بعد تجاوزه الميلان بثنائية نظيفة الأحد, وتربعه على صدارة البطولة الإيطالية, صرح المدير الفني لنادي باليرمو الإيطالي فرانشسكو غويدولين: "لا يكلفنا شيء أن نحلم بالفوز بالسكويديتو".

وتمكن باليرمو, الذي لا يتضمن سجله سوى مشاركته في كأس الاتحاد الأوروبي هذا الموسم بعد حلوله سادسا الموسم الماضي في دوري الدرجة الأولى, من تحقيق بداية ممتازة أوروبيا ومحليا إذ حقق ثلاث انتصارات في كأس الاتحاد الأوروبي لتاريخه, إضافة إلى حصده 15 نقطة من أصل 21 ممكنة في الدوري, نتيجة فوزه بخمس مباريات.

والعامل الأساسي الذي ساعد باليرمو على تحقيق تلك الانطلاقة الصاروخية, يكمن في فعالية خط هجومه, الأقوى حتى الآن في الكالتشيو, والذي تمكن من دك شباك خصومه بـ 16 إصابة وذلك حتى المرحلة السابعة, متفوقا على هجوم الإنتر, الثاني في الدوري المحلي مناصفة مع سمبدوريا, بأربعة أهداف, سمحت له باحتلال الصدارة.

وتوج متصدر الدوري, بعد نهاية المرحلة السابعة, مبارياته بنتيجة وأداء مميزين, فتخطى الميلان بعرض مثالي في كل شيء, أظهر فيه قوة وتوازنا بين خطوطه الثلاث, إذ تمكن من هز الشباك الروسونيري مرتين, مع المحافظة على نظافة عرينه, كما أنه حقق ثاني انتصار له في السان سيرو, علما أن الأول كان منذ 12 عاما في كأس إيطاليا.

وكان للإطراء والتهنئة التي تلقاها مدرب باليرمو من رئيس الميلان سيلفيو برلسكوني بعد مباراة الفريقين, الأثر البارز والايجابي عند غويدولين, الذي علق قائلا: "حتى سيلفيو برلسكوني, قدم لنا التهنئة, فليس من العادة أن يتلقى فريق فائز الإطراء من رئيس النادي الخصم, نحن سعداء وفخورون بما قام به برلسكوني".

بالرغم من كل ذلك, لم يكن كل الكلام الذي سمعه غويدولين إطراء, فالانتقادات طاولته حول ضعف خط دفاعه, إذ أخرج لاعبو الفريق "السيسيلياني" 12 كرة قانونية من مرماهم في ست مباريات في البطولة, بمعدل كرتين في المباراة, مما وضعهم في خانة أضعف خطوط الدفاع بين فرق الدوري.

وتعليقا على هذا الأمر اعتبر المدير الفني لباليرمو أن الأهداف التي استقبلتها شباك فريقه تعود إلى ضعف في التركيز وأخطاء سخيفة, والدليل على ذلك كما يقول أن الفريق في مباراته مع الميلان لعب بتركيز عال طيلة 90 دقيقة مما سمح له بالخروج بنتيجة مثالية هجوما ودفاعا.

لكن ربما غاب عن المدير الفني الإيطالي أن هذا التصريح لا يبرر الأهداف التي يتلقى, وربما هذا عذر أقبح من ذنب, فهو يلعب بأحد أقوى بطولات المحترفين في العالم, ولا يجوز ومن غير المنطقي أن يعلل مدرب فريق يتصدر الدوري الإيطالي ضعف دفاعه إلى سوء في التركيز, وإذا ما أراد حقا تتويج مسيرته بلقب, يفترض أن يبحث فعلا عن مكامن الأخطاء, فالبطولة مازالت ببدايتها والمشوار طويل, وعلى الساعي العمل لا التحجج.

علما أن خط دفاع فريق باليرمو يتميز بعنصر الشباب أكثر من الخبرة, بمعدل أعمار يبلغ 24 عاما, وربما شكل هذا أحد العوامل التي أدت إلى تردي مستواه, والمباريات القادمة ستظهر مدى صوابية كلام غويدولين, الذي يضع التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل نصب عينيه, ولا يخفي أن البطولة الإيطالية تدغدغ مشاعره, وأنه يحلم بها طالما الحلم لا يكلف شيئا.

وتتميز تشكيلة باليرمو أنها تضم أربعة أجانب فقط, مقابل 19من الصناعة الوطنية, بمعدل أعمار عام يبلغ 26 سنة, أي تشكيلة تجمع بين الخبرة والشباب, بين النضج والحماس, مدعومة بطموح قوي, الأيام كفيلة بجلاء مدى صلابته وصلابة الإرادة لدى أبناء سيسيلي.



http://www.aljazeerasport.net/arabic...ticle6317.html