بمناسبة أحداث لبنان والعراق أعلن أني من شيعة علي وأتبرأ من أعدائه

كيف لا أكون من شيعة علي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه: من كنت مولاه فعلي مولاه

وكيف لا أكون من شيعة علي وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى.

و كيف لا أكون من شيعة علي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خير: لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فتطلع الصحابة كلهم ذلك اليوم لأخذ الراية فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي ففتح الله عليه

و كيف لا أكون من شيعة علي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ.

وعلي رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين.

فأنا أعلن أني من شيعة علي وأدعو كل مسلم أن يكون من شيعته، وأن يكون على عقيدته ومنهجه.

وأن يتبرأ من كل أعدائه الذين خالفوا ما كان عليه، وخصوصا الذين زعموا أنهم من شيعته ولكنهم كذبوا عليه ونسبوا إليه عقائد لم تثبت عنه بل المشهور عنه خلافها.

فأتبرأ ممن نسب إلى علي العصمة وأن كلامه وحي وأن عنده علم خاص لم يأخذه من الكتاب والسنة، لأنه قد ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال حين سأله أبو جحيفة رضي الله عنه فقال: قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟

قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة.

قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر

وأتبرأ ممن يدعي أنه من شيعة علي ولكنه يعظم القبور ويبني عليها المشاهد ويدعو الأموات من دون الله ويدعي أن هذا من الوسيلة الجائزة.

لأن عليا رضي الله عنه قال لأبي الهياج الأسدي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته.

وأتبرأ ممن يدعي أنه من شيعة علي ولكنه يخالفه في موقفه من أصحاب النبي صلى الله عليهم وخصوصا الشيخين رضي الله عنهما، فقد كان علي رضي الله عنه يحب سائر الصحابة ويعترف بفضل الشيخين وأنهما أفضل منه .

وهذا ما كان عليه كل شيعة علي الذين صحبوه حيث لا يعرف عن أحد منهم أنه قدمه على أبي بكر وعمر ، لا في فقه ولا علم ولا غيرهما ، بل كل شيعته الذين قاتلوا معه عدوه كانوا مع سائر المسلمين يقدمون أبا بكر.

إلا طائفة غلت فيه كالتي ادعت فيه الإلهية، وهؤلاء حرقهم علي بالنار.

وطائفة كانت تسب أبا بكر ، وكان رأسهم عبد الله بن سبأ ، فلما بلغ عليا ذلك طلب قتله فهرب.

وطائفة كانت تفضله على أبي بكر وعمر ، قال : لا يبلغني عن أحد منكم أنه فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري .

وقد روي عن علي من نحو ثمانين وجها وأكثر أنه قال على منبر الكوفة : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر .

وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره عن محمد بن الحنفية قال قلت لأبي : يا أبت من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقال : يا بني أوما تعرف ؟

فقلت : لا ، فقال : أبو بكر.

قلت : ثم من ؟

قال : ثم عمر ، وهذا يقوله لابنه الذي لا يتقيه ولخاصته ، ويهدد بعقوبة من يفضله عليهما .

وقد كان يتمنى أن يلقى الله بعمل عمر رضي الله عنه ففي الصحيحين : عن ابن عباس قال : وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع ، وأنا فيهم ، فلم يرعني إلا رجل قد أخذ بمنكبي من ورائي ، فالتفت فإذا هو علي وترحم على عمر ، وقال : ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله عز وجل بعمله منك ، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وذلك أني كنت كثيرا ما أسمع النبي صلى الله عليه وسلم { يقول : جئت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر } ، فإن كنت أرجو أو أظن أن يجعلك الله معهما .

وأتبرأ ممن يدعي أنه من شيعة علي رضي الله عنه ولكنه يجيز نكاح المتعة الذي ثبت تحريمه عن علي رضي الله عنه فعن الحسن وعبد الله ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة يوم خيبر وعن لحوم الحمر الأهلية.

هذه بعض العقائد التي كان يعتقدها علي رضي الله عنه، والتي يجب على كل من ادعى أنه من شيعته أن يوافقه عليها، أو يثبت بالدليل الصحيح وبالسند المتصل إلى علي رضي الله عنه أنه كان يعتقد خلافها.

وأعتقد أن أشد الناس عداوة لعلي رضي الله عنه هم الذين زعموا أنهم من شيعته ولكنهم اعتقدوا معتقدات باطلة تخالف ما كان يعتقده علي وآل البيت ثم زعموا أنه هذه العقائد هي عقائد آل البيت.

فهؤلاء هم أكثر الناس إساءة لآل البيت وعداوة لهم وتشويه لسيرته

د.محمد البراك