المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08/09/2001, 12:38 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 05/08/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 122
Arrow التحدي

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! التحدي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

في أحيان كثيرة تكون كلمة تحدي ناتجة عن شجاعة الشخص المدعي لها .. وتكون نتيجة مجادلة كلامية تختلف من شخص لآخر .. ويكون الانفعال وإثبات القوة هو الدافع لها .. ولكنها لا تعود إلى الخير في أغلب الأحوال .. لأنها عادة تنتج من عناد وإصرار على أمر ما وتدفع بصاحبها إلى الهلاك دون أن يدرك ما دفعه إلى ذلك هو التحدي .. هذا ما عرفه وأدركه (( عادل )) جيداً .. ولكن بعد فوات الأوان .
كان عادل شاباً لا يتجاوز العشرين من عمره .. نشأ وترعرع في بيت ثري كان الوحيد فيهم الذكر .. فقد جاء الدنيا بعد أربع أخوات .. وكان وحيد والديه .. عاش سنوات عمره التسعة عشر مدللاً مرفهاً سعيداً في حياته .. عرف نعمة الحياة ولذتها تمرغ في نعمة المال .. حظي بثقة أمه وأبيه وحبه الكبير .. فقد كان يفاخر به ويثني عليه عند أصدقائه وجميع معارفه وأقاربه .. وحينما حصل على الثانوية العامة قال له : اسمع يا بني .. أنت وحيدي وأنا الحمد لله رجل أنعم الله عليَّ بالثراء الواسع والعمر يتقدم بي وأمنيتي في الحياة أن أراك تعمل إلى جانبي في التجارة لتعرفها على أصولها فهي أولاً وأخيراً ستكون لك بعد موتي ..
قال عادل : فأل الله ولا فألك يا أبي وأطال الله في عمرك ..
قاطعه قائلاً : دعني أكمل .. لقد رأيت يا عادل أن دخولك الجامعة لن يفيدك بشيء وأنت لن تعمل بشهادتك بعد حصولك عليها لأن شركاتي ستكون بانتظارك .. لذا قررت أن أختصر الطريق عليك وعليَّ .. ما رأيك ؟؟
أطرق عادل مفكراً للحظات ثم مضى يحدث نفسه ولما لا أوافق وأريح نفسي وأختصر الطريق على نفسي ففي النهاية سأكون سيد العمل وعليَّ أعرفه جيداً وأدرك حقائقه .. كما أن والدي سيكلفني بمهمات خارج الوطن وهذا يتيح لي فرصة السياحة والاستجمام بحرية كاملة ولمدة طويلة ..
لم تقل رأيك يا عادل ؟؟ أيقظه صوت والده من تأملاته .. أنا موافق يا أبي وهل أستطيع أن أخالف لك رأياً ؟؟
قال والده : بارك الله فيك يا بني .. فأنا لا تهمني غير مصلحتك .
قال عادل : أنا أعرف ذلك يا أبي .. وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك .
كانت موافقة عادل لأبيه أمنية عمره التي كانت يحلم بها .. مما زاد حبه له وثنائه عليه وتدليله حتى إنه كان يشتري له في كل عام سيارة جديدة .. دخل عادل مجال العمل .. وكثرت على إثر ذلك سفراته للداخل والخارج .. في أحد الأيام ذهب لزيارة ابن خالته أعز أصدقائه وأقربهم إلى نفسه .. وما أن فتحت له خالته الباب وسلمت عليه حتى بادرت قائلة : إنك جئت لزيارة (( ماجد )) كعادتك .. ضحك عادل في سرور وهو يقول : لقد جئت لزيارتكما معاً .. قالت تداعبه : لولا ماجد لما جئت تسلم عليَّ .. قال عادل : ما هذا الكلام يا خالتي ؟؟ إنها الغيرة ولاشك .. ضحكا معاً .. قالت له : إنه في غرفته ..
وهل لديه أحد ؟؟
قالت : لا .. ولكن له مدة وهو على هذه الحال ..
عادل : أية حال ؟؟
قالت خالته : مكوثه وحده بعد عودته إلى البيت لفترة طويلة .. شروده الطويل .. وقلة إقباله على الطعام ..
شرد عادل للحظات .. رسم على وجهه ابتسامة ثم قال : لا عليك يا خالتي سأعيده إلى طبيعته الأولى ..
ما إن فتح ماجد الباب حتى دخل عادل بلهفة ومضى يحضه بشوق وحنين .. وبينما هما يتحدثان إذ لاحظ عادل تغير ماجد فجأة .. سأله بفزع : ما بك ؟؟ .. ماجد : عادل افتح الدرج وناولني الحقنة .. ومضى يعلمه كيفية إعطائها وعادل لا يكف عن التساؤل .. وحينما رأى ما فعلته الحقنة أحس بغصة ألم تخرق قلبه وتمزق نفسه .. جلس بقره حتى عاد إلى حالته الطبيعية .
