
26/10/2006, 04:46 PM
|
زعيــم متألــق | | تاريخ التسجيل: 28/09/2006 المكان: فوق هام السحب
مشاركات: 1,003
| |
:’:’:’ الأســـــــــطورة لا تحــــرق :,:,:, بسم الله الرحمن الرحيم أكتب موضوعي هذا كمصافحة أولى لأعضاء المجلس العام .. موضوع متواضع يحمل فكرة بسيطة وأتمنى أن تصل لكم وتستمتعون بها ,, ( ) ( ) ما زلت أذكر نفسي وأنا في الإبتدائي ,و كُن المدرسات يسألننا نحن التلميذات عن طموحاتنا في المستقبل . فتلك تقول أتمنى أن أصبح طبيبة وتلك تقول مدرسة والأخرى موظفة بنك ...الخ , أما أنا كنت دائماً ما أقول وأصر على أني أتمنى أن أكون محامية !! ربما لأن والدي يشغل هذه الوظيفة , ولكني كنت أحبها .. فكانت المدرسة تضحك والتلميذات يضحكن , وما إن مرت السنون حتى قرأت فيما بعد أنه تم افتتاح مكتب محاماة نسائي في جده , وهو الأول من نوعه في المملكة .. فلم تكن أمنيتي تلك مجرد فقاعة صابون سوف تنتهي , ولم تكن مجرد خيالات لا مكان لها في الواقع , ولكن الآخرون هم اللذين لا يجعلوا الحلم واقعاً .!! ما زلت أستغرب من تلك المدرسة التي ضحكت على أمنيتي الجميلة , ولكن التلميذات لا لوم عليهن لأنهن صغيرات السن , ولكن معلمتي امرأة كبيرة وعليها أن تعي وتفهم أنه لا مستحيل في هذا الزمان .. حتى لو كنت أنا الطفلة الصغيرة بنظرها , أتمنى أن أكون محامية وهي الأمنية صعبه بالنسبة لي كفتاة أولاً , وثانياً لأن هذا التخصص غير متوفر هنا للبنات , لماذا ينظرون لأمنيات الطفل على أنها حلم لا واقع له؟؟ وأنه لا يدرك شيئاً !! لماذا يعيش الطفل وهو يقول أن ما يريده مستحيل !! ولأني أريد أن أثبت للجميع أنه مهما كان الطفل صغيراً , فإنه قادر على أن يفعل الكثير من الأشياء التي لا يفعلها الكبار أنفسهم . من منا لا يعرف جان داراك ؟؟ تلك المناضلة الفرنسية الصغيرة التي قادت أول معركة لها وهي لا تتعدى الثالثة عشر من عمرها !! لم يستهن بها أحد لأنها قادرة على أن تفعل .. وهنا اقرأوا عن جان داراك , وهذا المثال يكفينا جميعاً لنعلم أن الأطفال هم نصف العالم , وهم الجيل القادم الذي سوف نعتمد عليه , فلا نريد تحطيم أمانيهم , ولا الإساءة إليها ... وإذا تحقق حلمي وأصبحت محامية , سوف أخبركم . .  الأسطورة لا تحرق !! في يوم 22مايو من عام 1430م قام الإنجليز بأسر المناضلة الفرنسية جان داراك . التي قادت معارك حامية الوطيس بين إنجلترا و وطنها فرنسا وهي لا تتعدى 13 عاماً . أصبحت بمثابة القديسة بالنسبة للفرنسيين الذين لن يجدوا بديلاً لجان دارك الأسطورة . ترجع شهرة جان داراك إلى نجاحها في رفع حصار قوات الاحتلال الإنجليزية عن مدينة ( أورليانز) الفرنسية عام 1429م , حيث استطاعت جان داراك لقاء الملك الفرنسي شارل السابع بمدينة (شينون) وأقنعته بالمهمة العسكرية التي نذرت نفسها لها وهي تخليص أورليانز من براثن الإنجليز. وتقدمت جان التي كانت تبلغ حينها 13 عاماً على رأس جيش صغير وتمكنت من الانتصار في