:: راؤول نجم اسبانيا يسعى للتألق .. ::
بسم الله الرحمن الرحيم..
راؤول مهاجم منتخب اسبانيا لكرة القدم على الاحتفال بتسجيله أي هدف بأن يطبع قبلة على خاتم الزواج الخاص به.. إلا ان الأمر اختلف هذه المرة إذ ركض نحو الراية الركنية حيث تجمع مشجعون اسبان وطفق يربت على صدره وهو يشير الى قميصه الأحمر.
وبعد لحظات تكأكأ جميع لاعبي الفريق باستثناء حارس المرمى على قائد الفريق.. انها المرة الثانية فقط التي يحرز فيها هدفا منذ اكتوبر تشرين الاول الماضي.
والهدف الذي جاء من هجمة مرتدة وبذل خلاله مجهودا خرافيا كالعادة لاقتناص الكرة قبل ان يودعها شباك الخصم هو الذي أفسد تقدم المنتخب التونسي المبكر وأعاد الثقة الى فريق أفلس في الفكر الكروي على نحو يمكنه من كسر شوكة القوة البدنية للاعبي الفريق التونسي.
وباشر الفريق الاسباني مهمة اختراق خط دفاع منتخب تونس وانتهى الأمر بهدفين متأخرين لفرناندو توريس ليفوز الفريق 3-1 على تونس يوم الاثنين الماضي في شتوتجارت ضمن منافسات المجموعة الثامنة.
ولم يكن الأمر مفاجأة إلا ان الاحداث تنبيء بالكثير عن ورطة لاعب ظل لفترة طويلة هو تميمة الفريق الاسباني.. وكان هذا الهدف يعني الكثير.
منذ ثلاث سنوات أشاد اليكس فيرجوسون المدير الفني لمانشستر يونايتد بمهاجم ريال مدريد الاسباني ووصفه بانه أبرع لاعبي العالم بعد ان سجل اللاعب هدفين في المباراة التي فاز الفريق 3-1 في لقاء الذهاب من دور الثمانية في دوري الابطال الاوروبي أمام مانشستر في مدريد.
وقال "يشتري ريال مدريد هؤلاء اللاعبين العظام أمثال فيجو وزين الدين زيدان ورونالدو الا انني اعتقد ان ابرع لاعب في العالم هو راؤول." واضاف "أتمنى الا يعشق السفر."
ومن قبيل المفارقة ان إصابة راؤول بالتهاب حاد في الزائدة الدودية ابعدت الاسباني عن المشاركة في لقاء العودة ومنذ ذلك الحين ومستوى اللاعب في تدهور.
وسجل راؤول 16 هدفا في الدوري في ذاك الموسم وستة في البطولة الاوروبية وفي المشوار التالي أحرز 11 هدفا ثم تراجع العدد الى تسعة ثم الى خمسة.
ولم يذق ريال مدريد طعم البطولات الاوروبية منذ عام 2003 وجرى تهميش اللاعب بصورة متزايدة في النادي فيما احتل لاعبون اجانب على غرار رونالدو وديفيد بيكام وروبينهو عناوين الصحف الرئيسية وهوت لياقة راؤول بشكل مخيف.
وابتعد راؤول أكثر وأكثر عن مرمى الخصم ومن المتوقع ان تسند اليه مهام في خط الوسط بدلا من خط الهجوم وفقد راؤول بريقه وبصيرته النافذة وتلقائيته.
وكسر راؤول الرقم القياسي لعدد الأهداف في البطولات الاوروبية المسجل باسم الفريدو دي ستيفانو بان سجل هدفه الاوروبي رقم 51 في مستهل الموسم الماضي الا انه سرعان ما حطم هذا الرقم القياسي الالة الجهنمية المتمثلة في اللاعب الاوكراني اندريه شيفشينكو.
الا انه لايزال هناك المنفذ الخاص باللعب للمنتخب القومي بيد ان ذلك تهدد بالخطر أيضا جراء إصابة خطيرة في الركبة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي بعد ان أخطأ في تصويب كرة في المباراة التي فاز فيها برشلونة على ريال مدريد 3-صفر في مدريد.
وبدلا من اللجوء الى الاجراء العادي الخاص بأن تجرى له عملية جراحية وبما يترتب عليه من احتمال المخاطرة بالغياب عن نهائيات كأس العالم قرر راؤول الركون الى حل آخر الا وهو العلاج التحفظي على أمل الشفاء السريع.
وآتت هذه المقامرة بثمارها وعاد الى ارض الملعب بعد ثلاثة اشهر على الرغم من عدم تألقه. وظل معظم فترات الموسم الماضي على اريكة الاحتياطي لدى ريال مدريد وظل مكانه بين صفوف المنتخب الاسباني محل شك فيما ثار جدل قومي في هذا الصدد.
وعلى الرغم من انه سيكمل عامه التاسع والعشرين في اواخر الشهر الجاري الا ان منتقديه يرون ان مستواه كمحترف ينحدر باستمرار.
ويقولون ان المسألة ليست مسألة سن وقال صديقه وزميله في الفريق فرناندو اييرو ان اللاعب يشبه السيارة الفيراري فالعبرة ليس بعمرها وانما بعدد الكيلومترات التي قطعتها المركبة.
وشارك راؤول في 12 موسما كرويا ولديه مجموعة من الميداليات منها ثلاثة في بطولات اوروبية واربعة في بطولات دوري محلية واثنتان في نهائيات كاس العالم وهو الانجاز الذي يطمح اليه معظم اللاعبين وهم ينهون حياتهم الرياضية.
وأحرز لقب هداف كأس اوروبا والدوري الاسباني مرتين وهو هداف اسبانيا بلا منازع وله 44 هدفا في 97 مباراة ونفس الانجاز في كاس العالم برصيد خمسة اهداف.
الا ان عشاقه ومنهم لويس اراجونيس مدرب منتخب اسبانيا يرون انه لايزال في جعبته الكثير ليس كلاعب فقط بل فيما يتعلق بقيادته للفريق.
ولم يحقق راؤول في الاونة الاخيرة انجازات دولية لاسبانيا فيما برهن الهدف الذي سجله في مرمى تونس على انه لايزال قادرا على حسم نتائج المباريات.
وفيما تضع اسبانيا امالا كبارا على الرجل غمغم راؤول قائلا لصحفي قبل مباراة تونس "لست في حالة يرثى لها مثلما يريد البعض ان يصور الامر.
الوضع العادي
