تعود الحياة إلى الملاعب الانكليزية ابتداء من السبت مع انطلاق المرحلة الأولى من الدوري الممتاز الذي يطرح مع صفارة البداية سؤالا أوحدا, هل سيستطيع الثلاثي مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال الوقوف حائلا بين تشلسي وبين اللقب الثالث على التوالي والرابع في مسيرة الفريق اللندني.
سيكون من الصعب جدا الإجابة بنعم، لان تشلسي يبدو أكثر من أي وقت مضى، مرشحا للظفر باللقب بعد أن نشط على ساحة الانتقالات عقب انتهاء الموسم الماضي، بخطفه خدمات احد ابرز المهاجمين في العالم قائد المنتخب الأوكراني اندريه شفتشنكو نجم نادي ميلان الايطالي الذي قاد منتخب بلاده إلى دور الربع نهائي من مونديال المانيا في أول مشاركة لها في النهائيات.
كما عزز تشلسي خط وسطه بقائد المنتخب الألماني وصانع ألعابه ميكايل بالاك القادم من بايرن ميونيخ، وتعاقد مع نجم فينوورد الهولندي العاجي سالومون كالو، وحصل على خدمات النيجيري الشاب جون أوبي ميكيل، بعدما توصل الفريق اللندني إلى تسوية مالية مع وصيفه مانشستر يونايتد بعد نزاع طويل بين الطرفين.
حيث اقتضى الاتفاق على أن يدفع تشلسي مبلغ 30 مليون دولار، ثمنا لميكيل (18 عاما)، فيحصل مانشستر على 22.5 مليون وفريقه السابق لين أوسلو النرويجي على 7.5 مليون دولار.
وفي المقابل تخلى تشلسي عن قائد المنتخب الأيسلندي ايدور غوديونسون لمصلحة برشلونة الاسباني والايرلندي داميان داف، الذي تحول إلى نيوكاسيل يونايتد والاسباني اسير دل هورنو الذي عاد إلى بلاده للعب مع فالينسيا، فيما أعار الفريق اللندني مهاجمه الأرجنتيني المميز هرنان كريسبو إلى انتر ميلان الايطالي.
وبحسب المعطيات الفنية سيكون تشلسي بقيادة مدربه البرتغالي المحنك جوزيه مورينيو، الذي يعود إليه الفضل الأكبر في عودة تشلسي إلى ساحة الألقاب المحلية عام 2005، بعد غياب عن لقب الدوري دام خمسين عاما.
مورينيو والحلم الأوروبي
وسيكون تركيز مورينيو هذا الموسم أكثر من سابقيه على مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعدما اخفق تشلسي في العامين الماضيين في فرض نفسه بين كبار القارة العجوز، فخرج الموسم الماضي من دور الثمن نهائي على يد برشلونة الذي توج لاحقا باللقب على حساب ارسنال.
في حين خرج في الموسم الذي سبقه على يد مواطنه ليفربول في نصف النهائي قبل أن يتوج الأخير بطلا للمسابقة على حساب ميلان الايطالي في مباراة دراماتيكية تخلف فيها الفريق الإنكليزي بثلاثة أهداف، قبل أن يدرك التعادل ويفوز بركلات الترجيح.
ولم تكن بداية الموسم الكروي بالنسبة لتشلسي مشرقة كثيرا، إذ خسر الأحد الماضي أمام ليفربول في مسابقة الدرع الخيرية، التي تسبق انطلاق الدوري الممتاز بنتيجة(2-1)، وكان صاحب هدف الفريق اللندني الوحيد شفتشنكو الذي افتتح سجله التسجيلي في موطنه الكروي الجديد بعد أن أبدع مع ميلان وأرعب حراس الكالتشيو.
وتعرض تشلسي في هذه المباراة إلى ضربة قوية، بإصابة نجمه الجديد بالاك الذي غاب عن مباراة بلاده الودية مع السويد، الأربعاء الماضي والتي انتهت بفوز الفريق الأول بثلاثية نظيفة، وهو قد لا يشارك في مباراة بعد الأحد أمام مانشستر سيتي على ملعب "ستامفورد بريدج".
