09/09/2005, 10:26 PM
|
| زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 12/08/2005 المكان: الرياض
مشاركات: 119
| |
|
قصة من ذاكرة ميلان
في عالم الـ ميلان ، هناك قصص شيّقة تُروى في كل الأزمان
منها تستخلص العبرات وبها تُعاد أجمل الذكريات .
ولأن نادي ميلان رواية لا تزال فصولها جاريه ، صِيغت تلك الفصول
بصورة باهيه ، جاء الذهولُ من العالمِ من هولِ المنظر ، ومن فظاعة
المظهر الأحمر ... حيثُ الإكتساح والنجاح ضدان لم يتفقا إلاّ مع
المارد الأحمر .. حيثُ ميلان أسطورة الزمان .. وواجهة الطليان .
في تلك الرواية المستمره ... هناك عناصر صنعت الفرح والمسره
فهل نذكر باستن وما سبّبه للحراسِ من يأسِ ؟ .. أم أننا نذّكرُ باريزي
وعدد ما حمل من كأسِ ؟ .. أم نلّفت النّظرَ إلى نوردال عندما
كانَ يختال ! ..أم يا ترى نترك كل هؤلاء ونكتفي بعنصر
جولييت ذاك الخطر المُمِيت ؟
من يا ترى من النجوم نذكر ؟ ! .. ومن من هؤلاء نترك ؟ !
أنهم شخوص تفاعلوا مع مجريات أسطوره لم تنتهي ولا يزال التفاعل
مستمراً عبر أشخاص أُخرْ .. فـ ميلان هكذا يبدو للناظرِ ..
الإستمرار شعاره .. وحصد البطولات عنوانه .. !
أحبتي ..
بتواجد باستن مع ميلان إعتدنا على مُشاهدة دراميات عجيبة فبات المرء فينا
يرى أموراً غريبه اختص بها باستن وحده .. !
وبالطّبعِ .. لن نذّكرَ كلَ القصص .. فالمقام لا يتّسعْ !
ومِن ذلك ..
ما فعلهُ بكاليارِي في المباراةِ الشّهيره والقصةِ العجيبة والتي شاركه بطولتها
الرائع الآخر فابيْو كابيلوا .. والأثنين بحقِ من نوادرِ الزمانِ ..
مع الإختلاف في تخصص كل منهما ما بين لاعباً ومدرباً .
ففي ذات يوم وبينما كان الميلان يتنقل ما بين رحبات بلاد الكالشيو
مُحققاً الإنتصارات .. وتاركاً في كلِ ملاعب الطليان أروع البصمات
ونحن على تلك السيفونيات .. عشنا أحلى الذكريات .
في تلك الأيام .. واجهنا كالياري والذي ظهر أمام ميلان كالثعبان السام
واستغرب المشجع الخاص والعام .. ما بدأ على نجوم ميلان من صيام
فالصورة سيئه .. واحوالنا ظهرت بأنها غيّر مشجعه
وأما كالياري تيقن الجميع بأنه قد حان وقتُ حدوث المُعجزه .
نعم .. هي مُعجزه !
أن تفوزَ على ميلان في ذاكَ الموسم فأنت حققت بطوله مصحوبة بمعجزةِ !
وياله من إعجاز بطولي .. !
فميلان فريق غير قابل للكسرٍ .. !
أمامَ كِبار ظهر ذلك .. فكيف وكالياري يفعل مالم يخطر على بالي وبالك !
لحظه من فضلك يا كالياري ..
أنتَ تواجه ميلان .. حديث كل الأزمان !
هل يا تُرى أدرك كالياري بين شوطي المباراة فداحة الأمر الذي أرتكبه ؟ !
كيف يجرؤ على فعل ما فعلهُ ؟ !
ألم يعلموا أن قائد هجوم ميلان باستن الفنان .. !
ألم يدركوا أن قائد كتيبة ميلان كابيلوا الرنان .. !
انتهى شوط المباراة الأول بتقدم كالياري بهدف يتيم .. وأخلى الفريقان
الملعب بخفّي حنين .. !
وبعد قليل ..
الشوط الثاني على الأبواب .. ويجب وضع جداً لحالة فقدان الصواب !
يا آلهي ..
باستن بجوارِ كابيلوا يقف مستمعاً .. مالذي يحدث ؟
الأمور تبدو غير واضحة ! .. وفجأة - الجمهور يصرخ - ماهذه الأحداث الفاضحة ؟ !
نُريد للمباراة أن تبدأ .. ونريد للمفاجأة أن تبقى .
أنتهى الحوار بين الأسطورتين ..
باستن يقف في مكانه .. وكابيلوا عاد إلى إدراجه .
