[align=center]الإهداء

إلى أصحاب القلوب الكبيرة و الصبر الجميل.
إلى من جمعتني بهم هذه الشبكة الغراء و لا أعرف منهم إلا معرّفاتهم .
إلى من غدوا كالجبال في ثباتهم و كالماء الزلال في سلاستهم.
إلى الأخوين الكريمين الحبيبين أبي ريمان و الجاحظ.
شكراً لكما لقاء ما فعلتماه و تفعلانه تجاه أخاكم.[/align]

===============

[align=justify]

[align=center]ربِّ يسّر و أعن ...[/align]

يحكى أن عقرباً و ضفدعاً عاشا سوياً في سلامٍ لكن أيضاً قي ترقبٍ و حذر. أراد العقربُ يوماً أن يجتاز بحيرةً . لكنَّه لا يستطيع السباحة كونه عقرباً.

توجه إلى الضفدعِ وسأله " أرجوك ، سيد ضفدع ، هل تستطيع أن تحملني على ظهرك لأجتاز هذه البحيرة ؟".

"لا بأس" قال الضفدع. "لكن ، تحت هذه الظروف ، يجب أن أرفض. فقد تلدغني أثناء عبورنا البحيرة".

سأله العقربُ مستغرباً " و لِمَ قد أفعل ذلك !!؟ " . " ليس من مصلحتي أن ألدغك. لأنني إن فعلتُ ذلك ستموتُ و أنا سأغرق".

مع أن الضفدع يعلم مدى خطورة العقرب القاتلة ، غير أن المنطق الذي أتى به العقرب يبدو مقنعاً جداً. شعرَ الضفدع أنه ربما في هذه الحالة بالذات سيبقي العقرب إبرته السامة بعيداً. لذا وافق الضفدع.

امتطى العقربُ ظهر الضفدع و مضيا سوياً لعبور البحيرة.

عندما وصلا إلى منتصف البحيرة ، لوّحَ العقربُ بإبرته السامة و لدغ الضفدع !!.

صرخ الضفدعُ جراء اللدغة المميتة و قال " لماذا لدغتني !!؟ ليس من مصلحتك فِعلُ ذلك ، سوف أموت و ستغرق"

و هو في طريقه للغرق ، أجابه العقرب: " أعلم ذلك ، لكنني عقربٌ . لابد لي من لدغك . هذه هي طبيعتي" .

============

كثيراً ما نفكر مثل ذلك الضفدع المسكين. نهمس لأنفسنا ، طبائع الناس ممكن أن تتغير. أيُ شخصٍ ممكن أن يكون أي شيء يريده إن هو عمل بجدٍ و مثابرة. يصبح همّنا الأول و المستمر هو كيف نغير ما تطبع عليه هذا الشخص أو ذاك.

أصحاب البصيرة الثاقبة يرفضون ذلك رفضاً قاطعاً. هم يتذكرون ما نساه ذلك الضفدع المسكين. ما الأمر الذي نسيه الضفدع ؟ كل فردٍ منا ، مثل العقرب ، صادق جداً مع طبيعته الخاصة به.

يعلمون أن كل شخص يُشجع بطريقة أخى مختلفة تماما عن الآخر. كل شخص يملك طريقته الخاصة في التفكير و اسلوبه الخاص في التواصل مع الآخرين.

هم يعلمون بوجود نهايةٍ لما يستطيعون فعله من إعادة تشكيل لأي أحدٍ كان.

و مع ذلك كله ، هم لا يندبون حظهم العاثر أن أوقعهم مع هؤلاء. بل يحاولون الاستفادة من الإيجابية من تلك الإختلافات التي يرونها. يحاولون جهدهم مساعدة كل شخصٍ أن يكون أكثر و أكثر مما هو عليه ، لكن على نسق طبيعته التي هو عليها.

لِمَ لمْ يكنْ أبا ذر قائداً لإحدى الغزوات!!؟ هل هذا نقص فيه ؟ حاشاه، كلا ، إنه أمر تنبه إليه المصطفى صلى الله عليه و سلم أنها لا تناسب طبيعته فنصحه أن لا يأتمر على اثنين.

لَمَ لم يكن خالد بن الوليد فقيهاً راوياً للحديث !!؟ لأن طبيعته تُخرج من قائداً فذاً عبقرياً للجيش لم تلد النساء مثله. بل هو كما قال عنه الشيخ الجليل الطنطاوي ، برّد الله مضجعه ، خالد بن الوليد أفضل قائد جيشٍ عرفه التاريخ.

قل مثل ذلك عن ابن عمر و عبدالله بن الزبير ، و الأمثلة كثير جداً . بل انظر حولك في عملك أو بين زملائك بنظرة التجرد و الفحص لتجد لكل منهم اسلوبه و طريقة تفكيره. محظوظ جدا من رزقه الله من يعي هذا الإختلاف و يراه حسناً و يبني عليه بناءاً صلباً ، فيستفيد الكل.

