جرائم الانترنت <<<< انتبه لما تكتب - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

شرقي · #1 04/08/2005, 02:49 PM

جرائم الانترنت
Monday June 27, 2005

مقال: زهير جبر

عرب تايمز

الحكم الذي صدر قبل ايام على شاب امريكي من واشنطن بالسجن والغرامة بسبب ارتكابه جريمة ال SPAM كان بداية لتحرك امني واسع لشرطة الانترنت التي تم تأسيسها كدائرة تابعة للمباحث الامريكية مكلفة بملاحقة جميع جرائم الانترنت.
ومجرم ال SPAM مصطلح يطلق على الشخص الذي يقوم بارسال عشرات الرسائل دفعة واحدة عبر الانترنت الى اشخاص لا يعرفهم ولم يطلبوا منه هذه الرسائل والتي تكون - في الغالب- بيانات او اعلانات او شتائم.

ومع ان المئات يرتكبون هذه الجريمة يومياً ومنهم من لا يرى فيها جرماً الا ان العديدين لا يعرفون ان هذا العمل غير قانوني وكانت شركات الخدمة - مثل امريكا اون لاين- تقوم على الفور بالغاء اشتراك اي زبون يستخدم بريدها لارسال كمية من الرسائل دفعة واحدة الى قوائم بريدية يتم تجميعها عشوائياً ... ولكن ان تتدخل المباحث الامريكية وتلاحق احد الاشخاص وتقدمه الى المحكمة التي تحكم عليه بالسجن يعني ان مرتكب جريمة ال SPAM لم يعد يواجه خطر الغاء اشتراكاته مع شركات الانترنت وانما يواجه ايضاً السجن والغرامة.

واذا كانت جريمة ال SPAM غير مقبولة وتلاحقها المباحث فان الجرائم الاكثر اهمية وخطورة قطعاً ستتعرض الى الملاحقة مثل جرائم ارسال تهديدات الى الآخرين عبر البريد الالكتروني وهذا ما تم في الاسبوع الماضي حيث القت الشرطة الامريكية في نيويورك القبض على شابين امريكيين ارسلا تهديداً عبر البريد الالكتروني لجمعية اسلامية في ولاية متشغن وقامت الجمعية بتحويل التهديد الى المباحث التي لاحقت الرسالة الالكترونية وتوصلت الى عنوان مرسلها وقامت باعتقاله وتم تحويل الشابين الى المحكمة وقد يحكم عليهما بالسجن 12 سنة كاملة.

فقد قدمت وزارة العدل الاميركية اتهاما رسميا الى مواطنين اميركيين من ولاية نيويورك بتوجيه تهديدات بالقتل لمواطنين مسلمين مقيمين في ولاية ديترويت ويفيد محضر الاتهام ان مايكل براتيساكس وجون بارنيت وجها رسائل إلكترونية الى المركز الاسلامي الاميركي عدة مرات من منزلهما في ولاية نيويورك وهددا بقتل مسلمين يمارسون شعائرهم الدينية الاسلامية بحرية في الولايات المتحدة انتقاما لما يجري في منطقة الشرق الاوسط واوضحت الوزارة في بيانها انه يجب على هيئة الاتهام اثبات خطورة هذه الرسائل الإلكترونية. ومن الممكن ان تصل عقوبة براتيساكس للسجن 12 عاما بينما قد يحكم على بارنيت بالسجن 6 أعوام. وجاء الاتهام بعد تحقيق اجراه مكتب المباحث الفيدرالي الذي تشرف عليه وزارة العدل .... لقد حول المركز الاسلامي الرسالة التي وصلته عبر البريد الالكتروني للمباحث وقامت وحدة خاصة من شرطة الانترنيت في المباحث بملاحقة مصدر الرسالة ومعرفة الكومبيوتر الذي صدرت منه وبالتالي مكان هذا الكومبيوتر ومن هم اصحابه وقامت على ضؤ ذلك باعتقال المذكورين .... وهذا يعني باختصار ان كاتب اية رسالة عبر الانترنيت حتى لو كتبها من بريد الكتروني وهمي او مزور لا يمكنه الهروب من الملاحقة القانونية .... وهذا ما حصل مؤخرا في السعودية فقد اعتقلت الاجهزة الامنية السعودية مجموعة من الاشخاص يكتبون ويبثون رسائل بذيئة عبر الانترنيت حيث لاحقت الجهات الامنية هذه الرسائل وعرفت مصادرها وهو الامر الذي دفع مسئولا في وزارة الداخلية السعودية الى التصريح قبل مدة بأن الوزارة ستلاحق الذين يسيئون للاخرين عبر الانترنيت .

