09/06/2006, 03:19 PM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
| |
تبرعوا للشمراني ليشاهد كأس العالم أتعاطف كثيرا مع من يكتب مقالا يعاتب به المسئولين في رعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم على تجاهلهم له حين يأتي الحصاد السنوي ، فلا ترسل له دعوة لمتابعة كأس العالم ، ولا يضم إلى لجنة تأسيسية لأي اتحاد ، وبالأخص مع ما حدث للكاتب الأهلاوي أحمد الشمراني ، الذي خذل حين لم يضم للجنة المؤسسة لاتحاد الإعلام الرياضي ، وخذل مرة أخرى حين لم ترسل له دعوة لمشاهدة كأس العالم من ألمانيا مباشرة "وترك وحيدا مع القناة التي لا يحبها ، لكنه سيجبر على متابعتها" ، هكذا كتب أمس معاتبا "الدعوات محجوزة" .
الحق يقال : ما كتبه الشمراني طوال العام ، يؤهله أن يكون من ضمن المؤسسين لاتحاد الإعلام الرياضي ، وضمن المدعوين لحضور كأس العالم ، فهو أشاد بإخلاص طوال العام الماضي والأعوام التي قبل الماضي ، ومدح المسئولين أكثر من اللازم ، ومع هذا لم يحصد سوى خطاب شكر فقط .
ولأني متعاطف معه ، ولأني لست رجل أعمال ، أتمنى من القراء التبرع للأخ الشمراني ، وهذا التبرع سيجعل الشمراني يكف عن كتابة مقالات الإشادة بالمسئولين ، وسيكتب للقراء ، فهو نبيل لا ينسى المعروف .
رغم تعاطفي مع الكتاب والشمراني والمراسلين المنتظرين للدعوات ، أرى الدعوات ما هي إلا تحويل الكاتب والصحفي من شخص مستقل تابع لمبادئه ولأخلاقيات المهنة ولجريدته ، إلى شخص تابع للبعثة التي من المفترض أن ينقل أخبارها بحيادية وبمصداقية .
هذا التحويل أحيانا يأتي على شكل دعوات للكتاب تحديدا ، وفي أحايين كثيرة تحت مسمى مصطلح "الصحفيون المرافقون" ، وهؤلاء ترسلهم الصحف من أجل تغطية حدث ما ، وتقدم لهم انتدابات لتغطية مصاريفهم ، والبعثة تقدم لهم سكنا مجانيا ومصروف جيب أو ما يسمى بالعامية "شرهة" .
"والشرهة" مصطلح ملتبس التفسير ، ولكن يمكن لنا تعريفه بأنه إعطاء مبلغ من المال نظير خدمات قدمت دون اتفاق مسبق على مبلغ محدد ، يمكن أيضا تفسيره بـ إعطاء مبلغ من المال نظير خدمات ستقدم في المستقبل ، والذي يلخصها المثل "أطعم الفم تستحي العين" .
سئل المفكر الأمريكي "نعوم تشومسكي" عن رأيه بـ "الصحفيون المرافقون" ، فقال : "ما من صحفي نزيه يجب أن يكون راغبا في أن يصف نفسه بهذا الوصف" .
وهذا ينطبق على الصحفي الأمريكي لأن المجتمع هناك لديه قانون تضارب المصالح ، بيد أننا لا يمكن لنا تطبيقها على الصحفي السعودي ، فمصطلح "الشرهة" لا يرفضه المجتمع ويقبل به ويراه مباحا ، مع أن هذه "الشرهة" وبلا قصد تحول الصحفي من باحث عن الحقيقة إلى مسئول دعاية وإعلان ، يروج للبعثة .
لهذا لا يحق لنا أن نشكك بأخلاقيات الصحفي حين يقوم بشيء يقبله المجتمع ، لكننا نطالب المجتمع بأن يعيد النظر في قراءة أخلاقيات المهن ، عله يعلن أن "الشرهة" رجس فاجتنبوها . [email protected] |