و اعتذر مقدما عن ردائة الصور بسبب التقاطها من مقطع الفيديو)..

1

سباق للحاق بالكرة بين دل فيكيو و نستا
و اندفاع قوي من قبل اللاعبين الى الامام...

2

دل فيكيو يتمكن من اللحاق بالكرة
و و يبدوا اقرب اليها من نستا...

3

فصل جديد من المنافسة و صراع بين دل فيكيو
و نستا على الكرة بعد ان تمكن منها دل فيكيو...

4

دل فيكيو يقوم بسحب الكرة الى الخلف ببراعة
و ذكاء الذئب و يخالف اتجاه نستا المندفع و بقوة
الى الامام و بشكل غير متوقع ...

5

دل فيكيو يكسب الجولة و نستا لم يستطع عمل شيء
غير السقوط على الارض في لقطة قد يتوقف عندها الكثير
ممن هم مسندين او غير مساندين لاروع مدافع في العالم....

6

دل فيكيو يقفز ببراعة من فوق نستا بخفة الفراشة و
رشاقة الغزلان ليبين لكابيلو انه الاحق في اللعب ضمن
القائمة الاساسية و نظرات الحسرة على وجه نستا...

7

نستا ما زال متمددا على ارض الملعب بعد الفصل
الرائع من الدهاء ليشاهد دل فيكيو و هو يكمل معروفه
و يسدد الرة بجانب الحارس الذي تقدم للتصدي لانطلاقته ...

8

الكرة تتهادى الى المرمى الخالي بعد فصل رائع من الدهاء
و اللقاء القوي الذي دام لثوان بسيطة بين المدافع الافضل
في العالم و المهاجم الداهية ...


و لاننسى ايضا الهدف الثاني الذي احرزه القائد المحنك فرانشسكو توتي براسه و
على غير العادة بعد ان كان الجميع ينتظر اطلاق صافرة النهاية من قبل الحكم ...
و هذه لقطة تعبر عن الارتقاء المميز الذي سجل به توتي الهدف ...







__________________


في المباراة الاخرى و التي لا تقل اهمية عن سابقتها و على ستاد الديلي البي في
تورينو التقى فرقا اترميان و جوفنتوس الايطاليين في مباراة صراع المقدمة مع
الفريق الثالث ميلان الذي سيخوض مباراته في اليوم التالي .....
الصخب الاعلامي الذي يجب ان يلازم مثل هذه المباراة لم يكن موجودا بالفعل بسبب
اتجاه الاضواء الى الستاد الاولومبي في روما حيث يقام لقاء الديربي في تلك الجهة ...



المباراة لم تشهد الاثارة المتوقعة عطفا على الاسماء المميزة و الكبيرة في صفوف
الفريقين و لم تشهد سوى فرص ضئيلة للتسجيل تكاد تعد على الاصابع و كانت مباراة
مدربين بحتة و بكل المقاييس بين الداهية الارجنتينية كوبر و خبير الكالشيو المحنك ليبي ...

المباراة تكاد توصف بصراع خط الوسط و هو م القى بظلاله على خط الهجوم في
الفريقين حيث عانى كل فريق من الشح الهجومي بشكل كبير و لم نشاهد كرات خطرة
بالفعل و خاصة من لاعبي خط المقدمة و الذين يجب ان يقوموا بتشكيل تلك الخطورة ...



فقد احتدم الصراع بين دي بياجيو و زانيتي من طرف الانتر و ندفد و ديفيدز من قبل
اليوفي مع اختفاء مجهود تريزيجيه و كالون على غير عادتهما و ربما نعزي اقفال
منطقة المناورة كما ذكرنا سابقا...

و كانت الفرص في الشوط الالو قليلة جدا جيث لم يستغل دي بياجيو كرة من ضربة
حرة مباشرة و قام بتطويحها الى الاعلى ...
كذلك قام ندفد بالتسديد الى المرمى بقوة و استطاع تولدو ان يتصدى لها بكل براعة...
كما ارتقى زمبروتا لكرة عرضة ارسلها دل بييرو و لكنها مرت من جانب القائم
لتخرج الى خارج ارض الملعب...



الشوط الثاني شهد تحسنا نسبيا و خاصة من قبل اليوفي حيث بادر المدرب الكبير ليبي بادخال
اللاعب الاوروجوياني برنديلي الى ارض الملعب و هو الذي اعطى حيوية كبيرة للمنقة الامامية
من ملعب اليوفي و استطاع تنسيق اكثر من هجمة جميلة الا ان انقطاع التفاهم و الاتصال بين
دل بييرو و تريزيجيه في هذا اللقاء انهى خطورة تلك المحاولات ...
اما من جهة الانتر فقد اكتفى باللعب في منتصف ملعبه و التمرير الى الخلف في اغلب الكرات
التي كان من المفروض استغلالها ف هجوم معاكس و لكن كابوس الاخطاء الفادحة التي وقع
بها خط الوسط امام ميلان حال دون ذلك بشكل كبير...
لتنتهي المباراة كما بدات بالتعادل السلبي للفريقين ...