نحن لا نملك كل الوقت. الأعمار محدودة . لذا لا بد أن نصرف ربيع أوقاتنا لقلةٍ لديهم الموهبة للتطور. ينبغي أن لا نجامل على حساب الواقع و العاطفة ظناً أننا نستطيع الفوز بكل شي. كلا ، لا نستطيع ذلك . ليس لأننا لا نريد أو لا يريدون. بل لأن الطبع يغلب التطبع.



دمتم بخيرٍ و رضاً و عافية.[/align]

اخوي ياكثر العقارب بيننا ونحن ضفادع مساكين


كم يوم كنا في موقف الضفدع


شكرا لك على الموضوع المميز

الله الله الله ..!!


كلمات رائعة سلمت يداك .. ولا عدمناك يالغالي ..!!

الـحـاتـمــي ...


مــر مــن هـــنـــا ..


ويـقـول : مسكين أنت أيها الضفدع ;)

شكرا لك يا أبا عبدالله , و حمانا الله شر ( العقارب ) ;)

يعطيك العافيه اخوي القاضي..


ماشاء الله تبارك الله عليك.. تتلاعب بالالفاظ كما تشاء ..تتطوع الحروف تحت نفوذ قلمك.. اسلوبك شيق جدا..


يا اخي والله العظيم انت مبدع..



في هالزمن ماتعرف الضفدع من العقرب ..


قانون الزمن الحالي.. البقـــــــــاء للأقوى..

[align=center]

أخي القاضي العزيز 000

يقول خلف بن هذال في العقرب :

عقرب ثرى مسمومة الراس والذيل --- من حر ما فيها اتنفخ اغددها


لقد صدق المتنبي حينما خاطب صاحبه أبي فراس في قوله :

أعيذها نظرات منك صادقة --- أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

الى قوله :

اذا رأيت نيوب الليث بارزة --- فلا تظنن أن الليث يبتسم

أؤيدك على ما ذكرت وأرى أن الطريق الوحيد لعلاج الأخطاء والتمادي فيها هو التمعن
في الأمور الإيجابية سواء كانت في العمل أو المنزل أو غيره.

كما ان أدخال السرور لقلب الغير أمر مطلوب
ولكن يجب ان نداري لكي نتفادى أمر قد يحل .

في النهايه .. حسن ان تتمتع بالصراحة التي لا تصل إلى حد التجريح
وبذات الوقت ... مجامل ودود لا تصل إلى حد النفاق [/align]

هذا هو أبو عبدالله إذا نطق ..

هذا هو السحر الغير مخرج من الملة ..

هذه هي الكلمات التي يقال عنها أنها تحمل أكثر من ظاهرها ..

أبا عبدالله شكراً لك ليس للإهداء فذلك ما لا يهمني كثيراً إنما شكراً لحرفك فذلك يهمني أكثر ..
أبا عبدالله إنه من الظلم الكبير أن ننحرم من حروفك ..
أبا عبدالله هذه وقفة قصيرة و لي عودة بلا شك و لكن بعد أن أحيط بالمشاركة علماً ..

كلمات ولا أروع

تسلم ايدينك يالغالي

الأخ الكريم سلام يا هلال

العقارب ليست كثيرة بيننا . بل كلنا عقارب . الغرض أن لا نكون ضفادع.

شكراً على تشريفك الموضوع

=======

الأخ الكريم قلب الشلهوب

شكراً على الإطراء و سعيدٌ انه أعجبك.

شكراً على تشريفك الموضوع

=======

الأخ الحبيب الحاتمي

حمداً لله على سلامة بريدك . بلاشك هو مسكين فهو كمن ينطح جبلاً. العقرب تصرف على سجيته ، على طبيعته فلا تقس عليه.

شكراً على مرورك بالموضوع و تشريفك.

=======

الأخ الكريم هلالي الظهران

شكراً على إطرائك و حسن ظنك. أنا أعرف قدري جيداً ، فلست إلا وادياً بين جبال.
بالعكس ، العقارب هي نحن ، أنا و أنت و الجميع . كما أشرت سابقاً ، ينبغي أن لا نغدوا ضفادع.

شكراً على مرورك بالموضوع و تشريفك.

الأخ الجاحظ ،،،

أعجبتني طريقة تصنيفك ..
و لكن لدي سؤال ؟! هل يمكن للعقرب أن يتفاجأ بطبيعته العقربية ؟!

اخوي العزيز .... القاضي ....



القصة بمجملها تحمل في طياتها أمورا أكبر من عدم الوفاء بين من تخيل ؟؟؟؟!!!!!


((((( الأصدقــــــــــاء ))))) !!!!!!!


فلا يحضرني الآن إلا بيتين من ضمن أبياتي المتواضعه وأرجوا أن تناشد الوضع المطلوب للرد ... في أننا يجب أن نكون أوفياء لا جبناء أمام قلوبنا الضعاف ؟؟؟؟


أموت وارحل بس بالناس ما أبور

و لا بعت لي صاحب ولا خلعت ديني



تقبل وافي تحياتي وتقديري ....

ودام قلمك راقيا .....






