أقولها بكل استحياء و بكل أسى و بكل فرح كانت مباراة الأمس أول مبارة أحضرها في الملعب في حياتي...
كنت أشجع الهلال دائما من خلف الشاشة الفضية و لكن مساء البارحة
اكتشفت طعماً خاصاً في تشجيع الهلال.. لقد كانت من أسعد لحظات حياتي أن أرى ذلك الحشد الكبير الذي لم أر مثله من قبل أمام عيني، وأحسست بطعم مختلف للهتافات و للتصفيق و للتفاعل مع الهجمات، كل شئ كان بشكل مختلف تماما بالنسبة إلي. و بذلك جال في خاطري مشاعر الأسى على كل ماسبق من المباريات الهلالية التاريخية التي لم أحضرها .. متأكد تماماً أن الطعم سيكون مختلفاً...
و هذه بعض مشاهداتي من المبارة:
1- فريق فالنسيا
قوبل بتصفيق حار من الجماهير أثناء نزوله للملعب للإحماء.. وليس كما ذكر البعض أنه قوبل بالتهجين. بل هتفت الجماهير باسم النادي :
فالنسيا - فالنسيا - فالنسيا.
2- أثناء دخول لاعبي فالنسيا واحدا واحد صفقت الجماهير و هتفت لكل لاعب دخل .. بل أكاد
أجزم أنها لم تصفق للاعبي الهلال كما صفقت للاعبي فالنسيا ماعدا تصفيقها لسامي و نواف و الدعيع والشلهوب و ياسر.
3- أثناء نزول أيمار صفقت الجماهير وهتفت باسمه
حتى أن اللاعب أخذ يقفز و يحي الجمهور بحرارة. وأنا أجزم أنه تحامل على إصابته و أكمل الشوط إكراماً لهذا الجمهور الراقي. لقد شعرت بالفخر جدا للوقفة الرائعة من الجمهور و التي عكست الروح الطيبة
للسعوديين و المسلمين بشكل عام.
4- أسوأ شئ رأيته هو استهجان الجمهور
لجيلسون و لي في هذا الموقف بعض الوقفات:
أولا: اللاعب و إن كنت لم أقتنع بمستواه حتى الآن إلا أنه لم يلعب مع الهلال إلا القليل، وهذه الفترة ليست بالكافية للحكم عليه، ولا نستعجل كما استعجل البعض في الحكم على تفاريس و كماتشو و الذين قوبلوا بالرفض في بادئ أمرهم ثم فرضوا أنفسهم و كسبوا احترام الجميع حتى رأيت بعيني التصفيق الحار لهما مساء البارحة.
ثانيا: الضيوف و المشاهدون الأسبان لا يعرفون من هو هذا اللاعب و لماذا هو منبوذ بهذا الشكل، فلذلك خشيت أن يتبادر إلى أذهانهم أن ذلك نوع من العنصرية. و قد كنا في غنى عن ذلك.
ثالثا: اللاعب يحتاج إلى وقفه من الجمهور لا أن يكون الجمهور ضده، فلو أتى زيدان و كان الجمهور ضده لم يلعب بشكل جيد بالسبب الضغط عليه. يفترض أن نشجعه و نعطيه الجو المناسب للإبداع فإذا لم يبدع بإمكاننا حينها أن نطالب باستبداله.
رابعا: هذا اللاعب سجل لنا هدف التعادل مع المنافس التقليدي في حين لم يستطع أي لاعب آخر فعل ذلك، فهل شكرناه على ذلك؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
5- أحد المواقف التي أزعجتني هو رمي أحد الجماهير
علبة ماء على لاعب من فالنسيا في بداية المبارة عند تنفيذ الركنية. ولي هنا وقفات أيضاً:
أولا: هذا التصرف المشين استهجنه الكثير من الجمهور بل أغلب الجمهور و لذلك لم تجد إلا علبة ماء واحدة رميت و هذا يجعلني مطمئنا أن هذا كان تصرفاً فردياً. ولذلك لا ينبغي الحكم على الجمهور بأنه فاشل و بهذا الإجحاف نتيجة تصرف فردي بل يجب الحكم على الجمهور بالشئ الجماعي الذي حدث و هو الهتاف و الحفاوة و الترحيب الذي لاقاه الضيف و الذي أشرت إليه في البداية.
ثانيا: ياسر القحطاني هتف له الجمهور بشدة أثناء دخول اللاعبين في بداية المباراة و سجل الهدف الأول لذا فإن الجميع من المفترض أن يكون في أشد حالات الرضا عنه. و لما تم تغييره بين الشوطين دخل الملعب متأخرا عن الفريق و أثناء ذهابه إلى مقر لاعبي الهلال الاحتياط كان الجمهور يصفق له بحرارة حتى أنني كنت أظنه يوسف و لما اقترب من المكان الذي رمي فيه لاعب فالنسيا رماه أحدهم بعلبة ماء، وهذا مايجعلني أشك في هلالية ذلك الشخص الذي كان يرمي علب الماء. فلا استبعد أن يكون ممن حضر ليشوه منظر الحفل.
ثالثا: إن كان ذلك الرامي هلاليا فأنا أقول لا يمنع من بين 70000 شخص أن يكون هناك زمرة من المتخلفين فكون الشخص هلاليا لا يمنع من أن يرتكب حماقات و الهلال ليس له دور في ذلك و إنما الدور على دور التربية و التعليم و الثقافة و المجتمع بأسره.
رابعا: يجب ألا نتوقع الكمال دائما و الأمور الشعبية الجماهيرية من المتوقع أن يحدث فيها أي شئ فأنت لا تمتلك وسيلة مجدية لمنع الناس عن التصرفات المشينة في التجمعات الجماهيرية و هذه الأمور تحصل في أي مكان في العالم. في الدوري الانجليزي و الإيطالي و الأسباني، و أنا مع استهجاني لهذا العمل إلا أنني أجزم أن الأمر بالنسبة للأسبان لم يكن أكثر من عادي.
6- أمر آخر استهجنته هو موقف
الخثران والحقيقة أنني في تلك اللحظة غضبت عليه و كذلك بعض الجماهير من حولي، ثم قلت لعل هناك سبب جعله
يتنرفز إلى هذا الحد. بعد المبارة اتصلت على أحد أصدقائي الذي شاهد المباراة من الأوربت لأتأكد مما حصل و ذكر لي أن اللاعب الأسباني ركل
الخثران أثناء سقوطه. فإذا كان الأمر صحيحا ف
قد يكون معذورا لفعله ذلك ألا أنني أطلب منه الهدوء و التحكم بأعصابه خصوصا في المونديال القادم.
7- ذكري للنقاط السابقة لا يعني أن الجو العام كان سيئا بل كان
أكثر من رائع.. و الحفل كان رائعاً و المواقف السابقة لم تؤثر على الأسبان لأن يعلموا أنها عادية و تحصل في أي مكان. و الذي يدخل موقع نادي فالنسيا سيعرف ذلك. فقد كتبوا عن المباراة أنها كانت رائعة و أن الجماهير كانت كثيرة و أنهم قوبلوا بالترحيب و الهتاف خصوصا أيمار. وقالوا هذه الجملة "
و اليوم أصبح نادي فالنسيا عالميا أكثر من ذي قبل"
كانت نظرتهم للاحتفال والمباراة إيجابية فلتكن نظرتنا كذلك.
ولكم جزيييييييييييييييييييييييييل الشكر
مشاهداتي في أول مباراة أحضرها في حياتي!الجمهور-أيمار-جيلسون-الخثران-رؤيةالأسبان-العلب 
خفوقي 
الوضع العادي
