السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







الرحمه والتسامح صفتان لا يتحلى بهما الا من حسنت فطرته ، وعلا شأنه ، وهما من اسمى مكارم الاخلاق الفضيلة، فلولا الرحمه والتسامح لكانت حياتنا اشبه بحياة الغاب، لا نذوق فيها طعماً للامن والسكينه، ولا نشعر بقيمة الحياة التي تنبع سعادتها من عطاء الرحمة والتسامح فيما بيننا.
ان معنى الرحمه والتسامح ان تصفح عن الاساءه ، وتعفو عن الآخرين حتى في موضع القدرة على البطش والاذى ، وان لا تقاوم الشر بالشر والا اشتركت فيه، وان تتغلب على رغبتك في الانتقام وتسمو بنفسك الى درجة العفو والصفح والغفران.

جزاء اهل الرحمة:

فجزاء اهل الرحمه ان تشملهم رحمة الله في الدنيا والآخرة . وليس هناك جزاء اعظم من هذا الجزاء ، فما هدف الانسان المؤمن في الحياة. اليس بأن يقابل الله غدا بعمله الصالح حتى يكون في عداد من شملتهم رحمته ، فيكون من اهل الجنة.

الرحمة قسمان

* رحمة الخالق:
ان رحمة الله سبحانه وتعالى فوق كل رحمه، فهو الرحمن الرحيم، قال تعالى: (( ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما افضتم فيه عذاب عظيم)) .
فرحمة الله سبحانه وتعالى هي التي تحفظ الناس من كل مكروه. فلو تأملت في هذا الكون العجيب فرأيت موقع الارض من الشمس ، لأيقنت ان في ذلك حكمة ورحمة للناس فلو اقتربت الارض من الشمس لاحترقت بمن عليها، ولو ابتعدت عن الشمس كثيراً ، لتجمدت بمن عليها.
وكلما تأملت في عجائب هذا الكون ازددت اعجابا وايمانا برحمة الله عز وجل . قال تعالى: (( نبىء عبادي اني انا الغفور الرحيم)). فليس هناك راحم الا ويستمد رحمته من الله ، لأن رحمة الله وسعت كل شيء ، اما رحمة العباد فهي محدودة، قال تعالى : (( ولولا فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان الا قليلا)).

* رحمة المخلوق :
في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (( ان لله مئة رحمة، اعطى منها واحدة لأهل الدنيا كلها، وادخر تسعاً وتسعين الى الآخرة يرحم بها عباده)). فرحمة المخلقوين لا تساوي شيئاً امام رحمة الخالق. وكل ما في هذا الكون من آيات للرحمة ما هي الا شيء بسيط من رحمة الله على خلقه.

ومع ضآلة حجم رحمة المخلوقين الا ان الله سبحانه وتعالى وعد اولئك الذين اتصفوا بالرحمة بالثواب والنعيم، والمقامات العالية في الآخرة ، فطوبى لاهل الرحمة والتسامح الذين يقابلون الاساءة بالعفو والتجاوز ولا يرجون من ذلك الا طاعة الله .. طوبى لأهل الرحمة الذين يعيشون الصفاء في انفسهم فلا يعرفون معنى الحقد والكراهية وحب الانتقام .. طوبى لاولئك الذين كلما ظلمهم الآخرون ازدادوا طيبا وتسامحا معهم .. طوبى للذين عرفوا الرحمن فكانوا رحماء فيما بينهم.

كثيرون اولئك الذين يرفعون شعارات الرحمة والتسامح ولكن على مستوى العمل لا تجد لهم اي صدى اولئك هم اشد الناس ضلالاً لأن الرحمة والتسامح ليست كلمات فارغة و انما اساس عقيدة حركيه فاعلة وفي الآية الكريمه : (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)).

مشكور وتسلم