خلف الصورة البراقة للكرة البرازيلية الفائزة بكأس العالم خمس مرات ومهارات رونالدينو الممتعة توجد صورة مختلفة تماما على المستوى المحلي.

إن واقع كرة القدم البرازيلية والصعوبات المالية والفوضى الإدارية والعنف في الملاعب وخارجها يجعل اللاعبين والمدربين يتحينون أي فرصة للسفر إلى الخارج حتى وإن جاءت العروض من جانب مناطق لا تحظى فيها كرة القدم بجاذبية كبيرة مثل أوكرانيا أو سويسرا أو تركيا أو الصين أو قطر.

وبعيدا عن سمعة كرة القدم البرازيلية المعروفة ببراعتها وأسلوبها الهجومي الجذاب على المستوى الدولي, فإن المباريات المحلية تعتبر من المباريات الأكثر عنفا في العالم حيث يحتسب في المباراة الواحدة في كثير من الأحيان نحو 60 مخالفة, وفي كل أسبوع تقريبا وأحيانا يوميا تظهر في المباريات المحلية في البرازيل
سيناريوهات من شبه المستحيل تقريبا تخيلها في أي مكان آخر.

من الأمثلة على ذلك, ما جرى في الآونة الأخيرة حين وقع شجار بين لاعبي فريق فلامنغو وشرطة مكافحة الشغب في ملعب ماراكانا في نفس اليوم الذي استفاد فيه فريقا كابوفرينسه ومادورييرا من تأخر وصول أحدهما إلى إحدى المباريات بشكل يكتنفه الغموض, وكان هذا آخر أيام مباريات التصفية الخاصة ببطولة كاريوكا وكان من المفترض أن تبدأ فيه جميع المباريات في وقت واحد, إلا أن مشكلات النقل التي قال مادورييرا إنها وقعت لفريقه خلال توجهه إلى كابو فريو تسببت في تأخير بدء المباراة لأكثر من نصف ساعة.

ونتيجة لذلك لعب مادورييرا ومنافسه كابوفرينسه النصف ساعة الأخيرة من مباراتهما وهما يعرفان أن التعادل يكفي لتأهلهما للدور قبل النهائي, ونتيجة لذلك وكما هو متوقع تقريبا انتهت المباراة بالتعادل بدون أهداف مع جنوح الفريقين إلى الهدوء وعدم السعي حثيثا إلى التسديد على المرمى.

وفي ملعب ماراكانا تحولت المباراة بين فلامنغو وفاسكو دا غاما إلى العنف وأدى اشتباك بين بعض اللاعبين إلى دخول شرطة مكافحة الشغب إلى ارض الملعب إضافة إلى صحفيين ومصورين ومسؤولين وغيرهم.

يستخدم الحكام خلال المباريات المحلية البطاقات الصفراء والحمراء بحذر شديد خشية تعرضهم للمساءلة بعد ذلك من جانب الهيئات المخولة بفحص المخالفات التي أدت إلى استخدام البطاقات في المباريات.

وتسمح الإجراءات لأي لاعب يتم إيقافه لمباراة واحدة نتيجة للطرد أن يتقدم باستئناف ضد الإيقاف وأن يواصل اللعب لحين النظر في الاستئناف.

وكان حارس مرمى فريق سانتوس فابيو كوستا آخر من استفاد من هذه الإجراءات بعدما أوقف لخمس مباريات بسبب ضربه لاعبا منافسا.

وتشهد بطولة دوري البرازيل لكرة القدم والتي تمتد ما بين أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول خروج الكثير من كبار لاعبيها خاصة خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز عندما يفتح باب الانتقالات في الأندية الأوروبية.

وقبل خوض مباريات الموسم المحلي في البرازيل يتعين على الفرق خوض الكثير من المباريات المحلية الأخرى على مستوى الولايات تأهبا للبطولة القومية, والمطالبة بتحقيق نجاح فوري يزيد من صعوبة مهمة المدرب الذي يستطيع أن يعرف أن أيامه في النادي باتت معدودة عندما يسمع هتافات مسيئة إليه في المدرجات.

في حين تكون نتيجة ذلك خسائر كبيرة في هذا المجال إذ تشهد البطولة في كل موسم ما يزيد عن 50 تغييرا في صفوف المدربين, وعلى سبيل المثال فان نادي فلومينيزي عين ثلاثة مدربين منذ انطلاق الموسم الحالي في يناير/كانون الثاني واستعان نادي أتليتيكو بارانينسه بستة مدربين منذ أبريل/ نيسان الماضي.

يعتبر زيكو مدربا لمنتخب اليابان حاليا وهو واحد من أفضل ما أنجبت ملاعب البرازيل بعد بيليه أنه لن يعود إلى العمل في بلاده في ظل الظروف الحالية, واقترح معاقبة المشجعين على الهتافات المسيئة للمدربين.

من جهته وصف بيليه كرة القدم بأنها اللعبة الجميلة, كما أن كل مشجعي كرة القدم في العالم تقريبا يتفقون على أن البرازيل قادرة على اللعب بأسلوب أكثر جمالا من أي فريق آخر في العالم, إلا أن ذلك يكون عادة في كأس العالم التي تختلف تماما عن المباريات المحلية لهذه اللعبة في البرازيل.

إقتباس يجعل اللاعبين والمدربين يتحينون أي فرصة للسفر إلى الخارج حتى وإن جاءت العروض من جانب مناطق لا تحظى فيها كرة القدم بجاذبية كبيرة مثل أوكرانيا أو سويسرا أو تركيا أو الصين أو قطر.

صح كلامك ولو كان العكس لما رأينا هذا الكم الهائل من اللاعبين يحترفون بالخارج
شكرا لك على هذا الموضوع