03/09/2006, 11:23 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 29/06/2005 المكان: جدة (البحر الأزرق)
مشاركات: 247
| |
من الروائع الأدبية .. مقامات القرني (المقامة الأدبية1 )
(بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا )
أسعدك الله مسائكم أحبتي الزعماء بكل خير ..
فهذه مقتطفات من كتاب (مقامات القرني) .. ومن منا من يجهل الشيخ عائض القرني .. الداعية الفقيه والأديب واللغوي والشاعر ذو الحس الرهيف .. العالم الموسوعي الذي تبحر في جميع الفنون
يقول عنها مؤلفها : وأسأل الله أن يجعل هذه المقامات ، بكل فضل ملمّات ، وأن يجعلها بالحسن رائعة ، وبالفضل ذائعة ، وبالبر شائعة ، وبالأنس ماتعة ، وبالنور ساطعة ، وبالجمال لامعة ، ولكل خير جامعة ، وعن كل سوء مانعة ، وللجدل قاطعة .محلاة بالفوائد ، مزينة بالقلائد ، متوّجة بالفرائد ، مزدانة بالشوارد ، كالماء الزلال لكل صادر ووارد تضمرها العقائد ، وتنشرها القصائد ...
لن أطيل عليكم فهذه المقامة بين أيديكم ..
------------------------------------------------------------------------------------------- ( من المقامة الأدبية ) وهذا أبو تمام ، وهو شاعر مقدام ، مدح المعتصم ، فما تعثر وما وهم ، يقول :
إقدام عمرو في سماحة حاتمٍ #### في حلم أحنف في ذكاء إيـاسِ
فقال الحارث الكندي ، ما لك قدر عندي ، أما تخاف ، تصف أمير المؤمنين بالأجلاف ، فانهد أبو تمام كالسيل معتذراً عما قيل :
لا تنكروا ضربي له من دونه #### مثلاً شروداً في الندى والباسِ
فالله قد ضرب الأقل لنـوره #### مثلاً من المشكـاة والنبراسِ
حكم النعمان ، على نابغة ذبيان ، بالإعدام ، بعد ما اتهمه ببعض الاتهام ، فأنشده البائيَّة الرائعة الذائعة :
فإنك شمس والملوك كواكب #### إذا طلعتْ لم يبْدُ منهن كوكبُ
فعفا عنه وحباه ، وقربه واجتباه .
وأهدر البشير النذير (اللهم صلي عليه) ،دم كعب بن زهير، فعاد إليه ، ووضع يده بين يديه ،وأنشده :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول #### متيم إثرها لم يُفد مقبولُ
فحلم عليه وصفح ، وعفا عنه وسمح ، واستقام حاله وصلح .
وقتل عضد الدولة الوزير ابن بقية ، ولم تردعه تقيّة ، فأنشد ابن الأنباري قصيدة كأنها برقية ، أو رواية شرقية ، اسمع مطلعها ، وما أبدعها :
علو في الحياة وفي الممات #### بحق أنت إحدى المعجزات
فسمعها عضد الدولة فتأسف ، وقال حبذا ذاك الموقف . ولما قتل محمّد بن حميد ، بكاه أبو تمام بذاك القصيد ، ورثاه بذاك النشيد :
كذا فليجل الخطب وليفـدح الأمرُ #### فليس لعين لم يفض ماؤها عذرُ
وسب أحد الأمراء ، المعري أبا العلاء ، وهجاه أشد هجاء ، وسب أستاذه سيد الشعراء ، فقال أبو العلاء : لا تسبه أيها الأمير ، فإنه شاعر قدير ، ولم يكن له إلا قصيدة،
لك يا منازل في القلوب منازل #### أقفرت أنت و هن منك أواهل
ففهم الأمير ماذا يريد ، لأنه قصد آخر القصيد ، وهي قوله :
وإذا أتتـك مذمتي من ناقصٍ #### فهي الشهـادة لي بأني كامـلُ
ولما زار أبو جعفر المنصور المدينة طلب شيخاً كبيرا ، وجعله عنده أجيرا ، يخبره ببيوت المهاجرين والأنصار ، فدار به إلى آخر النهار ، ولم يعطه مالا ، ونسيه إهمالا ، فقال الشيخ يا أمير المؤمنين : هذا بيت الأحوص الشاعر المبين القائل :
يا بيت عاتكة الذي اتعزل #### حذر العدا وبك الفؤاد موكّل
فتذكر أبو جعفر القصيدة ، وهي فريدة مجيدة ، يقول في آخرها :
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم #### مذق الكلام يقول ما لا يفعلُ
ففهم المراد ، وأعطى الشيخ الزاد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... |