توطئة :
هذه هي الحلقة الأولى من سلسلة (شعراء متميزون) ،، وهذه السلسلة
سأستمر معكم في كتابتها لأبرز الشعراء في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام
لعلنا جميعاً نستفيد فيما نطالعه ونتصفحه .. آمل أن أجد منكم التشجيع
وذلك من خلال زيادة عدد الزوار ،، وفي حالة قلة الزيارة لهذا الموضوع
سأتوقف مباشرة عن إكمال هذه السلسلة.. رغبة في عدم إزعاجكم ..
سائلاً المولى عز وجل التوفيق للجميع..

******************************************

سيرته ونشأته:
هو الملك أبو الحارث حندج بن حجر الكندي شاعر اليمامة ، وآباؤة من أشراف
كندة وملوكها ، نشأ في نجد وسلك مسلك المترفين من أولاد الملوك يلهو ويلعب ويعاقر الخمر ويغازل الحسان فمقته أبوه ولما لم ينجع فيه القول طرده وأقصاه
حتى جاء نبأ ثورة بني أسد على أبيه وقتلوه بسبب ظلمه لهم فقال أمرؤ القيس
( ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً لاصحو اليوم ولاسكر غداً اليوم خمر وغداً أمر)
أخذ أمرؤ القيس يجمع العدة ويستنجد القبائل لأخذ الثأر لأبيه ونازلهم وقتل
منهم كثيراً حتى مات مريضاً بأنقرة وذلك قبل هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقرن .

شـــعرة:
يعتبر أمرؤ القيس رأس فحول شعراء الجاهلية فهو أول من أجاد القول في استيقاف
الصحب وبكاء الديار وتشبيه النساء بالظباء ، وفي وصف الخيل ، وقد يفحش في تشبيهه للنساء وتحدثه عنهن .
( المعلقة )
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل
ترى بعر الأرام في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل
كأني غداة البين يوم تحملوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم يقولون لاتهلك أسى وتجمل
وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من معول
كدأبك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل
إذا قامتا تضوع المسك منهما نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابة على النحر حتى بل دمعي محملي
ألا رب يوم لي من البيض صالح ولاسيما يوم بدارة جلجل
ويوم عقرت للعذارى مطيتي فيا عجبا من كورها المتحمل
فظل العذارى يرتمين بلحمها وشحم كهداب الدمقس المفتل
تدار علينا بالسديف صحافها ويؤتى إلينا بالعبيط المثمل
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت لك الويلات إنك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معاً عقرت بعيري يأمرأ القيس فأنزل
فقلت لها سيري وأرخي زمامه ولاتبعديني من جناك المعلل
دعي البكر لاترني له من ردافنا وهاتي أذيقينا جناة القرنفل
بثغر كمثل الأقحوان منور نقي الثنايا أشنب غير أثعل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
إذا مابكى من خلفها انصرفت له بشق وتحتي شقها لم يحول
ويوماً على ظهر الكثيب تعذرت علي وآلت حلفة لم تحلل
خرجت بها أمشي تجر ورائنا على أثرينا ذيل مرط ومرحل
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحت بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل
هصرت بفودي رأسها فتمايلت علي هضيم الكشح ريا المخلخل