السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأخوة والأخوات ..

يتكلم المسلم في مجلسه بكلمات ، ويلهج فيها بذكر عبارات

فينطق ذلكـ اللسان بالحق تارة وبالباطل تارة

ومع هذه وتلكـ يثقل ميزانه

فمرةً حسنة تكتب له في كافة الحسنات

ومرة سيئة تضاف إلى رصيده من السيئات

وسأبين لكم كلمات لها معاني مغلوطة ، وتتضمن مخالفات شرعية

والمسلم يوم أن ينطق بهذه الكلمات

فإنه ينسى أويتناسى أن الله تباركـ وتعالى قال في محكم كتابه :

" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "

والرسول صلى الله عليه وسلم قال في صحيح سنته :

( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً أبعد مما بين المشرق والمغرب .... )

وإننا لو تتبعنا هذه الكلمات لطال بنا المقام ، ولكن ما لا يُدركـ كله لا يُدركـ جُله

ولذا سنقف مع كلمات مشهورة على الألسن

فيها مخالفات شرعية ، ومعاني رديئة

لا يليق بالمسلم أن يتلفظ بها في مجلسه وبين أهله .


من هذه الكلمات قول بعض الناس في حلفهم :

( بجاه فلان ، أو بجاه النبي ، أو والنبي ، أو ببركة سيدي فلان ، أو بحق عيالي )

ونسمع من البعض يقول :

( برأسكـ ، أو برأس فلان ، أو برأس الوالد )

وهذه الكلمات صور من الحلف ، علم بذلكـ قائلها أم لم يعلم

والحلف بهذه الأمور محرم

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشركـ )


ومن هذه الكلمات أن بعض الناس يأتيهم الرجل فيقول لهم أين فلان منذ زمن ما رأيته ؟

فيردون :

( ربنا افتكره )

وكثير من هؤلاء لا يتأمل هذه الكلمة وإلا لما قالها !!

ومُرادهم بالطبع أن الله أماته منذ زمن

ولكن الإشكال في ظاهر هذه العبارة

ففيها أن الله كان ناسياً ذلكـ الرجل ، فلما تذكره أماته ، وتوفاه .

وهذا كما قال العلماء : انتقاص لله سبحانه وتعالى

وهو منزه عن النقائص عز وجل .

ومن الانتقاص رميه بالنسيان

وقد قال موسى عليه السلام نافياً عن ربه ذلكـ ، قال :

" علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى "

ولذلكـ حري بنا أن نُطهر ألسنتنا من هذه الكلمات وخير لنا أن نقول : توفاه الله أو نحو ذلكـ .


ويتردد على بعض الألسن ، حينما يُسلم على بعضهم يردون فيقولون :

الله والنبي يحييكـ

قال أهل العلم : الجائز أن يقال :

الله يحييكـ

والمقصود أنكـ تدعو بحياكـ الله مع ملاحظة أنها لا تقال إلا بعد رد السلام

لإن رد السلام واجب

أما قولهم : والنبي يحييكـ

فليس هذا بصحيح ، فالنبي صلى الله عليه وسلم

لم يرد عنه أنه يحيي أحداً بعد موته

وإنما ورد أنه يرد السلام على كل من سلم عليه

إذاً فالصحيح أن يقال : الله يحييكـ فحسب

دون والنبي يحييكـ .


يقول بعض الناس :

الخائن يخونه الله

فكأنهم يقولون : نحن تعاهدنا فمن خان العهد منا خانه الله !!

ونقول تعالى الله عن ذلكـ علواً كبيرا .

فالله سبحانه وتعالى لا يخون عبداً من عباده

والخيانة صفة قبيحة ينبغي على المسلم أن ينزه الله عن أن يصفه بها

ولذلكـ قال تعالى عن نفسه : " إن الله لا يحب الخائنين " [ الأنفال : 58 ]

ومثال ذلكـ قول البعض : الظالم يظلمه الله

فنقول الله لا يظلم أحداً من خلقه

ألم يقل سبحانه : " ولا يظلم ربكـ أحدا " [ الكهف : 49 ]

وقال تعالى : " وما ربكـ بظلام للعبيد " [ فصلت : 46 ]

وجاء في الحديث القدسي :

( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظلموا )


ويقول بعض الناس :

يا أخي فلان لا يرحم ولا يتركـ رحمة الله تنزل

وهذا قول شنيع !!

فمن يقدر أن يمنع الله من أن يرحم عباده ؟!!

والله لو اجتمعت الإنس والجن على أن يمنعوا رحمة الله ما استطاعوا إلى ذلكـ سبيلا

فلا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع سبحانه وتعالى

بيده الخير كله ، وهو على كل شيء قدير .