قال ماجد لعادل : أترى ما حدث لي .. إنه شئ مخيف .. هذا من تأثير الهيروين .. إنه الموت الذي يختبئ في ثوب الراحة والفرح .. ليقضي عليك في لحظة غدر .. وصيتي لك يا عادل ألا تقترب منه حتى لا يحدث لك ما حدث لي .. إنني أعيش في عذب لا يوصف .. وجحيم لا يطاق .
عادل بلا مبالاة : إن مثل هذه الأشياء لا تؤثر فيَّ .. فقد سبق وأن جربت الحشيش .
ماجد : الحشيش يختلف عن الهيروين كثيراً إنه قوة مدمرة .. لا تدركها إلا بعد أن تتمكن منك .
عادل : حتى لو كنت أختلف عنك ؟؟
ماجد : لا أنت ولا غيرك إنه يهد أقوى الرجال .
عادل : أتحدى ذلك .
ماجد : ولكن يا عادل ...
قاطعه قائلاً : سأثبت لك ..
ماجد : أرجوك يا عادل إنك تقود نفسك إلى الهلاك .. إنه أمر لا يحتاج إلى تحدي .. إنه موت ..
أخرج عادل كيس هيروين من الدرج وراح يستنشقه .. ولم تمض ثوانٍ حتى أغمي عليه .. وحينما أفاق .. عاتبه ماجد كثيراً .
في اليوم التالي ذهب للاطمئنان على ماجد وهناك وجد مجموعة من الأصدقاء .. وكانوا منهمكين باستنشاق الهيروين .. أراد أن يعيد لذة الأمس .. ومضى يفعل مثلهم .. حتى أدمن الهيروين .. وبدأ يحرص على اقتنائه .
في أحد الأيام عرف عادل أن الشرطة قد قبضت على المروجين الذين يتعاملون معه وكان ماجد من بينهم .. وبدأ عادل مرحلة البحث عن المروجين لشراء المخدرات .. حتى وجد مجموعة منهم .. فكانوا يبيعونه الكيس بألف وخمسمائة ريال وحينما عرفوا أنه ثري بدأوا يستغلونه .. حتى وصل المبلغ الذي يصرفه شهرياً على هذا السم عشرين ألف ريال .
لم يمكث ماجد بالسجن فترة طويلة حتى خرج منه ومن الحياة إلى الأبد .. كانت وفاة ماجد متأثراً بالمخدرات صدمة كبيرة لعادل فَقَدْ فَقَدَ أعز أصدقائه وأحبهم إلى قلبه .. وكانت هذه الصدمة درساً له أيقظه وأيقظ ضميره الغائب .. قرر بينه وبين نفسه السفر إلى الخارج للعلاج .. سافر ومكث في أحد المستشفيات .. ثم عاد وهو سليم .. وحينما كان يفكر بالهيروين كان يحاول بقدر جهده الصمود .
في أحد الأيام أرسله والده في مهمة عمل إلى أوربا .. وهناك في العالم الغريب والملئ بالحرية العارية .. تعرف على مجموعة من مدمني المخدرات فكانوا يغرونه بالهيروين .. وهو يرفض ذلك بإصرار .. فصورة ماجد لم تفارق مخيلته .. ولكن كان أصدقائه يقولون له : أنت تحرم نفسك اللذة المطلقة والسعادة الكبيرة والراحة العميقة .. إنك لن تخسر شيئاً .. هذه المرة فقط .. عش ليومك .. كان صوت العقل يقول له لا .. أتريد أن تلحق بماجد .. إنك تدمر نفسك .. ظل في صراع حتى استطاعوا السيطرة عليه من جديد .. وأدمن الهيروين .. حتى ازدادت حالته سوءاً .. دبروا له خطة وسرقوا منه نصف مليون (( جنيه إسترليني )) بعد أن تركوا له كيس هيروين .
طالت غيبة عادل وتأخر عن موعد عودته إلى بلده .. شغل بال والديه كثيراً .. سافر والده للبحث عنه .. وحينما دخل شقته وجده في حالةٍ سيئة من الإدمان وقد هزل جسمه .. دهش والده حين رأى منظره بهذه الصورة السيئة .. وقد رآه عجوزاً على حافة الموت .. بكاه بحسرة ولوعة وكأنه يرثي شبابه الضائع .. وقد أكله الندم على تدليله .. أخذه إلى المستشفى .. وهناك أدخله في مستشفى خاص بعلاج المدمنين وعلاج بسرية تامة حتى شفي .. وقد أخذ والداه درساً قاسياً لن ينسياه طوال عمرهما .
إن التدليل الزائد والمال الكثير والثقة العمياء للطفل إنما هم داء يقود إلى الدمار وليس إلى العمار .. إن المحبة الحقيقية للطفل بالحرص عليه ومتابعته عن قرب وبعد .. وليس بالتدليل الزائد عن حده .
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:26 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube