رئيس المجلس : نبدأ اجتماعنا الأول لرابطة العشاق والمحبين بلقاءٍ تعريفيٍ بين أعضاء الرابطة، ختم عبارته هذه بإشارةٍ من يده إلى العضو الأول، تفضل حدثنا عن نفسك .

العضو الأول بصوته المبحوح : أنا عاشق وغارق في أعماق الحب، عشقت امرأةً كانت تختلف إلى حراج بن قاسم بشكلٍ شبه يومي، تتأبط شيئاً من أدوات المطبخ المستعملة لتستعين بها على شظف الحياة وقرف الواقع، أعجبني جهادها وقتالها، والحياة يا أستاذي عقيدة وجهاد، فغرقت في لجج مواعينها وملاعقها، قصدي في لجج حبها الثائر الهادر ...... الغادر، والصراحة يا دولة الرئيس أصابني سهمها الطائش ففتت البقية الباقية من جسدي، فأصبحت أردد قول المتنبي :


وما صبابة مشتاقٍ على أمل - من اللقاء كمشتاقٍ بلا أمل



رئيس المجلس : طيب ماهي خياراتك المستقبلية، طموحاتك، خططك، بالعربي ماهو مصير هذا العشق ؟

عاشق الحراج : والله يا دولة الرئيس الحياة صعبة، والجوع كافر وابن كلب، والحب لا يسد جوعةً ولا يستر عورة خاصةً هذه الأيام، وأنا طموحي فتاة جامعية وموظفة تنفق علي من حر مالها، وأغدق عليها رحيق الحب !

رئيس المجلس : أنت عالة على الحب يا أستاذ، والاستنساخ يغني الأنثى عن الرجل وأشباه الرجال أمثالك، ثم تعال هنا، ما هي مؤهلاتك ؟

عاشق الحراج : لم أكمل المرحلة الابتدائية !!

رئيس المجلس : وطموحك فتاة جامعية ؟

عاشق الحراج : نعم، وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام، ولن تبلغ المجد حتى تلعق الجزمة، قصدي تلعق الصبرا .

رئيس المجلس : وبائعة الصحون والملاعق ؟

عاشق الحراج : لا أبوها لا أبو أبوها، والتبن ما باقي إلا هي، أنا رجل والحمد لله لم يخلقني ربي امرأة !!!

رئيس المجلس : إنتا ولد قليل الأدب ومش متربي، أنت عار على العشاق، أنت جريمة في حق الحب، أنت وغد رخيص، طماع انتهازي، أنت .... ما أدري وش أقول، أكيد تافلٍ في فمك اللي صفعته زوجته على قفاه بالنعال، المدعو عمر الأثري، فقام يسبها على شبكة النت ويسب النسوان، والقضية كلها كما نسميها نحن علماء النفس إسقاطات نفسية متراكمة، صفعة واحدة بحذاء الحمام على القفا فعلت به هذه الأفاعيل، فكيف لو صفع بها على خده، أنت مطرود ولا كرامة، اخرج من مجلس الحب المهيب، والى الأبد .

أشار رئيس المجلس بيده إلى شخصٍ آخر، وأنت حدثنا عن نفسك .

العضو رقم اثنين : أنا يا سيدي أعمل سائقاً في سيارات الأجرة، والصراحة عيني زائغة جداً تجاه أي طيفٍ أسود مهما تدنت جودة جماله، عيني فيها ميلان محوري شديد نحو قلة الأدب، إن شاء الله لو كانت بقرة ذات لونٍ أسود، أهم شيء جسد متحرك عليه عباءة ذات خيالٍ أسود، لكن قلبي نظيف، وعندي ضمير، وأخلاق، وحشمة، ووقار، وذيل، قصدي وعقال يتدلى منه ذيل، وأهم شيء الأخلاق في هذا الزمن الذي بارت فيه الأخلاق وكسدت .

الرئيس مقاطعاً : الزبدة يعني، لماذا انتسبت إلى مجلس الحب المهيب ؟

العضو رقم اثنين : أنا أحب وأعشق .

الرئيس : شوف يا إبني الحب غير العشق لا تخلط بين المعنيين .

العضو رقم اثنين : قصدي أنا أعشق، نعم أعشق، يعني فيه شيء داخل قلبي يعورني، كلما رأيت طيف تلك المعشوقة !

