00 الوجه الآخـر .. الثنيان قدوة 00
مدخــــــــل ..
النمر .. يوسف الثنيان _من هنا_ بدأت الحكاية ..
ولكنها الحكـاية عن .. ليلة .. كانت هي النهاية ..
وما أروعها من مسيرة حتى النهاية منذ البدايـة ..
الســــالفة ..
حين قررت العودة لكتابة مقال مجدداً .. في هذا الوقت الذي يســـتحق فيه الثنيان وقفه الجميع في لمســـة وفاء هلالية ســـنظل [ كهلاليين ] مدرســـة لغيرنا في المثالية المطلقة [ وفاءً .. وإخلاصا ً وروعة مطلقة ] ..
في هذا الوقت قررت أن لا أخوض بعبارات الوصف التي أُشــبِــع الثنيان بها وصفاً .. ولعلي لن آتي بجديد .. ولكن !!
ولكن .. ماذا ..؟!
ولكن قررت أن أتحدث عن بعض أوجه الجمال التي واكبت الكرنفال الهلالي الرائع جداً .. والذي أعجبتني فيه كل تفاصيله .. حتى [ تفاصيل التفاصيل ] ..
وقبل الحديث عن الثنيان أحب أن أقول بأنني لن أخوض في كل التفاصيل .. !!
أما عن لماذا .. ؟!
فلأني سأختصر كل ما أقصــده بالتفاصيل في اسم من وقف خلف كل صغيره وكبيرة ..
سأختصر التفاصيل فيمن وعد وأوفى ..
فيمن أوكل الأمر إلى نفســه بعد الله وكان الحدث أروع من أن يتحدث عنه أي أحد ..
صاحب الســـمو الملكي الأمير عبدالله بن مســـاعد بن عبدالعزيز ..
رئيس النادي السابق .. وعضو الشرف ذو العضوية الشرفية رقم [ 1 ] ..
أعتقد أن كل كلمات الشكر والعرفان والامتنان لن تفي مقامك الذي عهدناه في شخصكم الكريم الذي يمثل له المنهجية في العمل والسير وفق آليه أشبه بالخوارزميات إذ تبدأ من نقطة وتتسلسل في خطوات تتتالى [ بكل سلاسة ] حتى تصل إلى النهاية ..
وكانت [ بعد توفيق الله ] مكتملة الروعة .. باهية المنظر .. وكانت صورة مثالية قابلة [ للإقتباس ] من الغير .. ولو حدث هذا فيكفينا فخراً أننا أصحاب البصمة الأولى .. وبالتأكيد هي البصمة الأكثر تميزاً ما دام خلفها رجل بفكر وتخطيط وعقلية الأمير عبدالله بن مســاعد ..
وحين أقرنت اسم الأمير بعبارة عضو الشرف ذو العضوية الشرفية رقم [ 1 ] .. فأنا أقصـــد تماماً ما تعنيه هذه الجملة .. وليس في ذكرها هنا إلا لأنها إثبات للتاريخ الرياضي السعودي بتميز هذا الزعيم برجاله الذين هم ســـر انتصاراته وبطولاته .. وبالتالي [ زعامته ] ..
فعندما يغادر الرئيس كرسي الرئاسة تجده أول الداعمين .. وانظروا لكل رؤساء الهلال السابقين .. فالجميع مثال وبرهان على هذا الحب الأزرق الخالص .. ولا أعتقد أن هذا يوجد إلا في الهلال .. ولا أريد أن أتطرق لغيرنا من الأندية لأثبت التميز الأزرق .. فلنحمد الله على ذلك ..
ولذلك فما أرى في ســمو الأمير عبدالله بن مســاعد إلا المثال النموذجي الأحدث بصفته الرئيس قبل الحالي .. وهو الذي قدم الدعم [ المباشر ] والمؤازرة [ الدائمة ] وتكفل بالحفل التاريخي لفيلسوف الإبداع والإمتاع يوسف الثنيان ..
ويكفي أن نقول أن الأمير عبدالله بن مساعد قد غادر الرئاسة وقد ترك [ إرثاً ] إدارياً رائعاً تمثل في التنظيم الذي ســهــل المهمة على من بعده بشــهادة رئيسنا الحالي الأمير محمد بن فيصل على هذا الكــلام ..
لذلك ..
فلا أملك أكثر من عبارات الشكر والامتنان لسمو الأمير .. مع علمي المسبق أنها لا تكفي .. ولن توزن الكفة الأخرى لحجم الجهــد الذي عمله وأداره ســموه وكل أعضاء فريق النجاح من اللجان التي عملت حتى كانت صورة أخرى من صور الإبداع الأزرق في ليلة الوفاء التاريخية ..
أما أنت يا يوســـف ..
فماذا عساني أن أقول .. ؟!
مما قالته ورددته و كتبته الجماهير :
[ نســـــمت الكورة ] ..
[ لن ننســــاك يا يوسف ]
[ ســـتظل في قلوبنا ]
..
..
..
إلخ
ووما ردده و كرره الكثير الكُـتـّـاب الرياضيين عن يوســف :
[ أمهــر لاعب سعودي .. عربي .. آسيوي ]
[ ليس له خليفة في الملاعب ]
[ آخر جيل العمالقة ]
[ ماذا لو عايش فترة الإحتراف منذ بدء حياته الكروية .. ؟! ]
..
..
..
إلخ .
كل ما ســـبق قرأتموه كثيراً ولكن دعوني أتحدث عن ذلك الجانب الرائع في حياة ذلك اللاعب المبهر الذي ودع الملاعب .. ذلك اللاعب الذي ترك رصيداً من المحبة التي يجب أن يفطــن لها الجيل الشــاب من اللاعبين لعلهم يصلون إلى ذات المرحلة من محبة الناس وإجماعهم ..
حين يكون الثنيان [ قدوة ] لصغار اللاعبين في برِّه بوالدته .. فأعتقد أن هذه نقطة يجب الوقوف عندها كثيراً ..
البر بالوالدين ..
وهل للإنســــان أغلى من والدته .. ؟!
ولا يخفى عليكم أن ديننا الإسلامي الحنيف قد أعطى للأم مكانة متميزة بالنســـبة للأب ، وذلك لضعفها وتحملها من المشـــاق في تربية الأبناء أضعاف ما يتحمله الأب .. وفي هذا الخصوص يقول الله تعالى : [ حملته أمه وهناً على وهـن وفصاله في عامين ] [ سورة لقمان ، آية 14 ] ..
وفي الحديث الشــريف .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحســن صحابتي ؟ قال أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال : أبوك . [ متفق عليه ] .
أعود لأقول أن يوسف حين ودع الكرة قد كان في ســن متوقع أن يعتزل .. هذا صحيح .. إلا أنه ترك الفريق بإرادته نظراً لظرف والدته التي كانت بحاجته .. وآثر رضاها .. وهذا أقل ما يقدم للوالدين .. وما لأحد من رأس مال في هذه الدنيا كما هم الوالدين..
الحقيقة لقد قرأت كثيراً من المقالات في هذه الفترة .. بل حاولت الكتابة شخصياً إلا أن ظروفاً وقتية لم تساعدني .. وتمنيت أن أجد فيما قرأت من تحدث عن هذا الجانب [ التربوي ] بالتفصيل .. وما أقصــد من ذلك إلا ليراه شبابنا وبراعمنا التي ننتظر قدومها إلى الفريق الأول والمنتخب .. وبالتالي ينشأ جيل يراعي حقوق غيره .. ويعرف ماله وما عليه ..
وأيضاَ .. على جانب آخر ..
شاهدت لقاء الفيلسوف في قناة الإخبارية ..
وأعجبني أن [ اللزمة الكلامية ] في حديث الثنيان كانت عبارة [ ولله الحمد ] ..
وأعتقد أنها عبارة ليســت بحاجة إلى تعليق ..
ولذلك .. فما دام المعجبون يتابعون [ تفاصيل التفصيل ] فيمن يعشقون بل ويتعدون ذلك إلى التقليد فأعتقد أن في شخص يوسف البار بوالدته المثال الحســن والقدوة الرائعة بالإضافة إلى محاكاة شيء من مهاراته .. أما المحاكاة الكلية للمهارات الثنيانية أعتقد أنه ضرب من الخيال .. !! <== [ على الأقل في الجيل الحالي ] .. !!
ختــــاما ً ..
لاشيء أكثر من هذا يســـمح به الوقت ..
دمتم بخير .