كالياري يعرقل باليرمو
قدم فريق كالياري هدية كبيرة للإنتر, حتى إشعار آخر, وذلك في حال عرف الأخير كيف يستغلها الأحد, عندما نجح الأول في إسقاط المتصدر باليرمو في الضربة القاضية بهدف لصفر, في المباراة التي جرت على ملعب سان اليا الخاص بنادي كالياري, وذلك في ثاني مباريات المرحلة 12 من الدوري الإيطالي لكرة القدم لموسم 2006-2007.
وسجل اللاعب البديل, ابن باليرمو السابق, سيمونني بيبي البالغ من العمر 23 عاما, هدف الفوز لفريقه في الدقيقة 89.
لم يقدم الفريقان ما يستحق الذكر في الشوط الأول الذي كانت سمته الملل ولا شيء غير ذلك, وإذا كان العرض المتواضع يُفهم من المضيف, فإنه على العكس بدا غير مفهوم من باليرمو الذي يتصدر إحدى أقوى الدوريات في العالم.
وعلى الرغم من حجة غياب عدد من أساسيين باليرمو, لأسباب متنوعة, على رأسهم دينامو الفريق يوجيني كوريني, فإن ذلك لا يبرر الأداء الأكثر ضعفاً لباليرمو هذا الموسم.
وما يُستخلص عام, أنه على المدى الطويل فإن حظوظ باليرمو ليست بالكبيرة في البقاء حيث هو الآن, خصوصا أنه لا يملك البدلاء الأكفاء والجديرين بملأ أي فراغ يطرأ على الفريق, الذي عجز عن صنع شبه فرصة على مرمى كالياري.
وعلى الجانب الأخر, كان الفريق المضيف هو الأفضل دائماٍ, برغم الفارق الكبير بين الفريقين, حيث يحتل كالياري المركز الثالث عشر في الترتيب العام.
واستطاع كالياري ان يكون الفريق الأخطر في نهاية الشوط الأول وكاد أن يزيد من مشاكل باليرمو, لولا تألق حارس الأخير ألبيرتو فونتانا في صد كرة أرضية قوية بباطن القدم سددها النجم المتألق, الهوندوراسي دافيد سوزا, من داخل المنطقة, وذلك في الدقيقة 37.
وأكمل بعد الفرصة المذكورة, لاعبو كالياري سيطرتهم وسطوتهم, وتمكنوا من إيجاد المساحات وفتح الشوارع في دفاعات باليرمو التي كلفها ذلك, خسارة جهود لاعب وسطها البرازيلي فابيو سيمبليسيو, الذي عرقل سوازو المنطلق كالحصان, نحو المرمى, فلم يتوان الحكم عن شهر حمراء لا غبار عليها في الدقيقة 44.
وتابع كالياري مع بداية الشوط الثاني سيطرته التي بدأها قبل أن يطلق الحكم الصافرتين المتتاليتين بعشرة دقائق وهدد مرمى ضيوفه سريعا في الدقيقة 46 إثر جملة كروية ولا أجمل, وصلت فيها الكرة إلى رأس ماورو إسبوزيتو الذي صوب رأسية ممتازة تألق في التصدي لها بشكل رائع حارس باليرمو الذي ابعد الكرة في اللحظات الأخيرة قبل أن تخترق مرماه, ليبقى تأخر فريقه عددي فقط.
لكن رغم النقص العددي امتاز عرض باليرمو في الشوط الثاني بالسرعة أكثر من الشوط الأول, خصوصا مع تحركات الأسترالي مارك بريشيانو والمهاجم البرازيلي كارفاليا أموري, لكن دون أن يتمكن لاعبو غويدولين من تشكيل خطورة قد تفضي إلى تغيير النتيجة.
وشيئا فشيئا أخذ لاعبو باليرمو بالتراجع أكثر إلى مناطقهم الخلفية, مقابل تعاظم المد الأمامي لدى رجال ماركو جياوباولو المدير الفني للمضيف, خصوصا أنهم لمسو حلول الخجل على لاعبي الضيف, متجليا في التقوقع, الشرس, إذا جاز التعبير, وذلك أملا في الخروج بأقل خسائر ممكنة.
وعاب كالياري أنه أصر على الاختراق في العمق, حيث غابة من الأقدام تزود بكل ما ملكت من قوة, عن حصنها, وهذا ما أزعج أفضل لاعبي الفريق المضيف الهندوراسي سوازو, الذي لا تناسبه المساحات الضيقة كي يفجر مواهبه, فهو يعتمد كثيرا على انطلاقاته القوية لضرب دفاعات الخصم, ورغم ذلك لم يحاول رفاق سوازو استغلال كامل المساحات المتاحة قدر الإمكان وذلك عبر اللعب على الأطراف حيث يضطر لاعبو الخصم, عندها, رغم تكتلهم من فتح خطوطهم شيئا ما مما يخلق المساحات بشكل أفضل.
لكن رغم ذلك دفع باليرمو ثمن تراجعه الدفاعي الكبير, بخطأ وحيد استغله لاعبو كالياري أفضل استغلال عندما تمكن البديل سيموني بيبي في الدقيقة 89 من تسجيل هدف الفوز بكرة خطفها سوازو من أمام المدافعين المتكتلين, لتصل لبيبي الذي انفرد ولم يجد أي صعوبة في هز شباك فريقه السابق لتنتهي المباراة بعد ذلك بفوز المضيف, الذي عرقل بانتصاره هذا, مسيرة ضيفه.