السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ثمة أربع أمور طرحت هنا .
ما الذي بينك وبين الشمراني ، وصفي حساباتك بعيدا .
هذا المنتدى للهلال ولا يعنيه ما يحدث في الوطن طالما القضية لا تعني الهلال .
متى يتم النقد وأين الحكمة في تحديد النقد ؟
الأمر الرابع وهو الأهم لهذا سأتركه في الأخير لأن هذا الأمر الرابع هو من هز الكثير .
ما الذي بينك وبينك الشمراني ؟
هذه كثيرا ما تقال حين يوجه نقد لشخص ما ، فالبعض يرى أن النقد لابد أن يطال الأعداء ، هذا ما أكده البعض حين طالب أن يكون النقد موجه لعدوهم عدنان جستنية ، مع أنه يمكن لك أن تغير الأسماء ولن يختلف النقد ، لكن جستنية لم يعلن عن حزنه لعدم ترشيحه للجنة المؤسسة لاتحاد الإعلام الرياضي ولا إلى من ذهبت الدعوات ، بيد أن الشمراني أعلن أنه سيقبل بهذا ، لهذا كان هو النموذج .
وهذا يؤكد الخلط عند البعض بين النقد وبين التهجم ، النقد يا أعزائي يجب أن يكون للصديق ، ليصحح الأمور وليس للعدو ، لأن أخطاء العدو تفيدنا ، فيما الصديق يضرنا خطأه ، لهذا القضية ليست ما الذي بيني وبين الشخص ، بل هل النقد صحيح أم لا ، ولكن ولأن البعض يخلط بين النقد والتهجم ، طالب برأس عدنان وليس رأس الشمراني .
هذا المنتدى للهلاليين فقط .
للأسف إلى الآن مازال يحكمنا الفكر القبلي ، والذي هو ضد المدنية أو ضد فكرة الدولة ، لهذا بدا الوطن خارج منضومة الفرد ، لأن الانتماء للقبيلة والنادي أكبر من الانتماء للوطن .
وأظن الجميع يرى كيف جماهير النصر غير مكترث بالمنتخب لأن لاعبيه لا يمثلوا المنتخب ، والهلاليون مارسوا نفس الدور حين كان جل لاعبي المنتخب من النصر ، والاتحاد والاهلي لعبوا نفس الدور .
وأظن الجميع يعرف أنه في وقت ما حاولت وزارة التربية والتعليم تدريس مادة الوطنية ، وهذا دليل على أن لدى الفرد ضعف في الانتماء .
ولكن للأسف لم يعرفوا ما الذي يقدموه للطالب ، لأن مسألة الانتماء للوطن أو فك القبيلة لن يأتِ من خلال تدريس ، بل من خلال إصلاح الخدمات ، و الوعي .
الإنسان لديه ثلاث متطلابات أساسية ويبحث عنها ليستوطن أي مكان ، هذه الأولويات هي (الأمن ـ الصحة ـ الغذاء) .
وحين يعرف الإنسان أن الوطن سيحقق له الأمن أكثر من القبيلة وأن المدنية وعاء أكبر يمكن له أن يحقق لك الأمن أكثر من القبيلة سيتخلى عن الفكر القبلي ، ولكن متى يحدث هذا ؟
حين لا يحتاج الإنسان إلى معرفة في أي دائرة حكومة ، ويمكن له أن ينجز أمره دون أن يبحث عن قريب أو صديق ، وحين يقدم على أمر ولا يتم تقديم شخص آخر عنه وأن النظام يطبق على كل القبائل ، ستختفي القبلية تدريجيا .
الأمر الثالث وهو النقد ومتى يتم وأين الحكمة في النقد .
البعض يرى أن النقد يجب أن يكون بعد الحدث وأن نصمت الآن ، وهذا مع احترامي له تفكير غير صحيح ، لأن النقد بعد الحدث يسمى "نقد ساذج" ، لماذا هو كذلك ؟
تخيل أننا جميعا في مكان ما ، وهذا المكان به بابين أحدهما إن فتح سيسبب لنا مشكلة ، وحين قرر شخص ما فتح باب من خلال المعطيات التي لدنيا ، ولم نفكر معه ولم ننقده وتركنها يقرر هو ، وفتح الباب الخطأ .