كما سيفتقد تشلسي إلى حارسه العملاق التشيكي بيتر تشيك الذي سيعاود تمارينه اعتبارا من الأسبوع المقبل بعد أن خضع لعملية جراحية في كتفه بعد المونديال. حيث سيشارك مكانه الحارس الايطالي كارلو كودوتشيني، كما فعل أمام ليفربول في الدرع الخيرية.
كذلك سيفتقد تشلسي جهود لاعب وسطه الدولي جو كول الذي تعرض لإصابة خلال جولة الفريق اللندني في الولايات المتحدة، ولم تحدد الفترة التي سيعود بعدها إلى الملاعب، إلا أن مساعد المدرب ستيف كلارك، أكد أن كول يتعافى بشكل سريع من هذه الإصابة، خلافا للتوقعات الأولية التي رجحت غيابه عن الملاعب حتى كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وأعرب مورينيو عن أمله في تعزيز خط دفاع الفريق بمدافعين إضافيين لأنه بحاجة إلى ذلك لكي يصبح كاملا، مضيفاً أن الفريق يعاني من فراغ في خط الدفاع، ويمتلك مدافعا واحدا على الجهة اليسرى وهو بحاجة إلى آخر.
ليفربول العنيد
أما بالنسبة لمنافسي تشلسي على اللقب، فيبدو أن ليفربول سيكون الخصم الأعند في هذا الموسم بعدما وجه له الضربة الأولى في مباراة الدرع الخيرية.
ونشط ليفربول على ساحة الانتقالات أيضا فحصل على خدمات الجنوب إفريقي من أصل تشيلي مارك غونزاليز من الفريق الباسيتي الاسباني (درجة ثانية)، وحقق الأخير بداية مميزة بعد أن أهدى فريقه هدف الفوز على ماكابي حيفا الإسرائيلي (2-1) في ذهاب الدور التمهيدي الثالث من دوري أبطال أوروبا، بعدما كان الوافد الجديد من بلاكبيرن الويلزي غريغ بيلامي قد عادل النتيجة.
وعزز مدرب ليفربول الاسباني رافاييل بينيتز صفوف فريقه بلاعب الوسط جيرماين بينانت المنتقل من برمنغهام والدنماركي دانيال ايغير القادم من بروندبي والبرازيلي فابيو اوريليو القادم من فالينسيا الاسباني.
وكان أخر المنتقلين إلى ليفربول المهاجم الدولي الهولندي ديرك كويت الذي وقع عقدا انتقل بموجبه من فينوورد الهولندي إلى الفريق الانكليزي ليلعب إلى جانب المهاجم العملاق بيتر كراوتش الذي قدم بداية مميزة بتسجيله هدف الفوز على تشلسي الأحد الماضي، كما سجل هدفين مع منتخب بلاده في المباراة الدولية الودية أمام اليونان بطلة أوروبا والتي انتهت بأربع أهداف دون رد الأربعاء في "اولدترافورد".
وسيعوض كويت رحيل المهاجمين الفرنسي جبريل سيسيه إلى مواطنه مرسيليا والاسباني فرناندو موريانتيس الذي انتقل إلى مواطنه فالينسيا, وسيبدأ ليفربول حملته نحو اللقب الأول في الدوري الممتاز منذ عام 1990 السبت خارج قواعده أمام الوافد الجديد إلى دوري الأضواء شيفيلد يونايتد.
الشياطين الحمر واللقب الضائع
أما بالنسبة لمانشستر يونايتد وصيف البطل ومدربه الاسكتلندي اليكس فيرغوسون، فتبدو الأمور غامضة نسبيا إذ أبقى فريق "الشياطين الحمر" على تشكيلته ولم يتعاقد إلا مع لاعب وسط المنتخب ونادي توتنهام، مايكل كاريك مقابل نحو 28 مليون يورو. وسيرتدي كاريك القميص رقم 16 مع "الشياطين الحمر" وهو الرقم الذي حمله قائد الفريق سابقا روي كين الذي ترك مانشستر منتصف الموسم الفائت.
وسيفتقد مانشستر يونايتد إلى عنصر أساسي في خط الهجوم برحيل هدافه الفذ الدولي الهولندي رود فان نيستلروي، إلى ريال مدريد الاسباني واضعا خلفه خلافته مع فيرغوسون الذي أجلسه لأوقات طويلة على مقاعد الاحتياط الموسم الماضي.
