29/06/2001, 09:33 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 17/03/2001
مشاركات: 268
| |
أنــــــــــــــواع القلـــــــــــــــوب !! ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه ( صحيح الوابل الصيب من الكلم الطيب ) ثلاثة انواع للقلوب وهي على النحو التالي :
القلب الأول :
قلب خال من الايمان وجميع الخير ، فذلك قلب مظلم ، قد استراح الشيطان من القاء الوساوس اليه ، لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا ، وتحكم فيه بما يريد ، وتمكن منه غاية التمكن .
القلب الثاني :
قلب قد استنار بنور الايمان ، وأوقد فيه مصباحه ، لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية ، فللشيطان هناك اقبال وادبار ، ومجالات ومطامع ، فالحرب دول وسجال .
القلب الثالث :
قلب محشو بالايمان ، قد استنار بنور الايمان ، وانقشعت عنه حجب الشهوات ، وأقلعت عنه تلك الظلمات ، فلنوره في صدره اشراق ، ولذلك الاشراق ايقاد ، لو دنا منه الوسواس احترق به ، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم ، فلو دنا منها الشيطان يتخطاها ، رجم فاحترق ، وليست السماء بأعظم من حرمة المؤمن ، وحراسة الله - تعالى- له أتم من حراسة السماء ، والسماء متعبّد الملائكة ، ومستقرّ الوحي ، وفيها أنوار الطاعات ، وقلب المؤمن مستقرّ التوحيد والمحبة والمعرفة والايمان ، وفيه أنوارها ، فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو ، فلا ينال منه شيئا الا خطفه.
وقد مثّل ذلك بمثال حسن ، وهو ثلاثة بيوت :
بيت للملك : فيه كنوزه وذخائره وجواهره .
وبيت للعبد : فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره ، وليس جواهر الملك وذخائره .
وبيت خال صفر لاشئ فيه .
فجاء اللص يسرق من أحد البيوت ، فمن أيها يسرق ؟
فان قلت : من البيت الخالي ، كان محالا ، لأن البيت الخالي ليس فيه شيئ يسرق
وان قلت : يسرق من بيت الملك ، كان ذلك كالمستحيل الممتنع ، فان عليه من الحرس مالا يستطيع اللص الدنو منه ، كيف وحارسه الملك نفسه ..
فلم يبق للص الا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ، ولينزله على القلوب فانها على منواله .
انتهى كلامه رحمه الله مع الاختصار وبتصرف .
احبتي الكرام ،، كم يتمنى المؤمن ان يكون حال قلبه كما ذكر في النوع الثالث من القلوب ، القلب المتعلق بخالقه في كل حين ، القلب الذي يعرف معروفا وينكر منكرا ، القلب الذي ليس للشيطان سبيل عليه فلا تمتد اليه يد اللصوص .
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين . |