10/06/2005, 11:56 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 02/06/2002
مشاركات: 893
| |
سفر الحوالي : ( الفتنة الطائفية في العراق ) [align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
.
. آخر مقال منشور لفضيلة الشيخ ( سفر الحوالي ) .. شفاه الله وخفف عنه ..
وقد نشر يوم الأربعاء الماضي .. الموافق 1/5/1426
وذلك في موقع ( المسلم ) ..
.. الفتنة الطائفية في العراق
الشيخ سفر الحوالي الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن الواجب على المسلمين جميعاً في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة أن يبادروا لإطفاء نار الفتنة الطائفية أو الشعوبية أينما اشتعلت، فمن الطبيعي في ظل التداخلات والتعقيدات التي تشهدها المنطقة والعالم أن كل ما يؤثر في بلد يؤثر في الآخر سلباً أو إيجابا.
فعلى الجميع أن يتفقوا على رفض المشروعات التي يقدمها ويتبناها العدو المحتل، سوءاً كانت في ظاهرها لمصلحة هذا الطرف أو ذاك، فالكل في النهاية سوف يخسر، والرابح الوحيد هو المعتدي المحتل، وهذا ما يشهد به التاريخ القريب، فقد رأينا كيف وقفت أمريكا مع نظام صدام في حربه مع نظام الخميني خوفاً على مصالحها وحماية لمشاريعها، والآن تريد أمريكا بعث مشروع الهلال أو القوس الشيعي كلياً أو بتحوير، وليس ذلك قطعاً لمصلحة الشيعة، بل لاستخدامهم لمصلحتها، وخاصة للقضاء على المقاومة العراقية التي تصنفها أمريكا بأنها سنية، وهذا صحيح إلى حدٍّ كبير، لكن رفض الاحتلال والحديث عن مآسيه والمطالبة بإنهائه لا ينحصر في طائفة أو عرق؛ بل كل العراقيين الأحرار يتفقون على ذلك، وكل من يستقرئ تجارب أمريكا مع حلفائها لا يثق مطلقاً في تحالفها ولا يطمئن لوعودها.
إن إصرار المحتل منذ الأيام الأولى على إبراز مصطلحات لم تكن معروفة مثل المثلث السني أو المقاومة السنية دليل على استهداف أهل السنة بالعداوة، ولكنه لا يستلزم بالضرورة تحقيق مصالح الشيعة، بل كل من يؤيد الاحتلال ولو كان سنياً فهو صديق أو حليف أمريكا، وهذا الهدف المرحلي سوف ينتهي باستهداف كل من يعارض الاحتلال أيّاً كان، كما رأينا في التعامل مع التيار الصدري مثلاً.
والحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن أذهان المسلمين والعرب جميعاً -أنظمة وشعوباً- أن أهم بند في الإستراتجية الأمريكية هو المحافظة على أمن إسرائيل، ولا خلاف بيننا أن إسرائيل لن تطمئن أبداً إلى أي اتجاه أو تيار أو نظام إسلامي، سواء كان شيعياً أو سنياً إلا إذا اندمج تماماً في الإستراتيجية الإسرائيلية، كما كانت مليشيات سعد حداد مثلاً، وهذا موقف لو رضيه بعض السياسيين أو الطائفيين لمصالح حزبية ضيقة فإن الشعبين العراقي و الإيراني كسائر الشعوب الإسلامية سوف ترفضه.
ولذلك فإننا من باب النصح والحرص على مصلحة الأمة نحذر أمثال هؤلاء الشعوبيين والطائفيين من عواقب التحالف مع المحتل، ليس لأنه لا وفاء له، ولا لأنه سوف يرحل يوماً ما ولابد، ولكن أيضاً لأنهم سوف يتعرضون لعقوبة الأمة وانتقامها، لا أعني في بلد معين، بل على الساحة الإسلامية عامّة فهؤلاء أقليّة على مستوى هذه الأمة العظيمة التي لا تغفر لمن تعاون مع عدوها، سواءً من المشركين أو الروم قديماً أو من التتار والصليبين في العصور الوسطى أو من المحتلين في العصر الحديث، وفي الوقت نفسه ندعو كل من يهمه أمر هذه الأمة إلى بذل النصح والمساعي الحميدة لإصلاح ذات البين في كل بلد، والعدل في الحقوق بين الجميع كما فرضتها الشريعة السمحة، وعاشت عليها الأمة قروناً وليس الغبن والتهميش كما هو حاصل باتفاق العالم لأهل السنة في العراق اليوم.
كما أوصي المقاومين العراقيين بالثبات والاستقامة وتجنب ما يشوه جهادهم، والحذر من العناصر المندسّة التي تعمل لصرف المقاومة عن وجهتها الحقيقية، والله الموفق للجميع. .
.
اللهم رب الناس .. أذهب البأس .. اشف أنت الشافي .. لا شفاء إلا شفاؤك .. شفاءً لا يغادر سقما .. [/align] |