وقبل ذلك إشارة من كابيلوا إلى باستن ..
وتلى ذلك رد للإشارة من باستن إلى كابيلوا.. و تبعتها إبتسامه مُتخفيه بين جنبات باستن !
يا للعجب .. !
ما سر ما حدث ؟!
هل هو بداية الطوفان ؟ هل جاء دور ميلان لترجيح كفة الميزان ؟ !
أحد الحضور متسائلاً - وبسخّريه - : هل يعتقدون أنهم لا يزالون قادرون ؟ !
ماذا يظنون أنهم فاعلون ؟ !
ولماذا هم هكذا يقفون ويجتمعون ؟
أنتهى الأمر .. وحان للخيار المُر أن يمُر !
ويجيب باستن بثقة في نفسهِ :
إعلموا انكم تواجهون ميلان .. ويجب لهذه المهازل أن تكون في طي النسيان !
وابتدأ الشوط الثاني ..
الأمور تبدو للأحمر والأسود بأنها جيده .. والفريق عاقد العزمِ على مسح الصوره السّيئه .
وفجأة ... !
الصمتُ يُخيّمُ على ملّعبِ كالياري .. !
الذهول يعلوا تلك الوجوه الواثقة .. !
ياترى ..
أين رهانهم ؟ .. وما الذي تغيّر ؟ .. وما سبب الإنقلاب في المباراة ؟
ونظرتُ بعيداً هناك .. حيث يتواجد كابيلوا ..
فشاهدتُ المدرب الداهية .. متشبثاً بمقعده ..
أين صراخه وتوجيهاته ؟ .. وأين التوتر الذي رأينا في خطواته ؟
لماذا يُصرُّ على البقاءِ مُشاهداً لما يحدث ؟
انتقلت عيني إلى الجهة الأخرى حيث مُدرب كالياري ..
فشاهدتُ مالم أشاهده في كابيلوا ..
توتر .. وقلق .. وصراخ لا ينتهي !
ما الذي حدث .. ؟ ! وما الذي تغيّر .. ؟ !
هل يا ترى جار الزمان وخسر ميلان ؟
أم إن الأبطالَ عادوا لنشرْ الخيال ؟
ومرة أخرى .. مرّرتُ ناظري إلى مسرحِ الحدث ..
إلى المستطيل الأخضر أمرتُ عيني بالإنتقال
فشاهدتُ عريساً واحداً ..
كان مُتقمصاً الرقم 9 ..
حاولت أن أبعدُ عيني عنه لعلّي أجدُ غيرهُ
ولكن أعيت عيني عن ذلك ..
فقلتُ لعلي أُعيد الكرّه .. ومرة أخرى فشلت !
وعندها تيقنّتُ أن هناك سحرُ وجمالُ فاتن .. سبّبهُ فان باستن ..
ولكن يبقى السؤال ..
ماذا حدث ؟!
وما الذي فُعل بـ كالياري ..
كل ذلك حدث والدقيقة في الملعب 18 من الشوط الثاني .
فما بينَ الحوارِ الذي تمَ بين كابيلوا وباستن وما بين حالة الذهول
التي أصابت الحضور 18 دقيقة فقط .
هل يا ترى كانت كافية لفعل ذلك .. !
الأحداث المُثيرة .. والتغيرات العجيبة .. تقول ذلك !
تقول تلك الأحداث أن تلك الدقائق شهدت
التّحول العظيم !
وعندها ..
سألتُ أحد أصدقائي عمّا حدث : فقال متعجباً : حتى أجدُ تفسيراً
لما حدث سأخبرك حينها !
هل وصل الحال بفظاعة الأمر إلى ذلك .. !
كيف غُيّرت المُباراة ؟! .. وكيف تبدلت الأحوال ؟!
كل تلك الأسئلة أريد الإجابة عليها .. وفي الوقت ذاته
البسمة مُستمره على مُحيّا كابيلوا .. وعيني ترفض النظر إلى غير باستن !
وفجأة ..
باستن يخّرجُ من الملعبِ .. !
وكابيلوا يسّتقبلّه ويأخذ بيدهِ ..
كيف يفعل ذلك وهو قبلَ لحظات مُجتمع مع باستن على مرّأى من الناسِ !
وبعد أفول نجمِ باستن أخذت عيني بالتنقلِ بحرّية
وتخلّصت أخيراً مما فرضه عليها باستن من ديتكتاتوريه !
خرج باستن من الميدان ..
ولا زلت أبحث عما حدث للميلان !
سألت صديقي مرة أخرى : لعمّرك .. أخبرني ما سبب خفقان قلّبك ؟
فرد هذه المرة وهو يعي ما يقول : أين كنّتَ عمّا حدث ؟
ألم ترى ما فعله باستن ؟
وعندما نطق بـ باستن .. أيقنتُ أن شيئاً عظيماً حدث في اللقاء !
