لو أن قلوبنا مثل جلودنا سرعان ما تندمل جراحها وتنسج لنفسها من جديد لو أن قلوبنا تصاب بفقدان الذاكرة وتتعطل بها ذاكرة الوجع فلا تعود الذكريات المزينة والآلام المتراكمة تنهال على لحظات فرحنا البسيطة والنادرة كزلزال عتيد .. لو أن قلوبنا كأجهزة الحاسوب تتحكم في مخزونها بأزرار .. أحفظ .. ألغي ... غير النغمة .. غير الصورة .. !! لو أن كل هذا كان بمقدورنا هل كنا سنجد السعادة أم أننا سنبحث عن سبب آخر للبؤس !! وهل العلة تكمن في قلوبنا ومن يا ترى صاحب الحق في التظلم والشكوى هل هي قلوبنا التي أرهقناها تخبطاتنا وافكارانا .. وهرولتنا نحو هل ما هو مجهول أم نحن الذين نكون في آفاق الله قابعين في وحدتنا تجرنا دقات قلوبنا إلى أبواب وسراديب ومغارات الله وحده يعلم إذا ما كانت تحوي الكنوز والذخائر من الأفاعي والعقارب .. تحملنا نشوة المغامرة القلب نحو حتفنا تذرف عويننا وتنهك أجسادنا وتنادي أرواحنا وينقلب القلب علينا معاتباً ونادباً ونادماً وتنكفئ على ذواتنا نلملم جراحنا .. نداوي آلامنا .. نطهر أوزارنا .. ونفتقد من مخزون العمر سنين وينطوي القلب على ندوبه .. لا تصلح معها عمليات التجميل ولا هبوب الزمن من يا ترى الظالم فينا أرواحنا الهائمة الساعية نحو الطمانينة أم أجسادنا النابضة اللاهثة وراء الامتلاء .. أم قلوبنا المتقلبة ذات اليمين وذات الشمال بحثاً عن موطن حب !! هنا مكمن الفرس كما يقول أجدادنا العرب أولئك الذين أفنوا عمرهم وتجاربهم وخبراتهم ، لم يقبض أحدهم على شبح الحب .. من من عشاق العرب والعالم أعطانا وصفاً صريحاً وصادقاً لما يسمى بالحب هل هو كائن أسطوري هل هو ابتسامة دافئة في بلاد غريبة تملؤك حتى الوجه هل هو يد حانية تهدد قلقك وخوفك وتمسح عنك تراب اليأس في لحظات انهيار الأمل فيك .. هل هو وجه صبوح يثير شهواتك ويحرك كل السواكن فيك .. هل الحب ذكر أم أنثى .. لو أنه حقيقة مثلاً تعالوا نبحث في كتب التاريخ وسير العشق والغرام عن قصة حب حقيقية خلاقة لا تنتهي بمأساة .. ربما استجدينا علماء الأجنة بإستنساخها لتتكاثر وتملأ الكون زهواً وبهاء .

----------------------------------------------------------------------------

فلسفة جميلة ..

لا أعتقد أننا نهوى البؤس حتى نبحث عنه !
ثم لم لا يكون إرهاقنا لقلوبنا و أجسادنا سبباً في نيل الطمأنينة و الرضا عن النفس و الراحة ؟! لم حكمت بأن هذا دوماً سيء ؟!

أخيراً ألا تتفق معي بأن ما ذكر من روايات العشق و الغرام لم تذكر إلا لأنها انتهت نهايةً مأساوية نهايةً غير عادية ؟! و أن قصص العشق و الغرام التي انتهت بالسعادة لا تذكر لأن هذا هو الوضع الطبيعي ؟!

شكراً لك فقد ابتدعت و أبدعت ..

بمعنى آخر كيف نميز السعادة و نعيشها دون أن نذوق طعم الحزن ؟!
هكذا هي الماسه تجبر الكسر و تقوي الضعف ..

كل الشكر لكم اخواني ابو ريمان والماسة الزرقاء ودبل كيك على مروركم للموضوع وعلى ردودكم الجميلة على الموضوع وهذا شيء اعتز به في نفسي..


بارك الله فيكم وامدكم بالصحة والعافية إن شاءالله....