v في سؤال وجهناه للشيخ أسامه بن لادن عن الرسالة التي يرغب توجيهها للعلماء في هذه الأيام ؟ فأجاب : العلماء لايحتاجون من يوجههم فهم أعلم بالدليل وما يرضاه الله ورسوله ، إلا أننا لم ننس تذكيرهم وكنا نراسلهم منذ عشرين سنة تقريباً ولا زلنا ، ونظراً لانشغالي عن تحرير رسالة مستقلة أخاطبهم بها ، أرى أن آخر بيان وجهته إلى العلماء المجتمعين في مؤتمر علماء المسلمين في ( باكستان ) المنعقد في ( بشاور ) في شهر صفر عام 1422هـ فيه الكفاية إلى حد كبير ، وبإمكانكم الرجوع إليه وتوجيهه من جديد لكل العلماء ، كما أعدكم بكتابة خطاب مستقل يتحدث عن الموقف المطلوب من العلماء في هذه الأيام العصيبة بالتفصيل بإذن الله .
و البيان الذي وجهه الشيخ آنذاك إلى علماء المسلمين في باكستان كان نصه كتالي :-
الحمد لله القائل } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا { .
والصلاة والسلام على رسول الله القائل ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ) قالوا بلى ، قال ( إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ) رواه الترمذي عن أبي هريرة .
أصحاب الفضيلة العلماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :-
يا أصحاب الفضيلة :
إنكم الآن تجتمعون من أصقاع مختلفة ومناطق متباينة ، وآفاق متباعدة تعبيراً عن وحدة الإسلام التي لا تعترف بالأجناس والألوان ولا تقيم وزناً للحدود والسدود .
إنكم الآن تجتمعون تجسيداً لمعنى عظيم في هذا الدين ، معنى ( الاجتماع ) على الحق لنصرة ( الحق ) وأهل الحق .
إنكم بهذا الاجتماع تغيظون جميع قوى الكفر العالمية التي تحسب ألف حساب لاجتماعكم ، وتبذل ألف حيلة في تفرقكم وانشغالكم عن قضايا أمتكم .
يا أصحاب الفضيلة :
إني أكتب إليكم هذه السطور ، وأنا معتز بأنه لا يزال في الأمة } أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض { بعد أن غمر الظلم والحيف أرجاء المعمورة .
يا أصحاب الفضيلة :
إنه لا يخفى عليكم عظم الواجب الملقى على عواتقكم ، فأنتم ورثة الأنبياء ، وأنتم رؤوس الناس ، وعن فتاواكم يصدرون ، وعلى ضوء ما تشيرون به يعملون .
وقد امتحنكم الله بأن بعثكم في فترة من الزمان طغى فيها الطغيان ، وانتهكت فيها الحرمات ، واستبيحت فيها المقدسات ، وهو سائلكم ماذا عملتم فيما علمتم ؟ .
يا أصحاب الفضيلة :
أكتب إليكم هذه السطور وما في جسد أمتنا موضع إصبع إلا وفيه طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم .
أكتب إليكم هذه السطور في وقت تستباح فيه الدماء حتى دماء الأطفال الأبرياء وتنتهك فيه الحرمات الإسلامية في أكثر من مكان تحت إشراف النظام العالمي الجديد ورعاية الأمم المتحدة التي أصبحت أداة مكشوفة لتنفيذ مخططات الكفر العالمي ضد المسلمين ، هذه المنظمة التي تشرف بكل كفاءة على إبادة وحصار ملايين المسلمين تحت الحصار ثم لا تستحي أن تتحدث عن حقوق الإنسان !! .
إن رسول الله r يقو في الحديث الذي رواه البخاري ( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت ) ، هذا في هرة يا عباد الله فكيف بمن حبس شعوباً مسلمة وفرض عليها الحصار حتى الموت ؟ ، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء ، وأعتذر إليك عن قعود المسلمين عن نصرة إخوانهم المحاصرين .