معركة بمدينة (باتاي) وطرد جيش الاحتلال من أورليانز. وعرفت جان داراك منذ ذلك الحين باسم (لابوسيل أورليانز) أي عذراء أورليانز. إلا أن جان التي وهبت نفسها في عمر مبكر للكفاح والمقاومة ضد الإنجليز أخفقت في (كوبييني ) قبل أن تصل إلى باريس, وسقطت في 23 مايو 1430 م في أيدي (البورجينين) نسبة إلى جنود دوق (بورجوني) المعارض لمقاطعة آرمانياك وتم بيعها إلى الإنجليز بعد أن ألصقوا بها تهمة السحر , وقدمت جان إلى محكمة كنيسة ترأسها أسقف (بيير كوشون) واعتبرت بموجب قرار المحكمة ملحدة ومرتدة وهو ما ترتب عليه حرقها حية في 30-5-1431م . وفي عام 1450 م أي بعد 19 عاماً على حرقها أقيمت محكمة خصيصاً لتكريمها , ولم يتوقف التكريم عند هذا الحد , بل إنه في عام 1909 م أي بعد أكثر من 450 عاماً , جرى تقديرها كمسيحية , إذ تم تطويبها ,ولقبت جان داراك بالقديسة في عام 1420 م . وبقيت جان داراك مصدر إلهام للعديد من المبدعين الفرنسيين ,وخرجت الكثير من الأعمال الأدبية التي تروي قصتها . ومن أشهر هذه الأعمال قصيدة (كريستين دو بيزان) في عام 1429 م وكانت جان داراك حية , وحملت عنوان (جان داراك). وكذلك المأساة المسرحية التي وضعها الأديب (فردريش شيلر) عام 1801 م وجاءت تحت عنوان (عذراء أورليانز) . كما وضع (شارل بيجي) في عام 1897م المأساة الثلاثية التي حملت عنوان( جان داراك ) وفي عام 1928 م أنتج (كارل دريير) فيلماً بعنوان(آلام جان داراك) . فما من بطلة في التاريخ أثارت اهتمام الأدباء والشعراء والرسامين , بقدر ما أثارت جان داراك الفرنسية هذا الاهتمام . فعذراء اورليانز كانت وما زالت , مصدر إلهام للكبار , ناهيك بكونها محط تبجيل للشعب الفرنسي كله, ومدعاة حزن بمصيرها البائس على أيدي الإنجليز. لكن جان لم تنل لدى الأوربيين ,ولا سيما الإنجليز والألمان , الحظوة نفسها لدى الفرنسيين . فهي لدى هؤلاء أقرب ما تكون قديسة أما عند أولئك فإنها تتراوح ما بين الجنون والتعصب والمغامرة , وندر أن نجد بين كتاب الأمم الأخرى من أنصفها . حتى حين خصها برتولد بريخت بمسرحية تدور أحداثها في العصور الحديثة ووسمها - أي وسم بطلة فرنسا- ببطلة المسالخ لم يكن شعوره نحوها طرياً للغاية . هذا دون أن نذكر برنارد شو الذي كانت سخريته منها لاذعة. وفي هذا الإطار ربما كان الألماني فردريش شيلر, من أكثر الذين عرفوا كيف ينصفون البطلة الفرنسية دون أن يفوته , بين الحين والآخر بعض سهام النقد. وفي كافة الأحوال لم يكن شيلر سلبياً تجاه جان , حتى وإن كانت مسرحيته الكبيرة التي خص جان بها لم تنل كل رضاهم. فهي في فرنسا يريدونها بطلة خالصة من دون منازع,ويريدون لها أن تصور من العالم كله كما يصورونها هم.. حتى وإن كانوا أنفسهم يبدون , من حين إلى حين منقسمين إزاءها. حتى باللغة العربية هناك سلسة (إبداعات عالمية) الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب / الكويت. ويحدد د عطية العقاد أن ثمة تناقضاً