بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أدخل في صلب الموضوع

سأجعل هذه الآيات قبل الموضوع

قال الله تعالى في سورة البقرة :

( ‏ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ {246} وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {247} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {248}‏ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ {249} وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )

قصة هذه الآيات بليغة جداً

لكن أين من يتفكر في كتاب الله سبحانه وتعالى

لعلنا مررنا عليها أكثر من مرة لكن بدون تفكر ولا تدبر


--------------------------------------------------------------------------------


أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ

طلب بني إسرائيل بعد موسى ملكاً ليقاتلوا معه في سبيل الله

قال لهم نبيهم أخشى أن يبعث الله لكم ملكاً فلا تقاتلون معه

قالوا : كيف لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا .. و... و...

وبدأو يعدون عليه ما حدث لهم

فلما كتب الله عليهم القتال تولوا إلا قليل منهم والله المستعان


وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {247} وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

بعث لهم طالوت ملكاً عليهم فبدأو من الآن بالأحتجاج

قالوا : كيف يكون هذا ملكا علينا ونحن أحق منه وليس عنده مال

قال لهم نبيهم : إن الله اصطفاه عليكم ورزقه العلم وكبر الجسم

ثم أخبرهم بآية ملكة ودليل أن الله بعثه لهم


فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ

وهذا هو الشاهد وهذا هو الهدف من ذكر هذه القصة كلها

وهم في طريقهم للحرب قال لهم طالوت

إن الله مبتليكم بنهر والذي يشرب منه لن يقاتل معي

والذي يغترف غرفة واحد بيده أو لا يشرب بتاتا فسوف يقاتل معي

فشربوا منه إلا قليل منهم

لاحظ هم أصلا قليل ما خرج معه إلا قليل من الآية الأولى في القصة

فهؤلاء القليل أصبحوا الآن قليل


فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ

بعد أن جاوزوا النهر ولم يتبعه إلا قليل منهم

خرج من هؤلاء القليل من القليل من يقول

لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده

بدأ فيهم الخوف وبدأ فيهم الذل

قالوا لن نستطيع هزيمة جالوت وجنوده ونحن قله

ولم يتبقى من هؤلاء القله القليله إلا قليييل ولك أن تتخيل كم يصبحوا


قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ {249} وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ

الله أكبر عندما أنسحب من خاف من جالوت وجنوده

قال المؤمنين الصابرين منهم كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله

ثم حين بدأ الصفين في الألتحام بدأو بالتوكل على الله والدعاء

بالثبات والنصر على العدو الكافر

ثم يأتي نصر الله لهم ويهزمونهم ويقتل داوود جالوت

والله أكبر والعزة لله


--------------------------------------------------------------------------------


بعد هذه القصة لنا أن نتحدث عن الشاهد والهدف منها

وهو قوله تعالى :

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ

لك أن تتساءل وتتفكر ؟!

ما شأن الشرب من النهر في القتال في سبيل الله ؟!

وكيف لا يشربون من النهر وهم في طريق سفر

والجميع قد أنهكه العطش ؟!

إنه اختبار من الله جل جلاله لهم

كأن الله يقول إن الذي لا يستطيع مسك نفسه عن هذا الماء

فليس لله حاجة في أن يخرج للجهاد معي

بل كيف يعصي الله في ماء ولن يعصيه حين يخرج

ويرى السيوف ومعالم القتل أمامه ؟!

لذلك الجميع أمنيته الغالية هو الجهاد في سبيل الله والنيل بالشهادة

لكن حين تراه وحين ترى ما يفعل من المعاصي

تعلم والله إنه سبب من أسباب ضعف الإسلام والمسلمين

( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )

إن نصرة الله المقصودة في هذه الآية

ليست برفع السلاح وليست بالقتال

ولكن هي والله بطاعته وعدم معصيته

هي بفعل الأوامر واجتناب النواهي

بهذا تكون ممن نصر الله

فينصرك الله حين تكون في ساحات المعارك


تفكر في حالك وفي نفسك

هل تؤدي جميع صلواتك الخمس في المسجد ؟

وهل تؤدي هذه الصلوات في وقتها ؟

هل حفظت نظرك من الحرام ؟

هل حفظت سمعك من الحرام ؟

هل حفظت لسانك من الحرام ؟

هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ؟

والله كلنا مقصروووووون بما تعنيه هذه الكلمة من معنى

وعندما نتكلم عن الجهاد وعن الشهادة

تجده يقول بقلب مخلص اللهم ارزقني الشهادة وانصر المجاهدين في سبيلك

وهذا جميل أن يدعي ربه وبتضرع إليه

لكن فعلي وفعلك ما هو ؟

اسأل الله أن ينصر المجاهدين الصادقين في كل مكان

اللهم أنصر المجاهدين في فلسطين

اللهم انصر أهل السنة في العراق وأجمع كلمتهم يارب العالمين

اللهم أنصر المجاهدين في أفغانستان وأعد لهم حكومة طالبان الإسلامية

اللهم أنصر المسلمين في الشيشان يارب العالمين

اللهم أنصر المجاهدين الصادقين فوق كل أرض وتحت كل سماء

اللهم أخذل من خذل المجاهدين وأنصر من نصر المجاهدين

اللهم عليك بوسائل الإعلام التي تشوه صورت المجاهدين

اللهم من وقف للمجاهدين اللهم فأكتم نفسه وأجعله يتمنى الموت ولا يجده

اللهم لا تجعلنا ممن خذل أخوانه في موطن يحبون نصرته

اللهم لا تجعلنا سبباً لضعف الإسلام والمسلمين يارب العالمين

وجزاكم الله خير

ما كان من خطأ فهو من نفسي ومن الشيطان

وما كان من صواب فهو من الله وحده

وآسف جدا جدا جدا على الإطالة

جزاك الله خير