الرئيس : صف لنا هذا الشيء الذي يؤلم قلبك ؟

العضو : كلما رأيتها يا دولة الرئيس، حطيت يدي على قلبي، قصدي على جيبي، علشان فيه فلوس، والصراحة المعشوقة هذه كل شوي تبي ذهب وخواتم، وهدايا، وموبايلات، يعني عشق وخراب ديار، وأنا ما كنت أفكر في أن العشق كذا، يعني كنت أبي منها شيء واخلص !!

الرئيس : إنتا قليل الأدب وإنسان واطي ووسخ جداً، ما همك إلا قضاء وطرك النجس أيها المريض ؟ اخرج قبح الله قفاك، لقد دنست مجلس الحب المهيب .

دولة الرئيس : وماذا عنك أيها العضو الثالث ؟

العضو الثالث : دولة الرئيس، السادة الحضور، مشكلتي أنني عاطفي، أي امرأة أشوفها في الشارع أو على الماسينجر، أقول لها أحبك وأهواك، وأرغب في الارتباط بك، وقد واعدت حتى اللحظة حوالي خمسة عشر امرأةً بالزواج، لأنني إنسان عاطفي جداً ولا أملك التحكم بأعصابي أو بنفسي .

الرئيس : خير إن شاء الله، خمسة عشر أنثى دفعةً واحدةً، ليش حنا في سوق الخضراوات ؟ يا أخي الشرع أعطاك الحق في أربعةٍ فقط، وش اللي طيحك على خمسة عشر امرأةً دفعةً واحدةً ؟؟

العضو الثالث : تقدر تقول شركاء في الجريمة، يعني أنا عاطفي، وهن مجنونات ! بس حلوة آخذ أربعة، وبعد فترة أغير أربعة، وهكذا دواليك، حتى أوفي بوعدي مع الجميع .

استشاط رئيس المجلس غضباً، وضرب بقبضته طاولة الاجتماعات قائلاً : من فين تتحذف علينا هذه البلاوي ؟ وهل نحن في سوق نخاسةٍ أيها الوغد ؟ اخرج ولا ترجع إلى هنا أبداً، وتكلم يا عشاق القرمزية .

عاشق القرمزية : سيدي الرئيس، السادة الأعضاء المحبين، إنني أتمثل قول يوسف العظمة :


خاطبتني في حمانا ظبية - أتحب الشوق في عين الصبية

قلت لا أعشق طرفاً ناعساً - وخدوداً وشفاهاً قرمزية

إنما أعشق صدراً عامراً - يحمل الموت ويزهو بالمنية

أدركت سري فقالت ظبيتي - أنت لا تعشق غير البندقية

الرئيس : أنت رجل شريف أيها العاشق، ولكن لا مكان لك هنا بيننا، فهذا مجلس عشقٍ وليس ساحة حربٍ، ومكانك أيها الرجل الشريف في ساحات الوغى والعزة ورفع الرؤوس، ورؤوس غالبية الحاضرين هنا مطأطئةً في خشوعٍ من هول لواعج النفس المعذبة بالشوق إلى المحبوب، لذلك عطنا مقفاك ومن غير مطرود، وتفضل يا عاشق الأمل .

عاشق الأمل : إخواني العشاق، أنا عاشق شريف، عشقت فتاةً وعشقتني، فطار عقلي وانفطر قلبي وتمزق وجداني، كلانا اشترك في هذه الجريمة، هي ألقت علي كلاماً، وأنا مهدت لها السبيل، فوقعنا في الفخ ويا لهول ما وقعنا فيه إنها نيران العشق الملتهبة، التي تقتحم الأسوار بدون سابق إنذار، لا أطمع فيها إلا بالحلال، ولا أرتضي تدنيس هذا الحب أو تلويثه، وقديماً قالوا إذا نكح الحب فسد، ولتلعني شفاهكم إلى يوم الدين إن رمت غير ذلك، أخاف عليها مني ومن ذئاب الزمان، وأشعر أني أقتلها بهذا العشق ولا أمانع في قتل نفسي فداءً للتراب الذي تطأه، ألثم الهواء الذي مر بقربها، وأضع خدي على قارعة خطاها، قررت أن أضحي بنفسي لأجلها إن هي ابتعدت عني إكراماً لها فقط، قدمت لها هذه التضحية هديةً لمستقبلها ولروحها ثمناً بخساً تافهاً لا يرقى إلى موطئ قدمها، فازدادت إيغالاً في حبها وعشقها، تعبت وجعت، لا أنام الليل، ولا أهنأ بحياةٍ، أصبح حالي كما قال الأول


