
20/09/2006, 08:35 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 20/09/2002
مشاركات: 4,490
| |
زاجالو قال عنه: لو أعطى الكرة 25%
لأصبح معجزة الكرة السعودية
الراحل الغانم بدأ زاهدا بالكرة وفضل العيش
وسط أزمات مالية على الظهور التدريبي
الرياض: عبد الله الفراج
شيع الرياضيون عصر أول من أمس اللاعب الدولي السابق لاعب فريق الهلال الكروي الأول خالد رشيد الغانم (45سنة ) الذي توفي نتيجة مرض مفاجئ في كليته استمر أسبوعا دخل على إثره العناية الفائقة بمجمع الرياض الطبي وتوفي هناك.
وبعد أن كانت هناك محاولات هلالية من قبل عضو شرف النادي الأمير فيصل بن سعود الذي تكفل بعلاجه في أي وحدة طبية في العالم، معطيا توجيهاته المباشرة للإدارة الهلالية بالوقوف مع اللاعبين, كانت مشيئة الله هي الأسبق في لفظ الروح الأخيرة للغانم الذي عاش طيلة حياته الكروية بهدوء تام وعدم الاختلاط الكثير سوى بعدد محدود من أصدقائه وزملائه في الكرة.
على الرغم من بروزه المبكر في سماء الكرة السعودية وتمثيله لفريق الهلال الكروي الأول خلال الفترة (1401هـ 1408هـ ) إلا أنه رسخ اسمه في أذهان جماهير ناديه إلى يومنا هذا بهدفه الشهير الذي سجل في الدقيقة 96 في مرمى حارس الشباب سليمان الصقير كهدف تعادل قاتل قاد الهلال إلى نهائي كأس الملك بعد أن احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي كانت من نصيب الهلال بعد أن واجه فريق الاتحاد وكسبه بأهداف النعيمة ومنصور بشير وعبد الله الجربوع, كما ساهم يرحمه الله في تحقيق بطولة كأس الملك عام 1404 هـ بعد كسب الهلال الأهلي 4/صفر.
ونجح خالد الغانم في المشاركة مع المنتخب الذي تأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس 1984م وكذلك في قيادة المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس أمم آسيا 1984م وهو اللقب الآسيوي الأول الذي حققه المنتخب السعودي بسنغافورة.
وباستعراض الحياة الكروية القصيرة للغانم يقول من تابعوه وزاملوه إنه بدأ حياته الكروية بهدوء تام وأنهاها بنفس الطريقة، حيث يقول عنه رئيس تحرير صحيفة الرياضية سعد المهدي الذي لازمه في كثير من المشاركات الكروية في أحياء العاصمة السعودية الرياض" خالد الغانم كان زهيدا في حياته الكروية ولم يعطها جل اهتمامه, فكان يرحمه الله يأخذها على سبيل التسلية لدرجة أنه في بعض المباريات كان ينتقل إلى الجهة الأخرى البعيدة عن أعين وآذان المدربين حتى لا يحرج بالتزامات فنية لأنه كان يريد أن يلعب بحرية تامة ودون أي تقيد في الملعب".
ويقول عنه لاعب الهلال السابق سمير سلطان" لقد اعترف المدرب البرازيلي العالمي ماريو زاجالو بموهبة الغانم مبكرا وقال إن الغانم لو أعطى لنفسه وروحه 25% لصنع المعجزة للكرة السعودية , فهو لاعب فذ لم أر لاعبا مثله في منطقة الوسط".
أما عضو مجلس إدارة نادي الرياض السابق الناقد الرياضي عبد الرحمن الروكان الذي كان من بين المشيعين فقد كشف سرا يذاع للمرة الأولى عن الغانم، حيث قال" لقد حاولت تسجيل الغانم عندما كان شبلا بنادي الرياض إذا كان يطلق عليه لقب (الغراب) تيمنا باللاعب السابق سعيد غراب نظرا لإمكانياته الكروية والفنية العالية إلا أن شقيقة نجح في إقناعه بالتسجيل في الهلال".
ويقول قائد الهلال الأسبق عبد الله العمار إن خالد الغانم يرحمه الله كان لا ينظر إلى ما يكتب عنه و كان همه وخدمة فريقه, وقال " يغلب على الغانم الصمت الدائم ولا يتكلم عن الأمور الفنية أو الإدارية ولا ينتقدها, ويخرج من التدريب مباشرة إلى المنزل بهدوء تام كما دخل الملعب ولا يهتم كثيرا بما يكتب عنه".
أما المشجع الهلالي الكبير محمد الحيشان الذي كسا الشعر الأبيض ذقنه فيقول بعد أن شارك في تشييع جثمان اللاعب" أعرف الغانم منذ أكثر من 25 سنة, وكنت أراقبه وأتابعه في تدريبات الهلال عن قرب فلم أسمعه أو أشاهده يوما ما وهو يوبخ أحدا من زملائه، لقد كان متسامحا طوال حياته".
ويقول رفيق دربه في الهلال اللاعب منصور بشير" خالد الغانم يرحمه الله كان من اللاعبين المقربين لي ولن أنسى الدور الذي قام به تجاهي لتخفيف الضغوط الدراسية والكروية في معسكر ليلة مباراة الأهلي في نهائي كأس الملك التي كسبنها بأربعة أهداف مع المدرب اليوغسلافي بروشتش عام 1404, إذ كان كثير المزاح معي لأن اللقاء كان يعقبه في الصباح مباشرة امتحانات دراسية لي , كون الغانم كان ينام معي في غرفة بذلك المعسكر فقد ساهم في تهيئتي لذلك اللقاء الشهير الذي كان لي فيه هدف من الأهداف الأربعة التي أحرزناها وحققنا بها كأس البطولة".
وخالد الغانم الذي كان أحد موظفي الحرس الملكي مثّل جميع المنتخبات السنية, ويتميز بالحياء الشديد ومات دون أن يكون له زوج بعد أن اختار في السنوات الأخيرة أن يعيش مع إخوانه بحي بدر جنوب غرب العاصمة الرياض تحت وطأة ظروف مالية صعبة عجز حياؤه عن كشفها لأقرب الناس إليه.
وكان لرفيق دربه منصور بشير محاولات متعددة لإعادة الغانم إلى الساحة الرياضية مجددا من خلال تولي العمل التدريبي للقطاعات السنية الصغيرة لتعليمها أسس الكرة, إلا أنه كان مصرا على زهده الكروي وأن ممارسته كرة القدم صفحة وانطوت بعد الوصول إلى سن الرشد. |