أظن حين يتم نقده سيكون هذا النقد ساذج أو غبي ، لأنه سيقول لنا : لماذا لم تنتقدني قبل فتح الباب وتركتني أتحمل المسئولية كاملة ، ثم جئت تنقدني بعد أن عرفنا جميعا أن هذا هو الباب الخطأ .
لست أدري هل وصلت فكرتي كما أراها أم لا ؟
اعتمد على ذكاء القارئ هنا .
نأتي للأمر الرابع وهو الأهم بالنسبة لي ..
الشرهة ..
هذه الكلمة هي ما أظن جعلت الكثير يثور غضبا وحنقا على الكاتب ، أما لماذا ؟
سأقتطع المقطع النهائي من المقال .
هنا مكمن الخلل ، المجتمع يبيح الشرهة ، وكل فرد يحللها لنفسه ويتهم الآخر بأنه مرتشي حين يأخذها ، وهذا خلل كبير في أخلاقيات المجتمع ، لهذا لم اتهم الصحفيين بأخلاقياتهم ، لأن المجتمع هو من يؤسس أخلاقيات الفرد ، وحين يبيح الشرهة ، ليس من حقه أن يتهم الأخر بأنه يأخذها .
لهذا نجد غالبية الصحفيين يأخذون الشرهة من باب أنها مباحة ، فحين يشره رئيس الاتحاد بعض الصحفيين الاتحاديين لا يروا في الأمر غضاضة لا هم ولا جماهيرهم ، لكن صحفيي الهلال وجماهيرة يثورون كثيرا ، ومعهم الأهلاويين فيما النصراويين محايدين .
وحين يحدث العكس ويشره رئيس الهلال صحفيي الهلال ، لا يرى الهلاليون ولا صحفييه في الأمر غضاضة فيما صحفي وجماهير النصر والاتحاد يضربون على وتر الرشوة .
أرأيتم كيف هي المبادئ تتبدل وتتغير في المجتمع ، وأن على المجتمع أن يحدد مبادئه ولا يترك الأمر عائما ، ويلغي كلمة شرهة ، لأن ما يقدم للصحافة ليس شرهة ، بل رشوة وعلى المجتمع أن يوضح هذا ، وحين يفعل المجتمع هذا يمكن لي أن اتهم الصحفي بأنه ليس نزيها ، ولكن طالما المجتمع قابل هذا ، فهذا يعني أن المجتمع هو من لم يجيد صناعة فرد لديه مبادئ قوية "أتكلم هنا على الغالبية وليس الكل" .
أخيرا ..
أظن ثلاث مقالات كافية لأن ابتعد قليلا ، حتى لا يتحول الغضب لكراهية ، ويصبح ما أكتبه لا قيمة له أبدا ، وسيظن البعض أنه صادر من حاقد .
ربما أعود مرة جديدة ولكن لا أعدكم أن أغير طريقة الكتابة ، فأنا أرى الكاتب أشبه بجراح في يده مشرط ، وعليه أن يكتشف أين يوجد الاحتقان في الجسد ، ليمزق هذا الاحتقان كي يخرج الصديد .
أعرف أن الجسد سيتألم وسيغضب ، ولكن بدون هذا التمزيق لن يبق الجسد حيا .
شكرا لكل من كتب حرفا هنا ، إن كان تأييد أو نقد أو حتى شتم ، فطلما قبل الإنسان أن يكشف عن أفكاره عليه أن يتحمل كل ما يكتب ، فالمجتمع مليء بمن يجيد النقد ، ومن عاش في الشارع أكثر من اللازم فأجاد الشتم .
شكرا أيضا لليوزرات التي تخرج فجأة ، فهي تؤكد لي أني قريب من الصواب ، لأن التخفي يعني أنه وعلى مستوى المنطق ليس لديك أي اعتراض على ما كتب ، لكنك لا تحب الكاتب وتود شتمه ، واليوزرات تحقق لك أهدافك ، في نفس الوقت تؤكد للكاتب أن ما كتبه قريب من الصواب .
كونوا بخير دائما ..
أخوكم أو صديقكم اللدود "أبو إبراهيم" .
تنويه : لم يناقش أحد قضية هل يحق لـ "الصحفيون المرافقون" أن يأخذوا انتداب من صحفهم ، في نفس الوقت يتم تسكينهم مجانا من قبل البعثة ويصرف لهم مكافئات ، أم لا ؟
.. أليس هذا أمر يثير الدهشة ؟