كبيراً في الصورة التي رسمها شيلر لجان داراك قائلاً :" لقد صورها إنسانة رقيقة شفافة تحمل رسالة محددة , وتأتيها معرفة من أصوات القديسين, وتأمرها هذه الأصوات بواجبات أقرب إلى أن تكون نبيه , ورعة شفافة, عذراء طاهرة. وفي الوقت نفسه صورها قاتلة متعصبة, قادت حروبها بوحشية شديدة, لا تعرف الرحمة, ولم تظهر تسامحاً وعطفاً على الضعفاء بل دموية رفعت شعار الدين لتبرر بها دمويتها" إذاً هي لدى شيلر قديسة أحيانا وسفاحة في أحيان أخرى. وكان شيلر قد كتب مسرحيته هذه لأهداف سياسية من ناحية , جاعلاً منها ناحية أخرى, تجسيداً لما كان يتطلع إليه الضمير العام للشعب الألماني , الذي كان يحلم بقدوة يتأسى بها من ناحية أخرى. لكن شيلر لم تكن نهاية جان في المسرحية كما هي النهاية التاريخية الحزينة بحرق جان داراك, فشيلر لا يريد لهذه الأسطورة أن تموت بل في مسرحيته جان تواصل نضالها بعد أن تنفى كما سنرى. صحيح أن أحداث حياة جان داراك العاصفة هي ما يشكل المشاهد الأربعة عشرة التي تتألف منها المسرحية , لكن شيلر يضيف مناظر عدة إلى حياة جان لا تستقيم أحداثها تماماً مع الأسطورة التي صارتها , إذ ثمة في المشهد الأخير معركة مضافة تموت فيها جان داراك , لأن شيلر يغفل في مسرحيته كل شيء عن محاكمتها وإعدامها حرقاً. في بالنسبة إليه تنفى وتكون نهايتها ظافرة في ميدان القتال .. لا محترقة فوق كومة من القش, ما يوضح أن شيلر لم يرد أصلاً , أن يكتب مسرحية ترسم مادة تاريخية ,بل أن يكتب كما تفيدنا الترجمة العربية "تجربة جمالية فحسب" وقد جمع في مسرحيته وخصوصاً في وفاتها في معركتها مشهداً من العظمة الإنسانية والعدالة الإلهية. بل إن جان داراك تنبعث بعد موتها في المشهد الأخير لتواصل القتال بحيث يقول الدوق مدهوشاً إذ يراها لا تزال حية:" هل تعود إلينا من قبرها؟ هل تغلبت على الموت؟ إنها تنهض ..إنها تقف." أما هي فإنها بعد أن تسأل أين أنا تتطلع حواليها بإتسامة ملؤها الهدوء وتقول:" أنا حقاً وسط شعبي , لم أعد محترقة ومنفية لم يعد هناك أحد يلعنني. وأصبحت ينظر إلي بطبيعة وحنان, والآن عاد كل شيء يتجلى لبصري بوضوح وتميز, هذا هو ملكي وهذه هي رايات فرنسا...". واضح هنا أن فريريش شيلر (1759-1805) يكتب عن جان داراك خاصة به, هو الذي كان يحب أن ينظر إلى التاريخ نظرة فلسفية لا نظرة حديثة, وأرتبط بغوته خلال فترة من حياته , ودرس التاريخ والفلسفة. ( ) ( )
المراجع.. جريدة الجزيرة. والكاتب إبراهيم العريس
جريدة الحياة , وسلسة إبداعات عالمية . / بتصرف هذه قصة من مئات القصص العجيبة عن الطموح والعزيمة , والتي قد لا يطولها الكبار , ولكن يصلها من هم أصغر منهم عمراً أو عقلاً أو مركزاً أو مالاً .. ( ) ( ) كم أتمنى أن تكونوا حضيتم بشيء من الفائدة , والمعرفة في هذا الموضوع المتواضع .. راجية على أن يكون قد نال إعجابكم وأرضى ذائقتكم ..واتأسف وأعتذر عن وجود أي خطأ في الموضوع .. الى الملتقى , , |