مدخل:
كنت قد التزمت في فترة مضت بأخذ راحة طويلة نسبيا بين كل موضوع أقوم بوضعه هنا!!
وبالرغم من حداثة موضوعي السابق إلا أنني وجدت نفسي مجبرة على كتابة هذا الموضوع لعلي أجد من بينكم من يسقي حيرتي؟؟!!
أقول لكم:
منذ مدة لا أعرف متى بدأت تعارف الناس على أمر نسجته خيالاتهم وهو
إلام يرمز كل لون من ألوان الطيف والطبيعة؟!
عندما فتنهم لون الجوري الأحمر قاموا بتقديمه عربون مودة ومحبة لمن يحبون..
وبالرغم من افتقار بلادنا للجوري الأحمر إلا أن بعض أولئك لم تعجزهم ندرته بل كتبوا بأقلامهم الحمراء ما يبثون به مكنونات صدورهم والتي غلب عليها اللون الأحمر فهي تبقى ولا تخرج عن محور الحب والعشق وغيرهما من كلمات العاطفة!!
أقول كي لا يعارضني الكثير أدرك حقيقة أن الحب عاطفة كسائر المشاعر التي يعيشها المرء بحلوها ومرها وهذا طبيعي جدا..
لكن المشكلة التي أصبحت أشاهدها عيانا كوضوح الشمس في رابعة النهار
هي هل أصبحنا لا نجد سوى الحب لنكتب عنه وتدور حروفنا في فلكه!!
قرأت لأقلام كثيرة سواء هنا في المنتدى أو خارجه هي في بدايتها الأدبية وتملك من مقومات الإبداع ما لايخفى إلا على من بضاعته في الأدب والبلاغة مزجاة..
لكنها في الحقيقة لا تعرف الكتابة سوى في فلك الحب وتعبيرا عن هذه العاطفة وعندما طالبت بعضا منها بالكتابة عن شيء آخر غير الحب ما استطاع أحد منهم كتابة حرف واحد بخير..
ربما لا أملك سنينا تخولني للنقد في أمر كذلك لكنني أقول من وجهة نظر ربما كثيرون أولئك الذين يخالفوني فيها أن الإعلام لدينا كرس جهده وطاقته وبذل الغالي والنفيس للحديث في إطار الحب !!
ومن مشاهدتي لهذه الوسائل الإعلامية أرى أنها لا تكرس هذه الجهود بغرض دراستها أو تنقيتها أو الرقي بها والسمو بعاطفة الحب بل الإعلام-للأسف الشديد-لا يضع هذا الغرض نصب عينيه وإنما أرى أنه يقصد بذلك تحريك هذه العاطفة في جيل الشباب من الجنسين كيفما كان الحال!!
لينسحب الشباب ذكورا وإناثا مع أفكار الإعلام الشيطانية إلى حيث الدناءة والبهيمية التي بالفعل ستكون الحل الأمثل والأسلم لإزاحة أمل الأمة عن طريق أولئك الذين امتلأ بهم الإعلام ممن يضمرون العداء والحقد للإسلام والمسلمين وإن كانوا يدعون أنهم من أبناءه!!
ربما يظن الكثير ممن يقرأ حروفي أنني أغالي وأبالغ وأتشدد تبعا لمذهبي الحنبلي-هذه الجملة التي أصبحت أسمعها صباحا ومساءا-
لكن أقول بأن هذه الحقيقة المرة والصعبة يصعب تصديقها من أول وهلة..
ولذلك أقول لمن سيشمرون عن سواعدهم ليعارضوا وليرسموا صورتي مبالغة ومغالية أن الحل الوحيد الذي سأحيلكم له أن تقلبوا في عقولكم تاريخ الإعلام الغربي أو العربي على حد سواء وأقصد به الإعلام الموجه للعرب والمسلمين لترو ما أتفوه به الآن من صدق!!
ومما زاد الطين بلة أن بعض العالميين من كتابنا العرب وأعني البعض وربما تكون الغالبية منهم أقول أنهم أخذتهم الرومانسية والحب إلى شاطئ حسرتهم فيه!
فصاروا للحاذين قدوة ويعتقد أولئك الحاذون أنهم لن يبلغوا ذروة المجد وقمة التميز إلا بأن يكتبوا في فلك الحب والرومانسية..
أقول أن الأقلام في أيدينا مختلفة ألوانها كما هي الدنيا أمام ناظري وناظركم ملونة بألف لون ولون..
والاقتصار على قلم واحد-أعني به القلم الأحمر أو غيره-واقتصارنا كذلك على فكرة واحدة تعني الموت البطيء للإبداع والمبدعين حتى لو كان مطلب القراء والناس لا يوافقني فكثير أولئك الذين لا يريدون سوى القراءة في هذه العاطفة..
قرأت سابقا في أحد الصحف أن التغيير هو قلب الكائنات لترتيبها حتى لو لم تشأ هي التغيير وأنا أقول بناء على تعريف ذلك الكاتب للتغيير لابد وأن نغير أقلامنا حتى لو القراء لا يريدون هذا التغيير..
ختاماً أقول..
علينا أن نمتلئ خيرا ونحدد الغايات ونستلهم الوسائل منهما حتى نصبح غداً وأقلامنا بخير
لأن أمتنا بحاجة لنا في هذا العالم الموبوء المريض....
أعتذر على الإطالة هذا ما أحببت أن تشاركوني إياه...
لكم صادق دعائي..
ملاحظة:
العنوان تم اختياره بناء على وجهة نظر قرأتها سابقا للقاضي وكذلك مطالبة هلالي الظهران في موضوعه الأخير!!