يا علماء الإسلام :
إن هذه الجراح مهما كانت غائرة ، وهذه الأزمات ولو كانت متكاثرة ، فإن الثقة بالله عظيمة ، وقد وعد بنصر دينه ، وبشر بأنه لا تزال طائفة من أمة النبي r ظاهرين على الحق يقاتلون ، عليه لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك .
قالواجب – كما لا يخفى عليكم – هو الصدع بالحجة ، وبيان المحجة لهذه الجموع المنتظرة ، والتي تشرئب أعناقها تطلعاً إليكم .
علموهم أنه لا عز ولا نصر إلا بالجهاد في سبيل الله ، به انتصر الجيل الأولى فارتفعت الغربة الأولى ، وبه تنتصر الأجيال المتأخرة ، وبه تزول غربتها .
علموهم أن الجهاد في سبيل الله لا يتم ولا يكون إلا من خلال جماعة تسمع وتطيع لأمير واحد ، يجمع الله به شملهم من التفرق ، وكيانها من التمزق كما قال النبي r في حدث الحارث الأشعري t ( وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن : الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله ، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ، ومن دعا بدعوة الجاهلية فإنه من جثاء جهنم وإن صام وزعم أنه مسلم فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله ) رواه أحمد والترمذي .
وكما قال في حديث حذيفة t لما سأله ، فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) رواه البخاري ومسلم .
وكما في حديث جماعة من الصحابة y ( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله والنصح لأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحوط من ورائهم ) رواه الترمذي .
وقال ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم .
علموهم أنه لا إسلام إلا بجماعة ، ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بسمع وطاعة .
وأنتم تعلمون أنه قد قيض الله لهذه الأمة في هذه الأيام العصيبة قيام دولة إسلامية تطبق شريعة الله وترفع راية التوحيد ، هي إمارة أفغانستان الإسلامية بقيادة أمير المؤمنين ملا محمد عمر حفظه الله .
فواجبكم دعوة الناس إلى لزوم هذه الإمارة ونصرتها بالنفس والنفيس ، والوقوف معها في مواجهة هذه التيار الجارف من الكفر العالمي .
وتحقيقاً لذلك نرجو أن تُضمنوا توجيهات المؤتمر الدعوة إلى نصرة الإمارة الإسلامية في أفغانستان بكل الوسائل الممكنة :
بالنفس : وذلك بتحريض الشباب على الجهاد والإعداد في أفغانستان ، فالجهاد في مثل حال الأمة اليوم آكد فروض الأعيان .
بالمال : وذلك بدعوة الأغنياء إلى إنفاق أموالهم لهذه الإمارة ، ودفع زكواتهم إليها ، واستثمار تجاراتهم فيها .
باللسان : بإصدار الفتاوى في شرعية هذه الإمارة ووجوب نصرتها .
وبهذه المناسبة فإني أؤكد لكم وللمسلمين في العالم أنني أدين الله بوجوب مبايعة أمير المؤمنين الملا محمد عمر ، وأنني قد بايعته بالفعل ، عملا بالنصوص الشرعية الكثيرة ، ومنها حديث حذيفة السابق t ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) وقوله r ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم ، فهو الحاكم والأمير الشرعي الذي يحكم بشريعة الله في هذا العصر .
وليست قراراته الإسلامية العظيمة التي كان من آخرها قرار تحطيم الأصنام ومنع زراعة المخدرات ، والوقوف بكل عزة وإباء في وجه الحملة الكفرية العالمية إلا بعض مواقفه الإسلامية التاريخية التي تؤكد صدقه وثباته على الطريق فيما نحسبه والله حسيبه .
يا أصحاب الفضيلة :
إن الأمة تنتظر منكم ما أوجبه الله عليكم من الصدع بالحق وعدم الخوف في ذلك لومة لائم قال تعالى } الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً { وقال تعالى } وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه { .
وفي الختام تقبلوا منا خالص الشكر والدعاء بالثبات على هذا الطريق .
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن قال الله فيهم } فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم { .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / أسامه بن محمد بن لادن .


ولكم جزيل الشكر