مررن وقد أقصرت خطوي تأدباً - وأجمعت أمري في محافظة الصبر

فطأطأن للتسليم منهن أرؤساً - عليها أكاليل ضفرن من الشعر

فألقيت كفي فوق صدري مسلماً - وأطرقت نحو الأرض منحني الظهر

وأرسلت قلبي خلفهن مشيعاً - فراح ولم يرجع إلى حيث لا أدري

كنت أقول لها :


صوني جمالك عنا إننا بشر - من التراب وهذا الحسن روحاني

أو فابتغي فلكاً تؤوينه ملكاً - لا تنصبي شركاً للعالم الفاني


ولكن لا حياة لمن تنادي، فأنا معذب أتمزق، وهي تتقلب على فراش الجمر من هول ما حل بي وبها، هل من ترياقٍ أو إكسيرٍ يمزق حبال هذا العشق القاتل وإلى الأبد، إكراماً لروحها لا لي ؟ لقد استودعت روحي عندها حتى ألقى الله .

دولة الرئيس يكفكف دمعةً ساخنةً سحت على خده حتف أنفه، وقد اختلط بكائه بنشيج الأعضاء، تمالك نفسه قليلاً قبل أن يقول : جرحت أرواحنا أيها العاشق الشريف، وخدشت شغاف قلوبنا، هذا حب سامٍ وراقٍ لم أسمع به من قبل ألا في كتب الأدب والتراث، هذا حب نادر لا مثيل له في هذه الحياة، مرحباً بك عضواً محترماً وأميناً عاماً لمجلس الحب وإلى الأبد، أيها السادة : إنني ووفق الصلاحيات التي أعطيت لي في هذا المجلس، أعلن لكم تعيين عاشق الأمل أميناً عاماً لمجلس الحب ابتداءاً من هذه اللحظة، وأعلن لكم انتهاء أعمال المجلس لهذا اليوم، وإلى لقاءٍ آخر من لقاءات الحب والعشق والغرام .

انفض المجلس وبقي دولة الرئيس لوحده على طاولة الاجتماعات، فتح جهازه المحمول ( اللاب توب ) وشبك اتصاله بالشبكة الدولية ( إنترنت ) فتح برنامج المحادثة الماسينجر، فجأةً فتحت نافذة لفتاةٍ اسمها توتو، وينك، رد عليها أحبك، نافذة أخرى للولو، تأخرت، أجابها أعشقك، ، ثالثة لفتاةٍ رمزت لاسمها بالفاتنة وين الناس ؟ أجابها أنت فقط ولا أحد سواك، سادسة، وسابعة وخمسين، ومائة، مسج على الجوال، رنة محمولٍ آخر، وهو يردد كلماتٍ ممجوجة ولزجةً ومرة وخاويةً وتافهةً لا معنى لها، أحبك، أعشقك، أذوب فيك، أموت لأجلك، وإذا كان رب البيت بالدف ضارب - فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .

أجارنا الله وإياكم من هول العشق، ومن مصيبة الحب، وإلى أخواتي الفتيات، احذرن الذئاب، على رأسهم الذئب العجوز الخفاش الأسود، والمعصوم من عصمه الله ..................... والله يستر .



الموضوع منقول من الكاتب / الخفاش الاسود

.

.

فجأةً فتحت نافذة لفتاةٍ اسمها توتو، وينك، رد عليها أحبك، نافذة أخرى للولو، ..!!


أسماء رومنسية ..!!


والحب مشكلة صراحة ..!!


مشكووووور خيوووو ..!!

مشكور

يعطيك الف عافية

ما شاء الله هذا سيناريو كامل بس يبي له بعض التعديل ويطبق كمسرحية هادفة أو كحلقة من حلقات أحد المسلسلات الإجتماعية...

مشكور والله يعطيك العافيه على حسن أختير الموضع المنقول....

شوكرن شوكرن..
على الموضووع

اصحاب الردود اعلاه اشكركم جميعا كُلا بإسمه

على تعقيبكم على الموضوع

وتقبلوا تحياتي

محبكم بلسم 111