توأمة الهلال والعين جسدتها الروح والمثالية بين منسوبي الفريقين



جانب من لقاء الهلال والعين

كتب - فيصل العبدالكريم:
دائماً ما نفخر بالعلاقات التي تربط الرياضيين الخليجيين بين بعضهم البعض وخاصة في المحافل والتجمعات الرياضية سواء العربية او القارية حيث تجدهم في تجمعات مصغرة سواء كانوا إعلاميين أو لاعبين وذلك لتقارب اللهجات والعادات والتقاليد حتى يتبادر إلى الذهن أنهم أبناء وطن واحد.. وهم كذلك بالفعل، ولو بحث أي متتبع أيضاً داخل المحافل والبطولات الخليجية لوجد أن ترابط الرياضيين السعوديين بإخوانهم الإماراتيين هو الأكبر ولعدة اسباب لعل اهمها هو الإعلام الرياضي في البلدين حيث يعد الأقوى في المنطقة.. وهذا لا يلغي قوة العلاقة مع بقية الأخوة الخليجيين ولكن هذا الواقع.. بل وما يزيدنا فخراً ان المنافسات دائماً ما يكسوها التنافس الرياضي الشريف والبعد عن أية تصاريح أو انفعالات من الممكن ان تؤجج أو تفسد تلك العلاقة المتينة والطيبة بين أبناء العمومة في بلدان الخليج عموماً.. ومنذ أن ينتهي التنافس الرياضي يتجه الخاسر من فوره لتهنئة الفائز بقلب صادق ونية صافية مع غبطه.. ولعل احداث مباراة نادي الهلال الأخيرة مع شقيقه العين الإماراتي قبل أيام شاهد على ما أكتبه في هذه السطور وعلى ما رأيته بعيني في أرض الملعب حيث توجه الشيخ عبدالله بن محمد آل نهيان رئيس اللجنة التنفيذية بنادي العين إلى تهنئة شقيقه رئيس نادي الهلال الأمير محمد بن فيصل بل وبارك عبر وسائل الإعلام لنادي الهلال وتوجه بعد ذلك لغرفة اللاعبين لتقديم التهنئة لهم والأجمل ما قام به قبل المباراة حيث طالب جماهير الهلال بالحضور والمؤازرة لأنهم كعيناويين يحبون نادي الهلال، وقام كذلك إداري نادي العين بالاطمئنان على اصابة الكابتن سامي الجابر شخصياً بعد احتكاكه مع احد اللاعبين العيناويين.. وكذلك فعل الأمير محمد بن فيصل حيث توجه للاعبي العين وواساهم على الخسارة وتمنى لهم التوفيق في المرحلة المقبلة وأن تأهلهم أو تأهل الهلال يعني تأهل الفريقين فأي تصرفات اسمى وأنبل من هذه التصرفات.


أقول كل ذلك وأنا على ثقة تامة أن ما صدر من تعبيرات استفزازية من بعض أشقائنا الإعلاميين الإماراتيين والتي كانت محل استغراب الجميع هي نتيجة شعور بالحزن جراء الخسارة ليس أكثر.. ولن تفسد أبداً ما بناه المسوؤلون في رياضة البلدين حتى وإن كانت بعض التصاريح والكتابات من الإعلام تؤجج التعصب بل وصلت إلى الجماهير الرياضية في البلدين خاصة حول الأحقية باللقب الشهير الذي يطلق على نادي الهلال منذ سنوات عديدة (الزعيم).. وقال احد الزملاء الإعلاميين الاماراتيين بعد المباراة (السعودية لن تنام هذه الليلة بسبب فوز الهلال على الزعيم الآسيوي) وهذا قليل من كثير قيل بعد المباراة والذي أكاد أجزم بأن مسؤولي نادي العين يرفضون مثل هذه العبارات وأكبر دليل على ذلك هو تصاريحهم بعد المباراة.. وان كان الاخوة الإعلاميون الاماراتيين يرون ان العين هو الاحق بهذا اللقب كونه حصل على بطولة آسيوية فنستطيع الرد عليهم بنفس المنطق ونملك الحجج والبراهين على ما نقوله وهناك أندية آسيوية حازت على بطولة آسيوية (وحيدة) قبل ان يحققها العين بسنوات طويلة.. وان كانت السعودية لم تنم تلك الليلة كما قال الأخ مع انه لم يخرج من أرض الملعب بعد.. فذلك لأن أحد اندية الوطن حقق خطوة مهمة في مهمة وطنية تسجل باسم الوطن وليس كما قال لأنه فاز على زعيم آسيا (العين) فالهلال سبق وان حقق ست بطولات آسيوية وأندية سعودية اخرى حققت بطولات آسيوية وتأهلت لكأس العالم للأندية وهي النصر والهلال والاتحاد كذلك وهناك ايضاً اندية عربية اخرى حققت بطولات آسيوية ومنها الجيش السوري والفيصلي الاردني.. والمقصد هنا ليس التقليل من نادي العين الإماراتي الحبيب أو من إنجاز الأندية العربية الأخرى ولكن فقط لإثبات مقدرتنا على مقارعة الحجة بالحجة وأن رفضنا للسير في ركب هذه المهاترات لأننا نريد بالفعل استمرار هذه العلاقة الطيبة بين الرياضيين في البلدين وان الاختلاف على لقب لا يستحق كل هذا الجدل.. ونحن نعتب على إخواننا عتب المحب لأنهم بمحاولتهم استفزاز الجمهور الهلالي لن يجنوا أي ثمار فالجماهير ستبدأ في تصعيد القضية لأنها تنظر للقب كأحقية لفريقها كونه الأكثر تحقيقاً للبطولات محلياً وعربياً وآسيوياً.. ونحن كإعلاميين دورنا هو تقوية العلاقات ومد جسورها لا تأجيجها وشعل فتيلها بين جمهور الناديين لأسباب هي في نظر العقلاء بسيطة.. فالهلال والعين (عينان) في رأس وكلاهما كبير برجاله وجمهوره ولن يستطيع أبداً أي كان تشويه التوأمة (الهلالية العيناوية).

احم احم