بكل ألوان الطبيعة الساحرة ، وبكل ألوان الطيف الرائعة ، يسعدني أن أقدم لكم " جوانب مضيئة " اتمنى ان تحوز على رضاكم واستحسانكم ..

عندما نعود إلى تاريخنا المضيء ، عندما نعود إلى تاريخ الأمجاد ، تقف الكلمات عند وصف أحد عظماءها التاريخين ، تقف عند وصف " جعفر بن أبي طالب " ..

لتقف الكلمات عن شخصية هذا البطل لتحدثنا عنه قائلة :

انظروا جلال شبابه ..
انظروا نظرة إهابه ..
انظروا أناته وحلمه ... حدبه ... وبره ... تواضعه وتقاه ..
انظروا شجاعته التي لا تعرف الخوف .. وجوده الذي لا يخاف الفقر ..
انظروا صدقه وعفته ..
انظروا فيه كل رائعة من روائع الحسن ، والفضيلة ، والعظمة ، فأنتم امام أشبه الناس بالرسول خلقا وخَُُِِلقا ..

أنتم أمام من كناه الرسول عليه السلام " أبي المساكين "
أنتم تجاه من لقبه الرسول عليه السلام " ذي الجناحين "
أنتم تلقاء " طائر الجنة " الغريد .. جعفر بن أبي طالب ..

إسلامه ؟؟؟
أقبل على الرسول عليه السلام مسلما ، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين
المبكرين ..
وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته " أسماء بنت عميس "
وحملا نصيبا من الأذى ، ومن الاضطهاد في شجاعة وغبطة ..
فلما اختار الرسول لأصحابه الهجرة إلى الحبشة ، خرج جعفر وزوجته حيث لبثا بها سنين عددا ، رزقا خلالها بأولادهما الثلاثة - محمد وعبدالله وعوف ..

ولقد أنعم الله عليه بذكاء القلب - وإشراق العقل - وفطنه النفس - وفصاحة اللسان ..

كانت قريش لم تهدى من ثورها ، ولم يذهب من غيظها ولم يطامن من أحقادها هجرة المسلمين إلى الحبشة ، وخشيت أن يقوى بأسهم هناك ..
فقررت قريش إرسال مبعوثين هما : عبدالله بن أبي ربيعة .. وعمرو بن العاص وكانا لم يسلما بعد ..

كان " النجاشي " يجلس على عرش الحبشة ، رجلا يحمل إيمانا مستنيرا وسيرته العادلة ، تنتشر عبيرها في كل مكان تبلغه ..

ولقد القى كلمات مسفرة كضوء الفجر قال فيها :
" يا أيها الملك :
" كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، وتأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسىء الجوار ، ويأكل القوى الضعيف .. حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه ، وصدقه ، وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ..
" وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ..
" ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات فصدقناه وآمنا به .....
" فلما قهرونا ، وظلمونا ، وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك ورغبنا إلى جوارك ، ورجونا إلا نظلم عندك " ..

فملآت نفس النجاشي إحساسا وروعة والتفت إلى " جعفر " وسأله :
" هل معك مما أنزل على رسولكم شيء ؟؟
قال جعفر : نعم ..
قال النجاشي : فاقرأه علي ..
ومضى " جعفر " يتلو آيات من سورة مريم ، في أداء عذب ، وخشوع فبكى النجاشي ..

استشهاده ؟؟؟؟
في " غزوة موته " تتحرك راياتها في الأفق متأهبه للزحف وللمسير .. ورأي جعفر أنها فرصة العمر أما أن يحقق نصرا كبيرا لدين الله وإما يظفر بالشهادة في سبيل الله ..
لقد كانت حربا مع جيوش امبراطورية عريضة تملك العتاد والأعداد والخبرة والأموال ..
والتقى الجمعان في يوم رهيب ..
وما كادت الراية أن تسقط من " زيد بن حارثة " حتى تلقاه " جعفر " ومضى يقاتل بها في إقدام خارق ..
وانطلق وسط صفوف الروم المتكالبة عليه يدمدم كالإعصار وصوته يتعالى :

يا حبذا الجنة واقترابها طيبة ، وباردا شرابها
والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها..

وضربوا بالسيوف يمينه وقبل أن تسقط الراية منها على الأرض تلقاها بشماله وضربوها هي الأخرى ، فاحتضن الراية بعضديه ..
وفي هذه اللحظة تركزت كل مسؤوليته في إلا يدع رايه رسول الله عليه السلام تلامس التراب وهو حي ..

وهكذا صنع " جعفر " لنفسه موته من أعظم موتات البشر !!
ولقي ربه مضمخا بفدائيته ، مدثرا ببطولته ..

فيرسل " كعب بن مالك ويقول :

صبروا بمؤتة للإله نفوسهم حذر الردى ، ومخافة أن ينكلوا
إذ يهتدون بجعفر ولواؤه قدام أولهم ، فنعم الأول ..
حتى تفرجت الصفوف وجعفر حيث التقى وعث الصفوف مجدل
فتغير القمر المنير لفقده والشمس قد كسفت وكادت تأفل ..

كان أجود الشهداء واكثرهم بذلا لروحه وحياته :
"يقول عبدالله بن عمر :
" كنت مع جعفر في غزوه مؤتة ، فالتمسناه ، فوجدناه وبه بضع وتسعون ما بين طعنة ورمية " !!!

وما كانت سيوفهم ورماحهم سوى جسر عبر عليه الشهيد المجيد إلى جوار ربه .. وأسمعوا لقول الرسول عليه السلام :
" لقد رأيته في الجنة ... له جناحان مضرحان بالدماء ... مصبوغ القوادم ""

المرجع / رجال حول الرسول عليه الصلاة والسلام .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخوي عاشق الزعيم الهلالي

تسلم والله على هذا الموضوع الذي طرح من

جهدك الخاص ...

وتقبل خالص تحياتي وتقديري الخاص لك ..

أخوك : حر وبدون قيود..;) ;) ;)

أخي العزيز / حر بدون قيود ..

شكرا يا أخي على مداخلتك والتي أعتز بها .. والله يسلم الجميع على الجهود من جميع الأعضاء .. ولك ألف شكر وتحية ......