من المعروف ان ابداء الرأي شيء وارسال بريد الكتروني يتضمن تهديدات شيء اخر وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها اعتقال اشخاص بعد تهديدات عبر الهاتف او البريد الالكتروني والطريف ان الكثيرين من عرب امريكا يتبادلون تهديدات بالقتل عبر البريد او بالهاتف كلما اختلفوا ويظن البعض ان تستره وراء جهاز كومبيوتر في غرفته في مكان ما من العالم يعني ان احدا لن يعرف علاقته بجريمة يرتكبها عبر الانترنيت ... ربما كان هذا صحيحا قبل سنوات ... ولكن بعد تطور خدمة الانترنيت وسن قوانين دولية لضبطها وتشكيل شرطة انترنيت لملاحقة المجرمين اختلفت الصورة تماما واصبح بامكانك سوق من يرسل اليك بتهديد او حتى بشتائم بذيئة الى القضاء ... اذا يكفي ان تحول رسالته الى المباحث في بلدك سواء كنت تعيش في امريكا او خارجها حتى يتم التعامل معها من قبل محترفين في اجهزة الشرطة .

مطاردة المباحث الامريكية لمرتكبي جرائم الانترنت سواء كانت بسيطة مثل ال SPAM او خطيرة مثل تهديد الاخرين بالقتل دفع شركات الخدمة الكبيرة مثل ال HOTMAIL و YAHOO وغيرها الى التشدد في مراقبة المشتركين وتقديم معلومات عنهم وعن عناوينهم وعن ال IP اي اجهزة الكمبيوتر المستخدمة للدخول الى الانترنت الى الجهات القانونية حتى لا تتعرض هذه الشركات الى الملاحقة القضائية واصبح بامكان اي مواطن يتلقى رسائل SPAM (دعايات وبيانات واعلانات غير مدفوعة) تحويلها الى الشركة المزودة للخدمة لملاحقة مرسليها كما اصبح بامكان اي مواطن يتلقى تهديدات عبر البريد الالكتروني ان يحول هذه التهديدات الى الشرطة الكترونياً وستقوم الشرطة بالباقي تماماً كما حدث للشابين الامريكيين في نيويورك.... ولو لم يقم المركز الاسلامي في متشغن بتحويل الرسائل للمباحث لظل المركز يتلقى هذه التهديدات الى يوم يبعثون .

صحيح ان المباحث الامريكية مختصة بملاحقة الجرائم التي ترتكب في امريكا ولكن نظراً لان شبكة الانترنت محمية بقوانين دولية فان المواطن الذي يساء اليه او يتلقى تهديدات من هذا النوع من اشخاص خارج الولايات المتحدة يمكنه ايضاً ان يلاحق الفاعلين من خلال المباحث الامريكية التي تنسق مع الانتربول الدولي لمطاردة اللصوص والمخربين ومن خلال هذا التنسيق مثلا تم القاء القبض على الشاب الالماني الذي وزع احد الفيروسات ... وتم ذلك بتنسيق بين المباحث في الدولتين امريكا والمانيا وبوساطة الانتربول.... وتبين ان الشاب المذكور كان يدير عملياته من جهاز كومبيوتر في غرفته في قرية المانية معزولة واعتقد انه محمي وبعيد جدا عن اعين الشرطة .... الى ان فوجيء بالشرطة على باب غرفته ليلا .

الجيد في هذا التطور الامني لملاحقة مرتكبي جرائم الانترنت هو تعاون الشركات التي تقدم الخدمة في هذا المجال سواء كانت الخدمة البريد الالكتروني المجاني او مواقع حاضنة (سيرفرات) للمواقع خاصة وانه لم يعد صعباً التعرف على مرتكب الجريمة لان لكل كومبيوتير مربوط في شبكة الانترنت في اي مكان في العالم رمزه الخاص IP ومن خلال هذا الرمز يمكن الوصول الى اسم وعنوان صاحب الجهاز فما بالك حين يرتكب المجرم جريمته باستخدام سيرفر معروف لشركة معروفة.

هذا ما حدث معنا الشهر الماضي حين سطا لص على اسم الزميل اسامة فوزي من خلال شركة امريكا اون لاين وبدأ يبعث برسائل الكترونية موقعة بهذا الاسم وبعد اشعار الشركة بدقائق تم ايقاف بريد المذكور وملاحقته وتقديم معلومات كاملة عنه حتى بما في ذلك ال IP الذي استخدمه .

الشركة الفرنسية التي حضنت الشهر الماضي موقعاً بذيئاً تضمن معلومات عن جريمة قتل سارعت بعد دقائق من الاتصال بها عبر احد المحامين واحد المحققين الخاصين بها ليس فقط الى ايقاف الموقع وانما الى تقديم رسائل اعتذار فضلاً عن معلومات كاملة عن اسم وعنوان المجرم الذي استغل جهل اصحاب الشركة باللغة العربية لنشر صفحات تتضمن اعترافاً خطياً منه بمعرفة القتلة والمجرمين الذين اطلقوا النار على احد الزملاء والشركة الفرنسية لم تبادر الى هذا حباً بسواد عيوننا وانما لانها تعلم ان العاقبة (الجرمية) وخيمة خاصة ان الشرطة الفرنسية اكثر تشدداً على الارهاب الالكتروني من الشرطة الامريكية.... وكانت الحكاية ستتطور وستنتهي باعتقال المجرم وتخريب بيته وفضح اهله " بالصور " على شبكة الانترنيت لولا ان الزميل اسامة تنازل فورا عن حقه وسحب شكواه قبل ان تصل الى شرطة مكافحة الارهاب في فرنسا بعد ان اكتشف ان الحكاية ليست اكثر من " ولدنة " ارتكبها تلميذ مدرسة ولا توجد خلفها جهات واجهزة ودول .

