( أمير المؤمنين يشتري ظلامة عجوز )
-------------------------
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الناس متسترا لكي يتعرف على أخبار رعيته فرأى أمرأة طاعنة في السن .
فسلم عليها وقال لها ما فعل عمر ؟
قالت : لا جزاه الله عني خيراً !
قال : ولم ؟
قالت : لأنه - والله - ما نالني من عطائه منذ ولي أمر المؤمنين دينار ولا درهم !
فقال لها : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع !
قالت : سبحان الله ! , والله ما ظننت أن أحدا يتولى خلافة الناس ولا يدري عن أحوال رعيته !!
فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر !! :sad:
ثم قال لها: يا أمة الله ، بكم تبيعني ظلامتك من عمر؟ , فإني أرحمه من النار
قالت: لا تهزأ بنا يرحمك الله
فقال لها : لست بهزاء , ولم يزل يطلبها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين ديناراً , وبينما هو كذلك إذ أقبل عليه علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود ( رضي الله عنهما ) فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين .
فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت : واسوأتاه أشتمت أمير المؤمنين في وجهه ! فقال لها عمر : لا بأس عليك رحمك الله ، ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد ، فقطع قطعة من ثوبه وكتب فيها :
" بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا ، فما تدعى عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فعمر منه بريء " .
وشهد على ذلك علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود
وأعطى عمر ( رضي الله عنه ) القطعة التي كتب بها إلى ولده وقال له : ( إذا مت أجعلها في كفني ، ألقى بها ربي )
---------------------------------------------------
هذا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين , وصاحب خير المرسلين , وثاني المبشرين بالجنة , يشتري ظلامة عجوز !!
فكيف بنا نحن !!
-------------------------------------------------------