أختـــــــــك الكاتبـــــــــة :


!!!!! ابهـــــــــــــــــــــــا الفهـــــــــــــــــــــــد !!!!!

[align=center]رأيت الموضوع في الساعة 9:30 ص .. فقرأته على عجل وقمت بطباعته وقرأته وأنا في طريقي للجامعة , قرأته مرات عديدة حتى وصلت . عرضت الموضوع على بعض زميلاتي وأخذنا نتناقش .. هل فعلاً الطبع يغلب التطبع ؟ وهل ما قام به الضفدع أمر سلبي !!
اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض .. وآخرين اكتفوا بالاستماع ..

بالنسبة لي ..
أنا معك في أن الطبع في معظم الأحيان يغلب التطبع لاسيما في " المواقف الشديدة "
ولكن ألا ترى معي في أن البعض عندما يحاول ان يتغير ويرى عدم استجابة الطرف الاخر .. يحبط !
فكل محاولة للتغيير يقابلها استنكار من الطرف الاخر ! أمر مزعج ..

أن أكون " ضفدعاً " أحب إلي من أن أكون عقرباً ..
لا أدري هل هي إيجابية أم سلبية ؟
ولكن عندما أرى بوادر التغير من الطرف الاخر أحب أن أدعمه بنقطة [ أنت لست كما كنت ] بل تستطيع أن تكون أفضل ..
أنا لا أقول كن " ساذجاً" ومن السهل خداعك .. ولكن حسن النية أمر مطلوب ..

إقتباس لذا لا بد أن نصرف ربيع أوقاتنا لقلةٍ لديهم الموهبة للتطور.

نعم هم قلة ولكن حتى نعلم أنهم قادرون على التغيير لا بد أن نعطيهم الفرصة ..
فإعطاء الفرصة قد يكون سبيل في تطوير شخصِ ما ..
ولكن عتبي على الضفدع هنا ..
أن الفرصة التي قدمها للعقرب قد أفنت حياته !!
أعني أن لا يكون ثمن تعاونك في سبيل تغير الآخرين هو إضرار نفسك ..

فعمر بن الخطاب رضي الله عنه .. أقبل على الرسول كافراً .. وانصرف منه مسلماً !
أُعطي فرصة للتغيير وكان أهلاً لها ..


أضف إلى ذلك ..
نوعية الشخص الذي تتعامل معه قد ترسم لك صورة تعينك على فهمه ..
نعود لمثال العقرب والضفدع ..
فالعقرب هنا قال

إقتباس و لِمَ قد أفعل ذلك !!؟ " . " ليس من مصلحتي أن ألدغك

فمصلحته هي التي " فرضت " عدم لدغه للضفدع ..
ولو انعدمت المصلحة لكان غير ذلك
ومثل هذه النوعية يجب الحذر في التعامل معها .. أو تجنبها إذا كان بالإمكان ..


- الاستفاده من ايجابيات الشخص الذي نتعامل معه فن لا يجيده الكثير


أستاذي " القاضي " لا تحرمنا من هذه المواضيع التي حقاً تستحق القراءة فهي لاتترك أثراً وقتياً .. بل فائدة بعيدة المدى ..
طريقة رائعة في إيصال الفكرة بأسلوب يجعلك تنظر للنقطة من عدة جوانب [/align]

ما شاء الله تبرك الله بصرااااااااااااحه وعلى بلاطة بدون تعليق

يعني والله المنتى او شبكة الزعيم كلها وبكبرها ....... محظوظه فيك اخوي القااااااااضي

عيني عليك بااااااااااااااارده ...... .

تحياتي واحترامي لك

مشرفنا الحبيب سهل

أحترمُ هذال بسببِ حبِّ و الدي ، رحمة الله عليه ، لهُ لكنك وضعته مع المتنبي فغطت شمسُ الأخيرِ ما قد بدا من بدرِ الأول. الحديث عن المتنبي يطول و لا أظنني أحسن الخوض في عمق معانيه لكنني أعترف أنني أحبها و أبحث عنها. و أذكر أن البيت الثاني قد اقتبستُهُ مرةً في أحد تعليقاتي على إحدى المشاركات الجماهيرية في المجلس فأوقعني ذاك ، كالعادة ، في عتب أخوي.

لا أشك طرفة عينٍ أن الإيجابية هي الصواب في التعامل مع الأخطاء لا معالجتها. لا أن نقضي الأوقات في محوها لأنها ببساطة متناهية لا تذهب. بل إننا إن فعلنا ذلك سنعمق من شعور الحزن و الأسى عند من لا تساعده طبيعته على تجاوز ما نظن أنه يجب عليه تجاوزه.

أشكرك على تشريفك الموضوع و مرورك.

========

الأستاذ أبو ريمان

أشكرك على تشريفك الموضوع و على إطرائك و حسن ظنك بأخيك.
أما أنا فيهمني أن تقبل الإهداء و لا تنس أن تعود فسأكون يانتظارك.

========

الأخ الكريم البالون
شكراً على مرورك و إطرائك.