المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08/10/2001, 01:55 PM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 02/09/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 44
Thumbs up هوامش علىال دفاتر ؟؟؟؟الجزء"3"

باغت والدته بطلوق الولادة في شهرها السابع , مستغلا أول فرصة مواتية للفرار.
حين أطل بعينيه الواسعتين بدت وكأنما تشعان رغبة متوهجة للانطلاق .
شهران إضافيان في رحم والدته كنت هدرا لوقته الثمين من وجهة نظره .
استمر اندفاعه بشكل مبهر ..
فاجأ من حوله انه يسير بخطى متوازنة
فيما كانوا يتأملون أن يحبو على ركبتيه الشهر القادم .
حتى أسنانه كانت تمتلك نفس جموحه فقد اكتمل ظهورها قبل الموعد بمراحل.
تعلم أن يقرأ ويكتب قبل أن يعرف المدرسة.
الجميع تنبأ لهذا الصبي بمستقبل مشرق .
لكن ...
و مع كل يوم يضاف لرصيد عمره كانت ملامح تمرده تزداد وضوحا
تمرد على كل ما ينبض بالتكرار
وينطق بالا تجديد
كانت معاناته مع الواقع تتفاقم
صدمته بعالمه الجديد تكبر
كانت يمتلك صورة مغايرة تماما له .. لا ريب أنها كانت مزيفة .

في صغره
كانت أسمى أمنياته أن يصبح رائد فضاء
هناك في الفضاء
هناك حيث لا أغلال تقيد قدميه للأرض
هناك حيث لا يسمم رئتيه ما يتنفسه من روتين
حيث لا شيء على الإطلاق يعيق انطلاقك لكل حيز جديد ويفسد عليك متعة التحليق
كبر وتضاءل حلمه
قلصته الواقعية
لتصبح الأسمى من أمنياته أن يصبح طيارا
وظل القدر يسخر من كل أمنياته
اتهموه زورا بضعف البصر
واتهمهم سرا بضعف البصيرة
كان يحفظ كل شبر في الفضاء
كل نجم في السماء
فهناك أفنى عمره محلقا
كان سيجيد قيادة طائرة مغمض العينين

خيبات أمله المتلاحقة والتي كانت تصفعه تواليا , كونت منه شخصية غريبة الأطوار على حد زعمهم

كان يرى في إتمامه لدراسته الثانوية إنجازا ضخما
كان يقف احترما وإجلالا لصبره ؛ كلما التقت عيناه بعيني شهادته
تلك الشهادة التي كانت بالفعل رمزا لكفاحه وكبت تمرده .

أنت ذكي
وفطن
وحذق
لكنك ... ولكنك ..
ضاق ذرعا بهذه الملاحظات , لأنها تذكره كلما حاول التناسي انه يعاني من خلل في توظيف قدراته .
كان يتجنب النظر في عيون الناس
لأنها كانت تصرخ له بفظاظة :
أنت غريب ,, نحن لا نفهمك

كان يرتدي ساعة في معصمه الأيمن
كان يرتدي ثيابا بلا جيوب
أعسر
دائما ما يزم شفاه
دائم التطلع للنجوم
يتصنع التبسم
عادة ما يبدو ناعسا
شعره طويل منسدل يطلق له العنان في محاولة لتعويض عنانه الملجوم
كانت له عينان واسعتان
جميلتان
لهما نظرة عميقة
بعيدة
مغلفة بالأسى .

كان يحلم
يحلم باستمرار
الحلم مشروع في منهاجه
شريطة أن يبقى حلما ولا يغادر خياله
قبل أن يؤذن له

