دموع الأوفياء



· مدخل :

( .. مطلق .. شاب نشأ في الدرعية .. انصرم عنه عدل والدة وأصلته نار جحيم زوجة والدة .. ؟

عاش غريباً في بيت والدة .. حافظ علة صلاته .. فحفظة الله وتوكل عليه .. ولم يخذله ..‍ يكابد أوجاع مرض القلب .. ذاك القلب الذي يفيض طيبة وحناناً ..)

· أول النبض

( قصة بلا فواصل بدأت من قسمات مولدي اختلط فيها اللهب بالتوهج أمسي النهار سجنا فيه الملالمة والحرمان في حصار موجع والليل تفر فيه دموعي من سيطرة سيدة هذا البيت ‍‍)

(( مطلق )) هكذا كانوا ينادونني أو يعتلجون التضجر مني بذاك الاسم .. نشأت بعيداً عن ظلال والدتي ولم أكن أعرف اين نفيت ..؟‍ إلي بيت رجل أخر أم رحلت دنيانا .؟. ما كنت أعلم أين هي ؟ ولم استطع أن اسأل في يوم ما عنها ‍ ما أعرفة عن نفسي أنني كنت أحس أنني أملك إرادة أصلب من الحديد .. يدعمها يقين بأن الله - عز وجل - ينصر المظلوم ارتكن إلي أحلام أسرع من الريح تناطح عراء التمني وأشكو من مرض القلب ..

في (( الدرعية )) تلك الأحياء الصغيرة البسيطة ضمني بيت والدي واصلتني سياط الجحيم زوجة والدي ..‍‍

والغريب في الأمر .. أنه لطالما لمحت بريق الأمنية يطل من عيني والدي بان يرزقة الله الولد .. ولطالما اسهدني سؤال مرير هل أنا أبن له أم لا ؟‍ّ

كانت قلوب أخواتي الثلاث تخفف عنائي وألمي على العكس من والدتهن حين يشتد بي المرض أجدهن بجانبي يحنون على ..‍

وفي كل صباح مشرق اعلق بشائر الأمل .. أنني لابد أن اعتلي مرارة الذل يوماً ما ..‍‍ لا بأس أن أغضبي على القذى واستسيغ الشجي .. لا باس أنني في كل مرة أجد سيوف أحاديث زوجة والدي تحتويني وتلوكني معها ألسنة نسوة الحي وأدرك أنها تبغضني أشد البغض وتمقت طلتي عليه .. وأني كالخادم في منزل والدي … نعم كنت كذلك ؟

لكني صبرت .. أساني جرحي وافاني عواقب الألم على مقل أحرقها الدمع فقد كان ظلم زوجة والدي امضي من النصل لفؤادي .. وفي المقابل أجد أن إرادتي يدفعها توفيق الله - جل شأنه - في دراستي أحلي من الشهد بالرغم من امتناع والدي عن القيام بأدنى إحساس بي ..وباحتياجي إلية وإلي عطفة ..!!

كنت أبتسم في أحلك ساعات الوحدة متمتماً .. لا بأس أن مددت في غيك .. يا .. والدي ؟! فالله المستعان .

كان فشلي في أسرتي دافعاً لنجاحي من المتوسط وانتقالي إلي المرحلة الثانوية واحتياجي كان سبباً هاماً لأن اشغل وظيفة صغيرة أكفي بها نفسي .. وكل ذلك مساندة من الله - عز وجل - بعد أن خذلني أقرب الناس لي ..

وتشاء قدرة الله ألا أكمل الثانوية ، ففي يوم تنتكس به معالم الصبح من دهشة الاسي الذي تحول أجد أني أعول أسرة مكونة من ثلاث أخوات .. وزوجة أب !!

فقد تنكر والدي لزوجته وطردنا جميعاً من منزلة .. واسكن الأخرى ولم يكن غريباً على !! يردد عبارة واحدة ( هذه التي ستنجب لي الولد ؟) .

كان ليل أسود وأماني محندسة بقتامة الأمس فجرح والدي لها .. انفذ من السهم المرسل .. وتذكرت حين جعلتني أحدوثة سائرة وشاء الله أن يدعها عظة زاجرة .. وكم أوجعني ألمها .. ولم تتكلم .. ظلت صامتة والدمع يتماطر من عينيها بلا توقف والحسرة تتواكف بصدرها بلا صوت ..!! ليلتها لم أنم في بحث متواصل عن بيت متواضع ..

وآويتها وأخوتي فيه وحمدت الله إن لم تكن أعظم .. فقلبي أبرم بالسداد أمورة وقرن بالصوت تدبيره !!

وليلة أن تكلمت .. خنقها الدمع كثيراً .. لكنها حدثتني عن الأياك كيف ثنت عنها وعن الدهر كيف تشوه لها .. وصرم أسبابه .. وضعت يدي في يدها .. واعتبرتها أماً لي .. وقامت بشكري وبثت محاسني .. ونشرت مناقبي .. وأذاعت فضائلي .. وكنت أريد منها فقط !! ابتسامة .. وقلباً كبيراً .. !! وطويت الأمس وخذلانه !! وتعطر ذكري عند نسوة الحي .. وكم اخجلني ذلك وأبكاني .. وعزمت على تزويج الأخوات الثلاث .. وكنت كل ما اشتد بي مرض أجدها الأم الرؤوم ينسل دمعها خوفاً على .. وعجبت كثيراً من تبدل حالها ..!

ولكن .. عاودني الألم كثيراً .. وها أنا أمضي في الفراش مدة طويلة ..

· آخر نبض

صمت الوتر .. وتوقف النبض .. لقد مات ..

استكمل مدته ..

حان يومه .. تصرم أجله .. وانقضت أنفاسه المعدودة هل يتكرر قلب (( مطلق )) أكاد أشك في ذلك ..


وتقبلوا تحياتي00