وسيكون مركز ثقل مانشستر مهاجمه الدولي واين روني والجناح البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي قرر البقاء مع مانشستر، رغم الضغوطات التي سيواجهها على خلفية تورطه بطرد زميله روني خلال مواجهة منتخبي بلادهما في مونديال المانيا.
ويبدو أن فيرغوسون الذي سيعول في الخط الأمامي على الفرنسي لويس ساها أيضا والعائد من الإصابة النرويجي أولي غونار سولسكيار، يسعى جاهدا للحصول على خدمات الدولي الانكليزي اوين هارغريفز لاعب وسط بايرن ميونيخ الذي أبدى رغبته في الانتقال إلى مانشستر.
فيما أشارت الصحف الألمانية أن الأخير مستعد لدفع مبلغ تتراوح قيمته ما بين 20 و25 مليون يورو للحصول على خدمات هذا اللاعب الذي ينتهي عقده مع الفريق البافاري عام 2010.
عين ارسنال على اللقب
وسيكون الطرف الرابع في المنافسة على اللقب ارسنال اللندني، وصيف بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا ورابع الموسم الماضي، بقيادة المدرب الفرنسي المحنك أرسين فينغر الذي يعتمد بشكل أساسي على مواطنه الرائع تييري هنري هداف الدوري ووصيف بطل مونديال المانيا مع منتخب بلاده.
كما تعاقد فينغر مع صانع العاب فريق دورتموند الألماني الدولي التشيكي توماس روسيكي، إلا انه في المقابل خسر خدمات مواطنه روبير بيريس الذي انتقل إلى فيا ريال الاسباني ومدافعه المخضرم سول كامبل الذي تحول إلى بورتسموث.
ويبدو أن ارسنال في طريقه لخسارة جهود نجمين آخرين هما الاسباني خوسيه انطونيو ريس الذي أبدى رغبته في الانتقال إلى ريال مدريد، والمدافع اشلي كول الذي أعلن انه لا يريد الاستمرار مع ارسنال ومدربه فينغر.
وسيفتتح ارسنال موسمه الجديد على ملعبه الجديد "إستاد الإمارات" الذي يتسع لنحو60 ألف متفرج، أمام أستون فيلا، بغياب لاعبه الدولي السويسري فيليب سنديروس الذي أصيب بخلع في كتفه خلال مونديال المانيا وسيغيب عن الملاعب لمدة شهرين إضافيين على الأقل.
ويخشى فينغر ألا يتعافى سنديروس (21 عاما) قبل تشرين الأول/أكتوبر القادم، خصوصا أن كامبل قرر ترك النادي ويوهان دجورو وغايل كليشي مصابين أيضا.
تنافس على المراكز المتقدمه
أما بالنسبة للأندية الأخرى فيبدو توتنهام الذي تنافس مع ارسنال على المركز الرابع حتى المرحلة الأخيرة قبل أن يخسره لحساب الأخير، من الفرق التي يمكن أن تحقق المفاجأة.
وهو تعاقد مع الدولي البلغاري ديميتار برباتوف (25 عاما) مهاجم بايرليفركوزن الألماني مقابل حوالي 16 مليون يورو، والذي كان قد حل ثانيا على لائحة ترتيب الهدافين في الدوري الألماني برصيد 21 هدفا في 34 مباراة، كما أن له سجلا رائعا على الصعيد الدولي حيث سجل 31 هدفا في 50 مباراة مع منتخب بلاده.
وفي المقابل تخلى توتنهام عن الدولي المصري احمد حسام "ميدو"، الذي عاد إلى روما الايطالي وعن كاريك إلى مانشستر يونايتد. ويلعب توتنهام السبت خارج أرضه أمام بولتون.
وفي باقي المباريات يواجه نيوكاسيل سادس الموسم الماضي مع فريق ويغان، ويفتقد الأول لجهود مهاجمه مايكل اوين الذي أصيب خلال المونديال حتى نهاية الموسم بحسب ما أعلنه مدرب الفريق غلين رودر الخميس، فيما يلعب ايفرتون مع واتفورد، وبورتسموث مع بلاكبيرن خامس الموسم الماضي، وريدينغ الوافد الجديد إلى دوري الأضواء مع ميدلزبره، ووست هام مع تشارلتون.