& & &

لم يبرح الرياض منذ ولادته
لكنه
كان موقنا انه سيعشق البحر يوما إذا ما واجهه
سيهيم به
كان مهووسا بشخصية البحر
و بتلك الطريقة في تعامله مع الزوار
طريقته في الترحيب
صمته
شموخه وصموده
البحر فقط أقوى من الشمس
وجد في البحر من يسترد ثأره
لما كان طفلا كان يتحدى الشمس باستمرار , وكان يخسر باستمرار , كانت اللعبة أن يتبادل النظرات مع الشمس
و الخاسر هو من يغمض عينيه أولا .
البحر لا يغمض عينيه
كان متأهبا للقاءهما المرتقب
سيستجمع كل حكاياه وذكرياته , وسيبدأ في الهذيان , وسينصت البحر لا محالة
لان البحر مهذب و يحترم كل من يقف أمامه
حتى تلك اللحظة
لحظة اللقاء
سيغمض عينيه .. وسيزور البحر في خيالاته سيرهف سمعه لثورة أمواجه , وسيرتجف حين يبتل

& & &

كان يكره أن يبقى مدينا لأحد , لكنه فعلا كان يحمل دينا غاليا لفيروز ,هي كانت أول من واساه بفقد أمه , فيروز فقط كانت معه لما أشعل أول سيجاره , وهي فقط استحملت كآبة غرفته وضيقها واتساخ جدرانها , وهي فقط من استحمل سيارته بلا مكيف وهي فقط تسوق النوم لعينيه دون عناء .
يكفي أنها استحملت بشاعة صوته وهو يردد مقاطع أغانيها معها كل هذه الأعوام .
لكنه على ثقة أن سيرد دينها
يوما ما
سيحضر لها حفلا صاخبا
مكتظا
سيكون له مقعد في المقدمة
وسيقف ويصفق ويصفق ويصفق
حتى يهز جمود السيدة ستنظر إليه بعينين ملؤهما الامتنان لتخبره انه وفّى دينه .

ارتباط فيروز بالثقافة والمثقفين كان يغيظه
فيروز تغني له هو
و لكل من فقد هويته
لتخبرهم أن " الغنا سر الوجود "
لتخبرهم ..
اشياء كثيره .

& & &

كان يخفي تحت وسادته صورة أمه , لم تكن صورة ملونة , كانت ترتدي حجابا , كانت تبدو جميلة للغاية , نظرتها كانت تمنح المتلقي تفاؤلا لامحدود , لم يرث هذه النظرة عنها
كان يخفي أيضا جواز سفره
كان اخضرا يانعا لم تعبث به يد ولم تلطخه أختام ,
كان على ثقة انه سيطأ كل بقعة حلم بها
وسيلتقط صورة بجانب كل معلم عشقه
وسيصافح كل شخصية احترمها
وسيزور كل المتاحف
و سيتأمل كل اللوحات
لم يسل نفسه متى أو كيف
كان يتأكد من حزم حقيبته كل ليلة
ويتحسس ما تحت وسادته قبل أن ينام كل ليلة
في انتظار الإعلان عن موعد الرحلة .

& & &

تعود في صباه أن يرافق والده للمسجد
كانت يده الصغيرة تعرق بالتفاف يد والده عليها
كان شعورا لذيذا حين ينفك ذلك القيد ويصافح الهواء بشرته , إيذانا بالوصول لبوابة المسجد
كان يخلع نعليه ويقذفها بعشوائية , ليتسلى بالبحث عنها وهو خارج
كعادته كان أول الخارجين
ربما يدفعه الهروب من ديكتاتورية يد والده لذلك

ذات مره اقتحم المنزل بهواجة عائدا من المسجد
ثم استكان لما رأى والدته وقد انتابتها الروحانية تتأمل في خشوع صلاة المسجد الحرام عبر التلفاز
خشي أن يقطع تواصلها فبات يرقبها بتمعن ويوزع نظراته بينها وبين التلفاز حتى انقضت الصلاة
عاجلته بابتسامه
وحنت رأسها ليقبله ثم أحاطت عنقه بذراعيها وذرفت دمعه ثم همست في أذنه
أنها تحلم أن تراه إماما للحرم

ومنذ ذلك الحين وهو يعمل جاهدا ليحقق حلم والدته
فهو بالذات يدرك إلى أي مدى يؤذي الأرواح انتحار الأحلام
كبر وكبر حلم والدته معه , صار يبادر لإمامة بقية الصبية , بدا ينغم صوته ويرتل باجتهاد
كان حلما موقرا لأنه يحمل عبق والدته وبصمتها
انهار حلمه بفقد والدته .. فلن تراه مجددا أيا كان
كانت المرة الأولى التي يسلم فيها بفقدان حلم
باغتيال حلم
تضرع إلى الله وابتهل أن تكون المرة الاخيرة
فالأحلام هي كل الثروة في دنياه البخيلة

