كتب محمد الدعفيس من جريدة الوطن :


يخوض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مساء اليوم مباراته الأخيرة ضمن تصفيات الدور الثاني المؤهل لنهائيات كأس العالم المقبلة لكرة القدم، أمام نظيره التايلندي، ويعيش في الوقت ذاته هواجس مباراة ثانية تقام في التوقيت ذاته ولكن على مقربة من حدوده تجمع إيران والبحرين، التي تلبس لباس أهمية أكبر خاصة أنها قد تحدد إلى حد بعيد ملامح توزيع بطاقتي المجموعة الآسيوية الأولى، اللتين ترحلان ببطل المجموعة إلى النهائيات مباشرة، وتدفعان الثاني لخوض ملحق آسيوي أمام ثاني المجموعة الثانية (الإمارات)، وربما إلى ملحق آخر مع خامس عشر أوروبا (جمهورية أيرلندا).
وتقف إيران في طليعة ترتيب فرق المجموعة الأولى برصيد 15 نقطة، تعطيها أفضلية التأهل المباشر في حال فوزها على البحرين، تليها السعودية بفارق نقطة واحدة فقط، تجعلها مطالبة أيضاً بالفوز على أمل استثمار أي تعثر إيراني أمام البحرين.
نظرياً تبدو كفة السعودية وإيران أرجح بمراحل من تايلند والبحرين، فالرصيد النقطي السعودي يتجاوز بأكثر من 3 مرات رصيد تايلند (4 نقاط)، فيما رصيد إيران يتجاوز بضعفين رصيد البحرين (7 نقاط)، ويتفوق الهجوم السعودي بفارق أكثر من 3 أضعاف على الهجوم التايلندي (للسعودية 13 هدفاً ولتايلند 4)، ويبدو الدفاع السعودي أفضل بمراحل من نظيره التايلندي (سجلت في المرمى السعودي 7 أهداف، وفي التايلندي 11)، كما تتفوق إيران هجوماً ودفاعاً على البحرين (لإيران 9 أهداف وعليها 4، وللبحرين 5 أهداف وعليها 8).
ولكن أمام لغة الأرقام، تبرز لغة كرة القدم التي لاتعترف بالمنطق والحسابات، ويكفي أن نذكر أن أوزبكستان التي كانت تتخلف بمراحل في لغة الأرقام عن الصين في تصفيات المجموعة الثانية ألحقت بها أولى خسائرها في التصفيات وفي عقر دار الأخيرة، وهذا درس يجب أن يعيه لاعبو الأخضر، لأن الاستهتار بتايلند ربما يكلفنا كثيراً.
بالمقابل فإن البحرين لتي بدأت الدور الثاني للتصفيات بقوة، وانتزعت من إيران تعادلاً في عرين الأخيرة في طهران، ليست عاجزة عن أن تحقق شيئاً مماثلاً أو أفضل في أرضها، ولعل تصميم لاعبيها الذي أكده الكابتن خميس عيد على تحقيق نتيجة إيجابية يشير إلى أنها ربما تقدم الخدمة الأكبر لجارها الشقيق.
فنياً، تبدو كفة المنتخب السعودي أكثر تميزاًَ من ضيفه التايلندي، فالأخضر يتحرك كتلة واحدة تمزج بين المهارة الفردية والتكتيك الجماعي، ويركز بقوة على ظهيريه الدوخي وعبد الغني، وربما استفاد اليوم من سرعة مهامه الشيحان وقدرة جديده الجيزاني على التعامل مع الكرات العالية، وكذلك من مهارة اليامي داخل منطقة الجزاء، ولكنه مطالب بالتنبه لانطلاقات التايلنديين عبر الأطراف، وكراتهم المرسلة خلف الظهيرين، وهذا يحمل لاعبي خط الوسط مسؤولية مضاعفة في تغطية تقدم الظهيرين، وفرملة الهجمات التايلندية المرتدة ابتداءً من منتصف الملعب، قبل أن تتحول إلى خطر حقيقي.
أما البحرين، فيمكنها تحقيق مفاجأة إذا ما نجحت في استغلال الاستعجال الإيراني لتحقيق الفوز، وبالتالي فهي مطالبة بتكثيف خط وسطها، ومراقبة مفاتيح اللعب الإيرانية المؤثرة وبالذات علي كريمي، ومنع الإيرانيين من رفع الكرات العالية نحو منطقة الجزاء البحرينية، وذلك أولى من محاولة التصدي لها بعد رفعها، ومن المؤكد أن تركيز البحرين على الهجوم المرتد، والتسديد المباغت على المرمى قد يرهق الإيرانيين، ويشتت تركيزهم، خاصة إذا ما تأخروا في الوصول إلى الشباك البحرينية.
وأعتقد أن الجمهور البحريني يمكن أن يلعب لعبته ضد الإيرانيين، بأن يهتف لكل هدف يمكن للسعوديين تسجيله، خاصة في وقت مبكر من مباراتهم مع تايلند، مما يشكل عامل ضغط إضافي على المنتخب الإيراني الذي سيرى أن الوقت يتسرب منه دون تقدم، وأن منافسه يقطع الطريق نحو الصدارة بشكل طيب، وهذا سيؤثر حتماً في معنويات الإيرانيين وربما يلقي بهم بعيداً عن النقاط الثلاثة.