ظهرت الاشتراكية كما الشيوعية كأيديولوجيات لتموت قبل أن تعيش ويحكم بفنائهما وهم انبثقا كردة فعل عن الإقطاعية "الملكية" والتي تُعنى بالسيد و العبد أو من يملك من يُمتلك لتظهر تواليا الرأس مالية لتعلن تحرر رأس المال ..

كل تلك الأفكار قادتهن الثورات الشعبية لتخلص من قيود الملكية و الأحقية بالعيش الرغيد و تحسين المعيشة الاجتماعية و الظروف البيئية فالأرض ملك للجميع وهباتها من خيرات ليس مقصورة على عينة من الناس تتميز "بدم" معين أو بطبقة يشار إليها بـ" المخملية" فمثل هذه الأمور جعلت من الرأس مالية بديل عن كل فكرة سابقة و التي تلاشت و انحصرت حتى وئِدت ..

كبرت تلك الرأس حتى تمددت في العِظم و امتدت لتكون عالمية فكونية و هي في حقيقة الأمر ليست سواء غطاء أو عباءة أنيقة "للإقطاعية" الملكية فثلة من البشر لا يتجاوزن المئات هم من يحكمون عالم يتسع ليحمل بين طياته عدد 6,5 مليار نسمة في الوقت الراهن و التي تشير إليها المصادر بتقدير زيادة 40% عام 2050 ليقفز هذا الرقم إلى 9,1 مليار نسمة ...

إذاً لا زلنا في عصر الرق لم نبرحه و لم نمضي قدما عنه بل زاد الأمر سوء فثروة كثروت "بيل جيتس و الذي يربح كل ثانية 250 دولار، يعني 20 مليون دولار في اليوم، يعني حوالي ثمانية مليار دولار في السنة. لو خسر أو صرف ألف دولار فلن يؤثر فيه، لأنه سيعوضه خلال أربع ثواني. لو بيل جيتس سدد ديون الأمم المتحدة بنفسه، سيسددها في أقل من عشر سنوات، مع العلم بأن ديونها تبلغ خمسة ونص تريليون دولار لو أعطى كل واحد على الكرة الأرضية 15 دولار .. سيتبقى معه 5 مليون دولار. - لو بيل جيتس دولة، كان ترتيبه ال 36 بين الدول في الثراء . - مايكل جوردان (لاعب السلة وأحد أغنياء أمريكا) لو لم يشرب ولم يأكل، واحتفظ براتبه السنوي الذي يبلغ 30 مليون دولار فسيكون عنده ثروة بيل جيتس بعد 277 سنة. - لو حولت ثروة بيل جيتس لفئة الدولار فيمكنك أن تفرشها من الأرض للقمر 14 مرة، وستستخدم لذلك 713 طائرة بوينج لنقل النقود. - لو مستخدمي ويندوز في العالم كله أخذوا دولار واحد من مايكروسوفت في كل مرة الكمبيوتر يعلّق. فإن بيل جيتس سيكون مفلساً بعد 3 سنوات!!! - في أواخر 1975، بنيت مايكروسفت من حلم هو مجرد وجود جهاز كومبيتر على كل مكتب وفي كل منزل". تحقق الحلم في مشارف عام 2005 واحتفل "بيل غتس" بمرور 30 سنه على ولادة مايكروسوفت و تحت لوائه 57.086 موظفا ليكون الإقطاعي الأبرز بين نظرائه الغربيين ..

و يحتل المرتبة الخامسة حسب إحصائيات مجلة "فوربس" لعام 2005 و الذي لا أريد و لن اذكر اسمه و كما اعتقد بأن الكل يعرفه وصاحب الإجابة الشهيرة حين سئل عن حجم ما يمتلك قائلا " أتريد قبل السؤال أم أثنائه أم بعده " برصيد 37.7 مليار و هذا الرقم حتى الساعة لا يمكن التنبؤ الدقيق لما سيكون قبل أو أثناء أو بعد كتابة هذا المقال ..

و من المُفارقات المبهرة حين انجرفت إلى عالم حيتان العالم "الأقطاعين" و المخزية في نفس الوقت مروري بقائمة المتبرعين العشرين فلم أجد بينهم لا حوت و لا اخطبوط عربي و هو ما جعلني انحرف عن الموضوع الرئيسي لألج بوابة المقارنات بين الغرب و المتمثل في "بيل جيتس" و الشرق العربي في " ...... .. ...." فالأول كون من خلال علم ومعرفة يتمتع بها في مجال العلوم و الرياضيات الثروة و الآخر لازلت أجهل المصدر الأول حقق حلم راوده بأن يجعل في كل بيت كمبيوتر و الثاني كذلك أجهل ما حققه للبشرية غير انتفاخ حقائبه الاستثمارية الأول أحتل المركز الثاني بعد أن كان الأول من قائمة العشرين الأكثر تبرعا و التي يحتل مركزها الأول "جوردون أي مور" فـ " بيل جتس" تبرع بما يقدر إلى أكثر من نصف ثروته "في مجالات الصحة و التعليم و المكتبات" أما الثاني فلا زلت أجهل ...

تمعن سريع لتصريحين ضمن المقارنات "بيل جتس " يقول "هل عالم الاثرياء واع كيف يعيش 4 أو 6 مليارات من البشر؟ ان كان واعيا، فعلى الاغنياء التدخل وتقديم المساعدة لهم" وقد ترجم بيل غيتس قوله عام 1994 عندما أسس جيتس"مؤسسة بيل ومليندا الخيرية" وقدمت المؤسسة المساعدات للأقليات في العالم وشعوب العالم الثالث في مكافحة الأمراض مثل الايدز." و الثاني حين اكتفى بأن يقول " أتريد قبل السؤال أم أثنائه أم بعده " لأدركنا جيدا بأن حيتان العالم الغربي من "الاقطاعين"يتمتعون بالإنسانية و الشعور بها من خلال تطبيقاتهم و ترجمة الأقوال في مصالح البشرية و الإحسان و يبقى نظرائهم من العرب في مستنقع تجاهل العالم ..

الإقطاعية الملكية لم تختفي من العالم بل ولدت بشكل مغاير لما كانت عليه وبصفه شرعية تحت عباءة أو شماعة الرأس مالية فالقلة هي من تحكم العالم و تبقى البقية لاهثتا خلف لقمة العيش إمبراطوريات "الإقطاعيين" تظلل بأجنحتها على العالم و يبقى العبيد في الظل ملتمسين لبعضٍ من فُتات النور المهمل من الحيتان ليتنازعوا عليه ..

ملاحظة : جميع الأرقام و الإحصائيات لمن أراد الرجوع إليها في موقعين الأول : ويكيبيديا الموسوعة الحرة و الثاني موقع العربية ..

الهارف