15/08/2005, 08:59 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 31/03/2005 المكان: جـدة
مشاركات: 3,627
| |
علاقة غريبة وعجيبة ومحزنة في نفس الوقت،هل فعلا هذه العلاقة موجودة؟؟؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مرحبن بكم أيها الأحبتو الكرامو
كنتُ قد قرأتُ ذاتَ مرةٍ في أحدِ المنتدياتِ ، أنَّ هناك علاقةُ عكسيةٌ بين الموضوعِ ، وعددِ زائريهِ ، هذه العلاقةُ تقولُ : بأن الموضوعَ كلَّما كان جدِّيا ومهمِّا كلَّما كانَ عددُ الزائرينَ قليلا ، وكلَّما كان الموضوعُ تافهاً وساذجاً كلَّما كثُرَ عددُ الزائرينَ !
إن كانَ الحالُ هكذا فهيَ واللهِ قاصمةُ الظهرِ ، وجالبةُ الحزنِ ، هل فعلا هذه المواضيعَ التافهةَ تجلبُ الزائرين أكثرَ مما تجلبهم المواضيعُ الجادَّةُ ؟
لو اتفقنا مثلا بأن الوضعَ فعلا هكذا فهذهِ دلالةٌ خطيرةٌ على تفاهةِ العقولِ ، ونقصانِ الفهمِ ، وقلَّةِ الجدِّيينَ بيننا ، وكثرةِ الساذجينَ ؛ لأن العقلَ المتفتحَ لا يتقبَّل أبدا سفاسفَ الأمورِ ، حتى لو أجبرَهُ صاحبُهُ عليها فإنهُ سيرفضُها بالتأكيدِ ولن يستسيغَها ، بعكسِ العقلِ التافهِ الذي لا يجدُ متعتهُ إلا بالأشياءِ التافهةِ والساقطةِ قدرا ومقدارا ، نحن لا نستطيعُ أن نُعيبَ شخصا ما لأنه مثلا يحبُ الأمورَ التافهةَ بحكم طبيعتهِ التي تحكمُ عليهِ هذا ، ولكن نحن نحاولُ أن نعرفَ السببَ الذي جعلَهُ لا يلتفتُ إلى الأشياءِ التي تفيدهُ فضلا عن تركهِ للأشياء التي لا تنفعهُ ، هل هيَ التربيةُ ، أم المجتمعُ ، أم البيتُ ....أم ماذا ؟
من الجميلِ جدا بل من الضروريِّ أن يبحثَ الإنسانُ عن أشياءَ تسلِّيهِ وتبهجَــهُ وتفرحَهُ بعضَ الوقتِ ، ولكن من المحزنِ أن يذهبَ معظمُ وقتهِ إن لم يكنْ وقتُــهُ كلُّهُ في البحثِ عن هذهِ الأشياءِ .
مؤسفٌ أنَّ الكثيرينَ لم يتربُّوا منذُ الصغرِ على الاستفادةِ من الوقتِ ، وعدمِ إضاعتهِ في عدمِ فائدةٍ ، ليتَ الأهلينَ والمربينَ والأساتذةَ والمجتمعَ يحرصونَ على تنميةِ الجانبِ العقلي والنفسي المتعلِّقِ بقدرةِ الشخصِ على الرفعةِ بتفكيرهِ ، والسموِّ باهتماماتهِ ، والترفٌّعِ عن توافهِ الأمورِ ، والبعدِ عن ما يضيعُ الوقتَ بغيرِ فائدةٍ يحصلُ عليها من ورائهِ ، أو يجنيها منهُ .
نعم ، هناكَ الكثيرون الذين ينتمون إلى هذا النوعِ ، ورأينا بعضَهم وحادثنا أكثرَهُم ، في أغلبِ أوقاتهمِ إن لم يكن كلُّ وقتهم لا همَّ لهم إلا أن يكون الانبساطُ مرتعَهم ، والضحكُ مجمعَهم ، قد يقولُ البعضُ ( يا أنت معقد ) فأقول : يا ربِّ زدني تعقيدا ، ارجع إلى السطر الذي في الأعلى وانظر ما كُتبَ ( لا همَّ لهم ... ) أي غاية ما يريدون هو الضحكُ والسرور ، فآخرُ منتهاهم هوَ ، ونهايةُ مطلبهم هوَ .
البشرُ جميعهم يحبونَ الانبساطَ كثيرا ويحبونَ الضحك أيضا ، ولكن القليل منهم لا يحبُّ أن يكون جميعُ يومهِ ضحكٌ وانبساطٌ ، وجميع تصفحهِ بالإنترنت للتسليةِ فقط ، بل يحبُّ أن يزاوجَ وقتهُ بين المتعةِ والفائدةِ ، وأن لا يذهبَ الوقتُ الذي يقضيهِ في الإنترنت أو في غيرهِ دونَ فائدةٍ تذكر ، حتى لو كانت هذه الفائدةُ يسيرةً جدا .
قال عالم قديما ما معناه :
إضاعة الوقتِ أشدُّ من الموتِ ، ذلكَ أن الموتَ يقطعك عن الدنيا فقط ، ولكن إضاعتكَ لوقتك تقطعكَ عن الدنيا والآخرة أيضا . |