& & &

كان يخشى الحاجة وسؤال الناس ,, بطالته كانت تحرض خياله أن ينزح لهذه الأفكار الشيطانية
سأعيش فقيرا .. معدما ..
لذا حلم بالغنى , ولأنه حلم ..
فقد بحث عن اسهل طريقة للكسب
أن يفوز بجائزة مسابقة مثلا
سيثابر لتحقيق هذا الحلم
سيملأ كل الكوبونات
وسيجمع كل أغطية القوارير
وسيظل بانتظار ذاك اليوم
وتلك الجريدة
لتعلن انه الفائز الأول

& & &

الزواج استقرار .. الزواج طمأنينة .. سكون .. انضباط ..
هو ذا الزواج من منظورهم
من منظوره هو كان الأمر مختلف
كان النقيض تماما
الزواج قيود .. غوص في المجهول .. مغامرة مجنونة
لذا فان كل محاولات الضغط عليه من أسرته
والده ,, أخواته
أعمامه ..أخواله.. أعمام والده.. أخوال أمه
كلهم فشلوا في إقناعه
فلانه جميلة .. لكن فلانه اعقل .. وفلانه بنت حمايل .. أما بنت ال فلان لا اله إلا الله
لم يرى في نفسه الأهلية الكافية لأن يحب
لأن يعشق
لأن يهيم
لأن الارتباط بمخلوق آخر
كان يستدعي في رأيه كل هذه المطالب
ارتأى الهروب
اقتنع بفكرة ابتدعها ..
أن الشهرين الثامن والتاسع يقضيهما الجنين في رحم أمه
لتتكون مشاعره
ولتنسكب أحاسيسه
في بواطن بواطن باطنه
وهاهو يدفع ضريبة التسرع
يواجه عالما مائجا بلا حس
لا يكره ولا يحب
لكنه على ثقة أن ساعته ستحين
ستقبل الحبيبة المنتظرة على عرشها المتوج
ستنتزع قلبه
وسيثور بركانه الخامد
حينها لن يرفض أن يتزوج
لن يرفض أن يكون ذاك العاشق الذي يتمنى
لن يرفض أن ينجب
ويكون ذلك الأب الذي يتمنى
أبا خلاف جميع الآباء
خلاف أبيه
وخلاف جارهم
وستكون هي أما كأمه تماما
سيكون اسمها نوره
كأمه تماما
وسيبني بيتا من طابقين
بسطح وحبل غسيل
له شجرة مظلة وصندوقا صغيرا للصحف

& & &

حين يعمل
سوف يعمل عبقريا
هو الآن ينتظر بشغف
غارق في التأمل بانتظار ذلك حين
لما تنكشف عبقريته للجميع
سيصبح عبقريا لا يلزم بدفتر توقيع
عبقريا لا يزوّر إجازة مرضيه
عبقريا يجني كل الاحترام

سمات التمرد الظاهرة فيه
وفطنته الملاحظة
شعره الطويل المنسدل
توحي له انه عبقري قادم
هو ينتظر فقط
ينتظر ما انتظره باقي العباقرة
أن تسقط تفاحة على رأسه ليكتشف الجاذبية
أن يلسعه قماش مشحون ليكتشف الكهرباء
لن يمل انتظار تلك اللحظات
بانتظار عبقريته

& & &

حين يبتسم
فلا بد انه منطوي في زاوية بعيدة
متقرفص
يشبك يديه
ويعيش أطوار رسم حلم جديد

وحين يعقد حاجبيه
فلا بد انه اصطدم بالحقيقة
لابد انه أفاق من غمضته
وآلمته أنوار الواقع

فيعود ليغمض عينيه من جديد

& & &

أتعلمون ؟
بالمصادفة البحتة
سقطت في يدي يومياته لهذا الأسبوع
هاكم اقرؤوها ..
(بالمناسبة كانت قد خطت بقلم احمر ناشف )

