يسعدني أن أقدم لك رد لرسالة المعافي ويرد فيها المبتلي على المعافي ......
المبتلى
أيها الصديق الحميم ,
وصلني خطابك الكريم ,
سائلا فيه عن الحال ,
معتذرا عن عدم الزيارة
بكثرة الأشغال, فأنت أوسع
العذر مني لثقتي بك وفي
أضيفه لشوقي لك .أما أنا فقد
أصبحت في منحة وعذاب ,
من بعد صحة وشباب ,
صريع الأسقام, طريح المقام ,
لا أهنا بشراب ولاألتذ بطعام.
هجم علي المرض بلا استعداد,
فوجد في جسمي خير زاد,
أشتهي في الصلاة الوقوف ,
والسبق إلى أوائل الصفوف ,
وقد حرمت لذة الركوع والسجود ,
فهل يا ترى سيكون ذلك يعود؟
يتردد في سمعي بكاء الأم الرؤوم ,
ودعاء الوالد المكلوم ,
ونداء الولد المحروم ,
صرت على هامش الحياة ,
كراكب انقطع في فلاة ,
عجز وإعاقة , ومرض وفاقة ,
وحزن وكآبة .
يزورني الناس ابتغاء الأجر والمغفرة ,
وأقرا في عيونهم معاني الرحمة والشفقة ,
ولست يا أخي أشكو إليك الحكيم,
ولكني أذكرك أمر عظيم ,
فهل من لبيب بصروف الدهر مدكر ,
وبسهام البلايا معتبر ,
ولوصية حبيبه ( عليه السلام ) موتمر ؟