فعندما يكون الحدث من صنع باستن فأنه قطعاً سيكون حدثاً غير عابر
بل هو حدث سنتوقف عنده مراراً وتكرارً .
ليس ذلك فحسب .. ! بل أن هذا الحدث به سيستشهد الزمان !
وبعد أن حدّثتُ نفسي قليلاً .. ورسمتُ في داخيِ مُجريات واستراتيجيات ما
فعله ذاك الفنان .
بادرته بالسؤالِ : وما الذي فعله باستن ؟
فأجاب : فعل ما لم يكن بالحسبانِ .
ورددتُ على الفورِ : هذا أمر طبيعي من ذاك الفاتن ؟
فقال : أعلم ذلك .. ولكن ما حدث في كالياري أمرُ قريب من نسج الخيال .
فقلتُ له قبل أن أتركه : لم تات بجديدِ !
ظللتُ حائراً أبحث عن الحقيقة .. ما هي الأمور الغريبه !
لماذا ترتبط بباستن وحده !
هل هو قدره !
أم إنها خاصية ارتبطت بهِ !
في ذاك اليومِ عشتُ تائهاً
ومن هناك .. من مكانِ مُظلم وبعيد .. جاء المُنادي بخبر جديد .. !
فقلتُ له : صف لي ما حدث ؟
فأجاب على الفورِ : إن صاحب الرقم 9 قلب المباراة رأساً على عقب
بعدما جندل مدافعي كالياري - وهو بذلك لم يأتْ بجديدِ - وسجل هاترك
في أقل من 18 دقيقه .
قلتُ له : كيف حدث ذلك ؟ وما الذي تغيّر ؟
فقال : لا شيء تغيّر !
فبادرتهُ متسائلاً : هل غيّر كابيلوا من طريقتهِ ؟
فقال مُتعجباً : لا .. ولكني رأيته يقفُ مع باستن قبل بداية الطوفان .
وهنا توقفت في دقيقةِ صمتِ !!!
وبعد تفكير طويل تمكنتُ من برمجةِ ما حدث
فذاك الأجتماع بينَ الأسطورتين كان هو السر الذي به حُطم كبرياء كالياري .
كان ذلك بداية النهاية للمفاجأة المأموله .
فبكلماتٍ قليله تولاها كابيلوا شرحاً .. وباستن تنفيذاً قُضي على الفريق المضيف
هكذا كان قدره .. فهو يواجه ميلان ! ويواجه باستن الفنان !!
هكذا كانت نهاية القصة ..
سقوط ودمار حلَ بكالياري .. سببه إعصار أحمر بقيادة باستن .
كانت قصة غريبة .. يرونها هكذا ! .. وهي أمر عادي لمن عرف باستن حق المعرفه
وبتلك القصه ..
تعددت التفسيرات .. والنتيجة واحده
والنهاية مُتشابه .. انتصار بعد اقتحام وسبق ذلك أروع انسجام
وكلمة السر في ذلك .. فان باستن .
هكذا كان باستن كان السلاح الوحيد لسبيل النجاح .. كان الألهام
كان روح الفريق .. كان المنقذ الوحيد لـ القارب غريق .
كان باستن صانع الحدث الأول .. كان المعادلة الصعبة في الكالشيو
كان الهدف الأوحد للمدافعين .. كان الأستاذ الأكبر للمهاجمين .
كان الإبداع .. كان الإمتاع .. بل كان أكبر من ذلك .
في أي ملعب وطأت قدمه .. تزداد مقدار عظمته .
إنه زمن الكرة الجميل .. منه استنشقنا الهواء العليل !
ولقد رحل ولن يعود .. وبرحيله آن للكرة الجمود !
لطالما ظلَ وسيظلُ مقياس النجوم في قلب الهجوم .. !
هو كذلك بقي وسيبقى في ميلانِ والطواحين
نعم .. هو المقياس ..
فلو نطق الكالشيو لنطق بباستن كأفضل مهاجماً شرّفهُ .
خمس سنوات في الكالشيو فقط كانت كافية لأن يكون باستن
كذلك .. وهي سنوات مليئة بالحزنِ والفرحِ وهما السّمة
التي طُبعت بها حياة باستن .. ورغم ذلك كانت كافيه لأن يكون الأفضل !
باستن قصة طويله عرفها العالم أمام الإنجليز عام 88 م
ويومها كانت الشباك الإنجليزيه على موعدِ مع هاترك
من توقيع الشاب باستن حينها .. !
منقول |
الوضع العادي