الاحد
أيقظني ألم هائل في رقبتي كان نتاج وضعية نوم خاطئ
توضأت
وشككت كالعادة أغسلت مرافقي أم لا
صليت ثلاث فروض متراكمة
قرأت فيها نفس السورة
طويت سجادتي
نزلت الدرج بخطى مسرعة
تعثرت في جزء من الموكيت كان بارزا
اتجهت للمطبخ
شممت رائحة سمك
سادني إحباط
لم يكن الزبادي سيئا كوجبة بديلة
أعددت شايا يكفي لثلاثة أشخاص
ارتشفت كوبي وأنا أصعد درجات السلم
ببطء اكثر وبحرص أكثر هذه المرة
وجدت الجريدة ملقاة
قرأت الصفحة الاخيرة كومة من الإعلانات والألوان
قرأت الصفحة الأولى كومة أخرى من الاستقبالات والتهاني
انتزعت ملحق الرياضة .. أتممت قراءته بسرعة
بحثت عن ثوب جديد
لم أجد
لبست ثوب البارحة
وما قبل البارحة
وارتديت شماغي الجديد ذو البصمة الرابعة
خرجت
ركبت سيارتي
ربطتي الحزام لما لمحت شرطيا يقف بكسل .. لكنه كان يمنح الجميع ابتسامه
وقفت عند سوبر ماركت
عدت لافك الحزام
ترجلت من سيارتي
تجولت بين الممرات ببلادة
لما اكن احتاج سوى علبتي سجائر وبيرة تفاح
دفعت الحساب المعتاد أعاد لي النصف المعدني المعتاد
عدت للسيارة
رميت النصف الباقي في درج السيارة
اصدر نغمة تعلن انضمامه لرفاقه الأنصاف الجدد
عدت لاربط الحزام
واتجهت إلى لا شئ
قادتني سيارتي إلى مقهاي المعهود
لاشيء آخر على استعداد لان يحتضنني
اتخذت زاوية قصية
أدرت التلفاز إلى قناة موسيقية
طلبت إبريق شاي
وبدأت رحلتي مع حرق السجائر
رشف الأكواب
تأمل الداخلين
تأمل شمغ الداخلين
بصمات شمغ الداخلين
أغمضت عيني طويلا
استسلمت لخيالات غارقة
ولأحلام نازحة
المقهى أطفأ جزءا من أنواره
سجائري نفذت
الإبريق لفظ آخر كوب
كان كوبا باردا
الأغاني المعروضة في القناة بدأت تتكرر
كلها كانت دلائل تشير أني أمضيت وقتا طويلا هنا
عدت للرياض
أتبع لوحات " وسط المدينة "
فتحت زجاج السيارة للمنتصف
كانت النسمات منعشة
لا اذكر تفاصيل باقي اليوم
الاثنين
لاشيء تغير
عدا أننا لم نطبخ سمكا اليوم
وأنني صادفت أحد أقربائي
وتجاهلته
الثلاثاء
لاشيء يذكر
اليوم سجدت سجود السهو في صلاة المغرب
الاربعاء
وضعت النصف الباقي في حصالة أيتام
لم ألحظ الحصالة من قبل
ثم عدت ووضعت كل ما بحوزتي من انصاف في الحصالة ذاتها
الخميس
لا جديد على الإطلاق
الجمعة
خطبة الجمعة اليوم كانت عن خطورة الفراغ
اليوم أيضا
التقيت بأصدقاء قدامى
انتهى سرد الأحداث الجديدة ما بيننا في غضون دقائق
والنهاية المعتادة كانت عودتنا للحديث عن مغامرتنا القديمة
نفس الكلمات كانت تتكرر مقرونة بنفس التعابير والانطباعات
السبت
لم استطع النوم
قرأت مذكراتي تسع مرات
يا للتفاهة
أحد آخر
اليوم اعتزلت كتابة المذكرات
سأتفرغ لان أغمض عيني وأحلم

تمت ,,
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:21 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube