تيـري هنـري

عندما يأتي الحديث عن مهاجم قوي ولاعب سريع وهداف من الطراز الأول يجيد المراوغة والتسديد ببراعة تثير إعجاب جماهير كرة القدم في العالم فإننا نتذكر فوراً الغزال الفرنسي الأسمر تيري هنري نجم نادي الأرسنال الإنجليزي الذي أبهر عشاق المستديرة بأدائه المتميز الذي يرتفع من موسم لآخر وبأهدافه الساحرة التي يسجلها بكلتا قدميه وبرأسه، من وضع الحركة والثبات بصورة تربك المدافعين، وتحير حراس المرمى هذه الموهبة جعلت الكثير من المدربين يعملون له ألف حساب ويفرضون عليه رقابة لصيقة ويحذرون حراس المرمى من تسديداته الماكرة سواء على المستوى المحلي في الدوري الإنجليزي أو على المستوى الدولي في البطولات الأوروبية والعالمية.
الدوري الإنجليزي أو على المستوى الدولي في البطولات الأوروبية والعالمية








حيث يمتلك سرعه جنونيه ترهب الخصوم والدفاع وصاحب تسديدات صاروخيه مرعبه يعجز الحراس عن صدها رغم محاولاتهم الكبيره في صداها وبالاضافه الى ذلك فهو رغم أنه مهاجم الا انه يصنع أهداف أكثر من صانعي الالعاب تمريراته دقيقه جدا ويمتلك دقه وخبره كبيره في تنفيذ الركلات الحرى فهو ينفذها بشكل ممتاز
ويسجل من حيث ما يشاء وقد قاد النادي الانجلينزي الى جصد الدوري لمرتين في خلال ثلاث سنوات وهذا شيء كبير وكبير جدا وقد حصل على لقب هداف الدوري الانجلينزي مرتين و الموسم الماضي سحق كل المهاجمين ولم يترك لهم مجال للمنافسه بقوه بسبب تسجيله أهداف كثيره جعلته يتصدر الهدافين بــــ 29 هدف وهو رقم كبير وكبير جدااا ويصعب ان يصل اليه.


هنري الذي يبلغ طوله 188سم ووزنه 83كجم من مواليد باريس عام 1977م، وانتقل مع والديه للعيش في إمارة موناكو... وهناك كانت البداية للنجم الأسمر حيث بدأ بلعب كرة القدم في المدرسة ومع مرور الوقت تم تسجيله في مدرسة خاصة تجمع بين تلقي العلوم وتغذية العقل ونال هنري أساسيات ومهارات كرة القدم حيث تم اكتشافه من قبل مدربه الحالي في الأرسنال أرسن فينغر الذي عمل على تطوير مستواه وإعطائه النصائح حول كيفية التحكم والسيطرة على الكرة خاصة داخل منطقة الجزاء وفي مواجهة المرمى.. وكان من زملائه في المدرسة آنذاك هداف اليوفنتوس الحالي والدوري الإيطالي في العام الماضي ديفيد تريزيجيه نادي موناكو وبعد مرور ثلاث سنوات تخرج هنري وقام بالتسجيل في نادي موناكو ليلعب مع فئة الشباب... ونظرا لطوله الفارع وسرعته ومهارته اختير ضمن الفريق الأول وفي موسمه الأول عام 1995/ 1996م لعب عددا قليلا من المباريات بهدف إكسابه الخبرة وفي الموسم الذي يليه بدأ يأخذ نصيبه أكثر فأكثر وحصل على لقب أفضل لاعب فرنسي ناشئ.


وفي موسم1997/ 1998 كانت الانطلاقة الحقيقية نحو عالم المجد و الشهرة لهنري... حيث ساهم بشكل كبير وفعال في حصول ناديه موناكو على بطولة الدوري الفرنسي... وتم اختياره لتمثيل المنتخب الفرنسي المشارك في نهائيات كأس العالم بفرنسا 98 ولعب هنري وقدم مستويات تفوق كل التوقعات... وأدى كالنجوم الكبار.. صال وجال وسجل الأهداف وكانت أولى مشاركة له في كأس العالم أمام المنتخب الجنوب أفريقي ولعب دورا فعالا في فوز فرنسا بالمباراة وسجل هدفا جميلا في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لعبة مشتركة وفي المباراة الثانية أمام المنتخب السعودي افتتح هنري التسجيل بعد لعبة مشتركة بين زيدان وليزاراتزو مررها الأخير عرضية أمام باب المرمى فكان هنري أسرع من حسين عبد الغني مدافع المنتخب السعودي ليسددها داخل الشباك في الدقيقة (36) وعمق هنري من جراح المنتخب السعودي عندما مرر له الحارس فابيان بارتيز كرة طويلة فانفرد وسدد كرة زاحفة على يسار الدعيع الذي لم يحرك ساكنا في الدقيقة (77)، رافعا رصيده إلى 3 أهداف وواصل هنري إبداعاته حتى تمكن مع زملائه من تحقيق الحلم للجماهير الفرنسية بالفوز بكأس العالم بعد تغلبه على المنتخب البرازيلي في النهائي بثلاثة أهداف نظيفة... وبعد تتويجه بطلا لكأس العالم انهالت العروض على الغزال الفرنسي الأسمر وكان عرض اليوفنتوس الإيطالي هو الأقوى والأقرب لقلب هنري الذي كان يتمنى اللعب في أقوى دوري في العالم وبجوار نجوم كبار أمثال زين الدين زيدان وأليساندرو دلبيرو.. وتمت الصفقة ووقع هنري لليوفي مقابل 7 ملايين دولار وكان أول موسم له مع فريقه الجديد عام 1998/ 1999م ولعب عددا قليلا من المباريات وسجل ثلاثة أهداف، وواصل هنري الإبداع غير أنه لم يجد الفرصة كأساسي نظرا للكم الهائل من النجوم في صفوف اليوفي ولافتقاده الخبرة التي يتطلبها الدوري الإيطالي القوي ميدانيا وإعلاميا وقام اليوفي بإعارته ليكمل بقية الموسم 98/ 99 مع ناديه السابق موناكو.



في موسم 1999/ 2000م انتقل ليلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز و كان مدرب الأرسنال فينغر يبحث عن لاعب سريع وهداف وصغير السن ليحل مشكلة خط الهجوم في الفريق.. وبالفعل تم انتقاله من اليوفي للأرسنال في صفقة بلغت قيمتها17 مليون دولار ... وكانت البداية صعبة في الأرسنال حيث كان أسيرا لدكة الاحتياط وكان لا بد من أن يجد له مكانا في التشكيل الأساسي، لعب هنري أولى مبارياته مع الأرسنال أمام ليستر سيتي في أغسطس 1999، وسرعان ما ظهرت موهبته الفريدة وأثبت هنري لمدربه والجماهير أنه نجم لا يشق له غبار حيث شارك في 31 مباراة وسجل 18 هدفا جعلت جميع الأنظار تتجه إليه.
في الموسم2000/ 2001 لعب عددا كبيرا من المباريات وسجل الكثير من الأهداف وأصبح ضمن التصويت الذي تجريه مجلة فرانس فوتبول الفرنسية للفوز بجائزة أفضل لاعب أوروبي وكذلك أفضل لاعب في العام ..



أفضل لاعب

وحصل على لقب أفضل لاعب فرنسي للعام 2000م وساهم في تحقيق بطولة أوروبا لمنتخب بلاده عندما فاز على المنتخب الإيطالي في النهائي بالهدف الذهبي وساهم في وصول فريقه الأرسنال لدور الثمانية ضمن بطولة أوروبا أبطال الدوري وكذلك في وصوله لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي حيث فعل هنري كل شئ في كرة القدم ولكن الهزيمة كانت من نصيب فريقه.
وفي موسم 2001/ 2002 قاد فريقه للفوز ببطولتي الدوري والكأس وحصل على لقب أفضل لاعب في الموسم الإنجليزي وسجل 24 هدفا وكان مجموع أهدافه في الموسم 32 وأصبح أحد أخطر المهاجمين في العالم الذين يجيدون إنهاء الهجمات بالأهداف القاتلة لكن الأمور لم تسر على نفس الوتيرة مع هنري في كاس العالم 2002 فخرج المنتخب الفرنسي من الدور الأول للبطولة بدون تسجيل هدف واحد، ونال هنري بطاقة حمراء ظالمة كثيرا في مباراة الديوك أمام الأوروجواي.
و مع بداية موسم 2002/ 2003م سجل تيري هنري 80 هدفا في 149 مباراة فقط لفريق المدفعجية الأرسنال ليثبت انه أحد افضل المهاجمين في العالم وهو لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره و يبلغ راتبه 25 ألف جنيه إسترليني (نحو 38 ألف دولار) في الأسبوع الواحد!!.


لعل أكثر ما يحبط المرء عندما يحلم بالوصول لشيء ما.. هو أن لا يكون ماحلم به في نفس مستوى التطلعات... وهذا ما حدث بالفعل مع الغزال الأسمر عندما تحقق حلمه باللعب في الدوري ومع أقوى أنديته فريق السيدة العجوز حيث قال هنري أنه في إيطاليا لم يجد الفرصة الكافية للعب وإعطاء وتقديم ما لديه رغم أنه كان واثقا من إثبات قدراته ومهارته وأضاف بأنه كان من الممكن تقديم أفضل مما قدمه بعض نجوم اليوفي في ذلك الموسم خاصة في خط الهجوم ولكن يبدو أن بعض الأسماء في اليوفي لابد أن تشارك حتى وان كان هناك من هم أفضل منهم... (لعله يقصد بذلك نجمي خط هجوم اليوفي أليساندرو دلبير و وبيبو انزاجي) ويضيف أنه يعشق اللعب أمام الأندية الإيطالية بعد تجربته مع اليوفي ولا ينسى أبدا الهدف الذي سجله في مرمى جان لويجي بوفون حارس مرمى اليوفنتوس من تسديدة صاروخيه إثر تسديده كرة ثابتة من خارج منطقة الجزاء وقف بوفون متفرجا لها، هذا الهدف الرهيب والذي جعل اليوفي إدارة وجماهيرا يندمون على التفريط بنجم بحجم تيري هنري... وكذلك الأهداف الثلاثة (هاتريك) والتي مزق بها شباك نادي روما الإيطالي في هذا الموسم في ملعب الأولمبيكو بروما عاشق لندن يعشق هنري لندن وأجواءها... ويريد اختتام مشواره مع فريق المدفعجية.
عنصرية
وقد هدد بترك الملعب أثناء المباريات في حال تعرضه لشتائم عنصرية من الجماهير وكان هنري عرضة للشتائم ولاعتداءات برمي الأحجار من قبل مشجعين هولنديين لدى تسديده إحدى الركلات الركنية في مباراة ارسنال وايندهوفن الهولندي في إحدى مباريات أوروبا... يذكر أن بعض اللاعبين السود يواجهون الشتائم والانتقادات بسبب لون بشرتهم في بعض الدول الأوروبية وهو ما يعتبره تيري هنري الأسوأ على الإطلاق في ملاعب كرة القدم.


سيبقى ذالك الغزال الاسمر نجم من نجوم التاريخ الفرنسي , نجم من نجووم العالم
و واحداً من افضل المهاجميـن على مر التاريخ
وسيظل عشاقـه يذكرونـه في كل وقت وزمان