
10/07/2001, 04:19 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 11/04/2001
مشاركات: 171
| |

سلام على عمر في الصالحين ( تأملات في سيرة عمر ) أيها الأخوة .. ما أعظم أن نتحدث عن القيم ، ما أعظم أن نتحدث عن المثل
ماأروع أن نتحدث عن الأخلاق .. ولكن الأروع من ذلك كله أن نرى المثل رجالا
والأخلاق فعالا ، أن نرى ذلك كله يتجسد في سير شخصيات عظيمة تتسامى حتى يتحقق
فيهاالمثل والأخلاق والقيم كأوضح وأجلى ماتكون .
وفي رحاب علم من هذه الأعلام وشخصية من تلكم الشخصيات مع الرجل الذي لم يكن قمة في الزهد ولاقمة في العدل ولاقمة في العبادة ولاقمةفي الورع وإنما جمع تلك القمم في قمة واحدة .. مع رجل نقف في رحابه فنرى روعه وبساطته عدله وزهادته نسكه وعبادته .. مع ابن عبد العزيز الأغر مع ابن عبد العزيز عمر مع صاحب النفس التواقه ، لقد كانت نقطة التحول في حياة عمر عندما ولي الملك والخلافة فحيزت له الدنيا بحذافيرها .. لقد كانت نقطة التحول في حياة عمر أن فتحت خزائن الدنيا كلها بين يديه يأخذ منها مايشاء ولايحاسبه أحد إلا الله .
حدثت زوجه فاطمة بنت عبد الملك رضي الله عنهما جميعاً قالت كان عمر يذكر الله في فراشه فينتفض كما ينتفض العصفور ثم يستوي جالساً يبكي حتى أخاف أن يصبح والمسلمون لا خليفة لهم أمسى ذات ليلة بعد أن فرغ من استعراض حوائج الناس فأطفأ السراج ثم قام فصلى لله ركعتين ثم أقعى جالساً ووضع ذقنه على يده وظل يبكي حتى إذا جاء الصباح قالت له زوجه فاطمة يأمير المؤمنين أمر ألم بك أم ماذا دهاك فأجابها عمر إني تذكرت البارحة من أمر الرعية فذكرت الأسير المقهور والغريب القانع والفقير المحتاج فعلمت أن الله سائلي عنهم وأن محمداً صلى الله عليه وسلم حجيجي فيهم يوم القيامة فخشيت أن لاتثبت لي حجة فخفت على نفسي فذاك الذي أبكاني !
أتت جارية سوداء لعمر فقالت ياأمير المؤمنين إني رأيت البارحة رؤيا قال ما رأيتي قالت رأيت كأن الصراط نصب على متن جهنم ثم جيئ بالخلفاء فجيئ بعبد الملك ابن مروان فسارعليه فما هو إلا قليل حتى انزلق فسقط في النار قال هيه! قالت ثم رأيت الوليد بن عبد الملك وقد جيئ عليه فمشى قليلاً ثم تكبكب في النار فعلى بكائه قال ثم هيه! قالت ثم رأيت سليمان جيئ به فمشى عليه ثم كان قليلاً فأنزلق في النار قال هيه! قالت ثم جيئ بك فأشتد بكائه وهو يقول هيه! قالت يأمير المؤمنين ثم رأيتك نجوت ثم رأيتك نجوت ! حتى أفاق من غشيته في البكاء !
لقد ولي عمر الخلافة فنظر إلى بيت مال المسلمين ثم نظر إلى مافي يده وفي يد أمراء
بني أمية فبدأ بنفسه فدعا زوجه فاطمة فقال يافاطمة هذا حليك تعلمين من أين جاء به أبوك فإن رأيت أن أرده إلى بيت المال فعلت وإلا فخذيه وفارقيني فاوالله لا أجتمع أنا وهو في دار أبداً فقالت لا والله ياأمير المؤمنين بل أوثر صحبتك!
حتى إذا نزل به الموت بعد طول استعداد له فأتى إليه ابن عمه مسلمة بن عبد الملك وقال يا أمير المؤمنين إنه قد نزل بك ماأرى وإنك قد تركت صبية صغاراً لا مال لهم فأوصي بهم إلي أو اقسم لهم من هذا المال فقال عمر أدعوا إلي أبنائي
فدعوا إليه بنيه كأنهم أفراخ فنظر إليهم .. بحنان الوالد .. نظر إلى ضعف الطفولة وبرائتها في أعينهم فقال بنفسي بني بنفس الفتية الذين تركته ولا مال لهم أي بني إن أباكم كان بين أمرين إما أن يغنيكم ويدخل النار أو يفقركم ويدخل الجنة وإن أباكم قد اختار أن يفقركم ويدخل الجنة .. إن وليي عليكم الذي أنزل الكتاب وهو يتولى الصالحين اصرفوهم عني !!
كان عمر يقول : رباه أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ولكن أثقل ما أعد لا إله إلا الله .. وقال اخرجو عني وقرأ قوله تعالى ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علواً في الأرض ولافساداً والعاقبة للمتقين ) وأسلم عمر الروح فأغمضت عينان طالما بكت من خشية الله ، وسكت فم طالما تلجلج بذكر الله واستراحت يدان طالما قامتا بأمر الله .. وهكذا ودع عمر الأمة الإسلامية ..
فسلام على عمر في الصالحين ، وسلام على عمر في العادلين ..
عليك سلام الله وقفاً فإنني رأيت الكريم الحر ليس له عمر ..هذه سيرة عمر فإن كانت أعجبتك فأقتدي بها تكن بعض عمر .. وتذكر قول الشاعر :
إذا أعجبتك خصال إمرءً فكنه يكن منك مايعجبه..
فليس على الذود والمكرمات إذا جئتها حاجب يحجبه ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... |