
08/08/2005, 07:50 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 23/05/2005 المكان: k.s.a
مشاركات: 290
| |
الامتحان فجأة وجدت نفسي أمام لجنة الامتحان ….. أعرف أن هذا الامتحان هو الوحيد ….. و عليه يتوقف مستقبلي … يا إلهي … مستقبلي !! …بدأت أردد هذه الكلمات مرات و مرات … و نظرت إلى ورقة الأسئلة.. كانت كانت بسيطة جدا .. هكذا تخيلت في بادئ الأمر .. و لكن , لفت نظري أن خانة زمن الامتحان تركت خاوية .. وجدتني أصيح مع المتصايحين : أين المراقب ؟ و علمت أن الأمر مقصود , فلا زمن للامتحان . و لا أعلم له وقتا محددا .
فجأة تذكرت أن من المباح في الامتحان الاستعانة بكل ذي رأي من هيئة التدريس و الزملاء .. هذا إلى جانب الكتاب المقرر الذي سيتم التصحيح بناء عليه .. كل هذه التسهيلات لهذا الامتحان الصعب .
فقط هناك الشرط الصارم و هو أن تسحب ورقة الإجابة في أي لحظة , و بدون إبداء أي سبب ..
و يا له من شرط .. كلما تذكرته انتفضت فزعا , فلم أجد سوى الله (( اللهم يا مقلب القلوب ثبتني , و ألهم رشدي )) أحاول التركيز .. أطمئن نفسي .. أحاول الإجابة , و أتلفت حولي .. و يا للعجب .. رأيت بعض زملائي لا يعطون هذا الامتحان المصيري أدنى اهتمام .. فبعضهم يلعب .. و آخر يلهو , و يقرأ ورقة الأسئلة ثم يضحك !! .. و هذا يرسم على الورقة بقلمه خطوطا فيها كثير من التعقيد , ثم يلهو بها .. وفجأة و في وسط هذه الأحوال المتضاربة وجدت المراقب يتجه نحو زميل لي يجلس عن جانبي مباشرة .. وجدته يصيح و يبكي : لم أنته من الإجابة بعد .. مستقبلي .. يا للهول لقد سحب المراقب منه ورقة إجابته.. و بدأ الموقف يتكرر مع آخرين , و اللاهون لم يتوقفوا رغم ذلك عن لعبهم .. حتى سحب المراقب من أحدهم ورقته و هو يتشبث بها قائلا : " أرجعوني .. أرجعوني .. لعلي أعمل صالحا في ما تركت ".
تلفّت فلمحت مجموعة تجلس في هدوء و سكينة .. يجيبون بجدية و اهتمام .. ترددت في الانضمام إليهم لكثرة ما يحيط بي .. و لكني فعلت , لأني عبثا حاولت الإجابة وحدي .. و لم أستطع .. و لحقت بهم .. و جلست في صفوفهم ..
الآن بدأت أجيب , و سحبت من أحدنا ورقته و صاحبها قرير العين , مطمئن النفس .. و أنا ما زلت أنتظر دوري .. و كأني أسمعه يهمس في أذني " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون " !! ؟؟ |