يوم امس نشر احد المواقع السعودية خبراً زعم فيه انه اخترق موقع عرب تايمز وسيطر عليه لمدة 8 ساعات وهدد بتدمير الموقع ووضع صفحة نسخها من عرب تايمز ليدلل على فعلته ... طبعاً ... كان الادعاء كاذباً لكنه وفر لنا فرصة لتقديم دليل الى الجهات المختصة عن الجريمة لان المجرم تباهى بها في موقعه الذي تبين انه مسجل هنا في تكساس وحاضنه في امريكا وتركنا الحمار في السعودية يلهو بخصيتيه ولاحقنا الشركة الامريكية التي استخدم حاضنها (السيرفر) لارتكاب جريمة سيطرة وتدمير وخر مدير الشركة على ركبتيه معتذراً طالباً الصفح مقسماً اغلظ الايمان انه لم يكن يعرف ... وهو لم يفعل ذلك الا بعد ان لوحنا له بالعصا القانونية الغليظة!

احد القراء بعث برسالة الكترونية صريحة لاحد كتاب عرب تايمز - من خارج هيئة التحرير- قال له فيها صراحة انه (سيقتله) ... الكاتب حول الينا الرسالة ... ونحن بدورننا اتخذنا الاجراء اللازم ونحب ان نؤكد للغبي الذي يهدد الآخرين بالقتل هكذا - خبط لزق- انه سيندم واننا سنصل اليه حتى لو كان يقبع وراء كمبيوتر قديم في ادغال افريقيا.

خلاصة القول ... ان تمادي عديمي الاخلاق في ارتكاب جرائم الانترنت وارسال تهديدات او بذاءات وحتى سرقة جهود الآخرين لا يمكن التصدي له وايقافه الا اذا تعامل المتضررون مع هذه الظواهر بجدية ولاحقوها قانونياً واتصلوا بالجهات الرسمية والقانونية بشأنها خاصة وان الوصول الى المجرم ومعرفته لم يعد امراً مستحيلاً على الاقل بالنسبة لشرطة الانترنت التي تشكلت في عدد من الدول العربية والاجنبية من خبراء ومهندسين لهم باع في هذا الميدان ولشرطة الانترنت في مصر - مثلاً- الفضل في الكشف عن جريمة ابتزاز ارتكبها احد الاشخاص عبر البريد الالكتروني رغم انه استخدم كومبيوتر في احدى مقاهي الانترنت في الزمالك ... وشرطة الانترنت في دبي تمكنت من حل لغز نشر صور بنات دبويات على الانترنت خلال ساعات ... والامر نفسه يقال عن السعودية التي اعلنت رسمياً انها ستلاحق الذين يرتكبون افعالاً غير قانونية عبر الانترنت.
من المؤكد ان كثيرين منا يدخلون يوميا الى بريدهم الالكتروني فيجدون عشرات الرسائل والدعايات من اشخاص لا يعرفونهم .... وغالبا ما يقضي الواحد منا وقتا طويلا في حذف وتنظيف بريده الالكتروني بل ومنا من يعمد الى تغيير عنوان البريد للتخلص من هذه المشكلة مع ان من حقه لو اتبع الوسائل القانونية ان يضع الشخص الي فعل ذلك في السجن وان يغرمه اموالا طائلة لانه اعتدى على حقك وعلى خصوصياتك بغض النظر عن المكان الذي يعيش فيه هذا الشخص .

الشبكة الدولية (الانترنت) لم تعد غابة فلتانة يمارس فيها السفلة واللصوص والزعران جرائمهم دون حساب ... والقاضي الامريكي الفيدرالي الذي ارسل الشاب الذي وزع رسائل SPAM (اعلانات) عبر البريد الالكتروني الى السجن ستة اشهر كاملة عدا عن الغرامة قال للشاب عند اصداره الحكم ان ما فعله حتى لو كان يبدو بريئاً هو اعتداء على الآخرين ... هذا مع ان جريمة هذا الشاب لا تزيد على كونها توزيع اعلانات عبر الانترنت بهدف التربح فكيف سيكون حكم القاضي لو ان المتهم الواقف امامه ارتكب جريمة التهديد بالقتل ... او حتى ممارسة التلفيق بهدف الابتزاز وهتك الاعراض.

انا اشكر الجمعية الاسلامية في ولاية متشغن التي تعاملت مع رسالة التهديد التي وصلتها من المذكورين في نيويورك بجدية ولم تقم باتلافها من باب انها ولدنة و (طيش عيال) ... ولولا انها حولت الرسالة الى الشرطة لما امكن الزج بمرتكبي هذا الفعل في السجن ... ولربما شجعهما التجاهل على المزيد من ممارسة هذه الجرائم ... فهل نسير على خطاها حتى نساهم في تنقية العالم الافتراضي من المجرمين.