ويقول بعض الناس :

يا أخي ترى البساط أحمدي

يعني لنتركـ التكلف ، وما يسمى بالرسميات

ولنا أن نتساءل ما المقصود بـ ( أحمدي ) ؟

وأي شيء على بساطه ؟

هذه العبارة اشتهرت بمصر ، ويراد بها رجل يسمى أحمد البدوي

ويزعمون أنه ولي من أولياء الله

ولذلكـ يجيء إليه بعض الناس ويتزاحمون على بساطه الصغير

يقولون فيمتد بساطه حتى يتسع للمئات ببركة البدوي

وهذا من الاعتقاد الباطل ، والغلو السافل عند الصوفية

وأهل السنة أولى الناس بتركـ هذه العبارات البدعية

التي تبجل وتقدس المبتدعة وأمثالهم .


ويقول بعض الناس :

يخلق من الشبه أربعين

ويقال : يا عجباً لماذا يقال ( أربعين ) ؟

لماذا لم يقولوا ( ثلاثين ) ، ( خمسين ) ... فما السر ؟

ثم من قرر هذا العدد ؟

هل نزل في كتاب الله أم في سنة رسول الله ؟

لا هذا ولا ذاكـ

فهو من الرجم بالغيب

ولذا الأولى تركـ هذه العبارة ما دام أنه لا يشهد له نص ولا واقع .


ويقول بعض الناس حينما يقال أوسعوا في المجالس ، يقولون :

ليس هناكـ ضيق ، الضيق في القبر

وهذا الكلام ليس صحيحاً بإطلاقه

فإن القبر يضيق على الكفار فحسب

أما المؤمن فأنه يوسع له في قبره

كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه .


ويقول بعض الناس :

شوركـ وهداية الله

وهذا ليس بلائق فلا يجوز تسوية هداية المخلوق بهداية الخالق عز وجل

والأولى أن يقال : شوركـ بعد هداية الله ، أو هداية الله ثم شوركـ


ويقول بعض الناس إذا حُرم من شيء :

يا أخي ونحن مالنا رب ؟

وأهل العلم يُشنعون على من يقول ذلكـ

فإنه ما من مخلوق إلا والله ربه ومولاه

وأما العطاء فإن الله يقدره لمن شاء تفضلاً عليه

ويمنعه ممن يشاء عدلاً منه " ولا يظلم ربكـ أحدا "


ويقول بعض الناس :

ساعة لربكـ وساعة لقلبكـ

والمعنى لا تجعل حياتكـ كلها عبادة

بل اجعل ساعة لعبادة الله ، وساعة لفعل ما يهوى القلب ويشتهي .

والصحيح أن المسلم لا ينبغي أن يتفوه بهذه الكلمات التي تقسم الحياة إلى ساعة للعبادة

وأخرى للشهوات والأهواء

بل يجب على المسلم أن يمتثل لقوله تعالى : " قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " [ الأنعام : 162 ]

فكل ساعات المؤمن ينبغي أن تنضبط بحدود الله

لا بإهواء القلب وشهوات النفس


ويقول بعض الناس :

لست وكيل آدم على ذريته

يعني أنه لا يريد أن ينصحه أحد

ويرفض أن يصلح من حال أحد

فلا يرغب أن يأمر أحداً بالمعروف ، ولا أن ينهاه عن المنكر للمبرر السالف الذكر

ويقال : نعم أنت لست وكيل آدم على ذريته

ولكنكـ عبد من عباد الله أمركـ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

كما قال تعالى : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئكـ هم المفلحون " [ آل عمران : 104 ]


ويتردد على ألسنة بعض الناس كلمات حزينة ، لكن لها معاني رديئة

فنجد البعض يقول :

هذا زمان أقشر ، أو الزمن غدار

فإن كان القصد سب الزمن فهذا محرم ، لقوله عليه الصلاة والسلام بقول الله تعالى :

( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )

والغدار ولا شكـ أعابة للزمن ، وإيذاء لله سبحانه وتعالى .


وبعض الناس يقول إذا سألته عن حاله فقلت : كيف حالكـ ؟ .. يرد عليكـ بقوله :

الله ينشد عن حالكـ

سُئل العلماء عن ذلكـ فقالوا : هذه لا تجوز لإنها توهم بأن الله تعالى يجهل الأمر

فيحتاج أن يسأل ، وهذا من المعلوم أنه أمر منكر عظيم ...

وقالوا أيضاً : فالواجب العدول عنها واستبدالها كأن تقول :

الله يلطف بحالكـ

وما شابه ذلكـ من كلمات مباحة .


وبعض الناس يتساهل بقوله فيقول :

أنا نصراني لو فعلت كذا ، وأنا يهودي لو فعلت كذا

وينبغي أن يتنبه هؤلاء إلى أن هذا من الحلف

علموا بذلكـ أو لم يعلموا

وعليه فحكمه حكم اليمين

والأولى أن يحلف الإنسان بالله عز وجل كما جاء في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام :

( من كان حلافاً فليحلف بالله أو ليصمت )


وعندما يتثاءب بعض الناس يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دوماً

وكأنما هي سنة مشروعة

والصحيح أن ذلكـ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع

وليس التثاءب من أسباب طلب الإستعاذة

والنبي صلى الله عليه وسلم ، الذي ورد عنه في ذلكـ أنه أرشد الصحابة إلى كظم التثاؤب ومنعه

فإن لم يستطع فأنه يضع يده على فمه

هذا هو الوارد عنه صلى الله عليه وسلم ، لا الإستعاذة .


ومن الكلمات المحرمة قول بعض المسلمين لغير المسلم ومناداته :

يا أخي !!

قال أهل العلم : أما قول : يا أخي لغير المسلم فهذا حرام ولا يجوز

إلا أن يكون أخاً له من النسب أو الرضاع

وذلكـ لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع لم يبقى إلا أخوة في الدين

والكافر ليس أخاً للمؤمن في دينه

ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى قال لنوح عن ابنه :

" يا نوح أنه ليس من أهلكـ "

وهذه العبارة تذكرنا بقول بعض الناس لبعض إخوانهم من المسلمين :

صديق أو رفيق ... و نحوهما

فإن قيلت لمسلم على سبيل الاحتقار والإزدراء فهذا محرم

يقول الله تعالى :

" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم " [ الحجرات : 11 ]

وإن كانت عبارة يقصد بها النداء لمن جهل إسمه فهذا لا بأس به لمسلم فقط دون غيره

أما غير المسلم فليس بصديق ولا رفيق .. ولا يتلطف له بهذا

بل إنا براء منكم ومما تعبدون ، لكم دينكم ولي دين .

ومنه ما نرى من بعض الشباب اليوم من ينادي بعض العمالات الأجنبية بـ ( محمد )

وهو لا يعلم أهو مسلم أم لا !!


ويتردد على ألسنة بعض الناس قولهم :

فلان مات شهيداً

وهذا القول منهم ليس بسديد ، ولا يجوز أن يجزم لأحد بأنه مات شهيداً

إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلكـ

أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلكـ

والعلة أنه لو شهدنا بعينه أنه شهيد لزم من هذه الشهادة أن نشهد له بالجنة

وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة

ولكن الصحيح أن يقال لمن مات على صلاح ظاهر :

نرجو له الشهادة ، ونسأل الله أن يكون من أهل الجنة ..


ويقول بعض الناس :

شاءت الظروف أن يحصل كذا أو كذا

ويقولون أيضاً :

شاءت الأقدار كذا وكذا

فما حكم هذه العبارات ؟

سُئل العلماء عنها ، فقالوا أنها ألفاظ منكرة لأن الظروف جمع ظرف وهو الأزمان

والزمن لا مشيئة له

وكذلكـ الأقدار جمع قدر ، والقدر لا مشيئة له

وإنما الذي يشاء هو الله عز وجل .


ومن العبارات المخالفة والغير مشروعة أن بعض الناس حينما يسمع المؤذن يقول :

قد قامت الصلاة يتبع ذلكـ بقول :

أقامها الله وأدامها

وهذه لم ترد بأحاديث صحيحة

فينبغي أن يقول المصلي ما يقول المؤذن ، أي يقول بقوله : ( قد قامت الصلاة )

مثلاً بمثل ...


وعندما يتزوج المتزوج يأتيه البعض يقولون له :

بالرفاء والبنين

وهذه الكلمة ( والبنين ) فيها إشكال

حيث أن الجاهليين كانوا يكرهون البنات ، ويفضلون البنين عليهم

قال الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله :

( ولا ينبغي التهنئة بالابن دون البنت ، وهذه سنة الجاهلية ، وهذا سر النهي ، والله أعلم )


وبعض المسلمين يطلقون على الكافر وينادونه :

بـ يا سيدنا

وهذا باطل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تقولوا للمنافق سيدنا )

وقد روى أبو داوود بإسناد صحيح : ( السيد الله تباركـ وتعالى )

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ( لا يجوز إطلاقها حتى لمسلم )


وحينما يسمع بعض المسلمين بفاجعة لصاحبه أو قريبه أو جاره أو يسمع عن رسوب أحد أبناءه فأنه يقول :

ما يستاهل هذا

وهذا القائل كأنه يقول : أن هذا المفجوع وهذا الراسب لا يستحق هذا البلاء الذي أصابه

قال العلماء : ( وفي هذا إعتراض على الله في حكمه وقضاءه ... وأمر المؤمن كله خير والله تعالى أعلم بعباده )

" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " [ الملكـ : 14 ]


وبعض الناس يتردد على لسانه ، أو يخطها بقلمه فيقول :

إنما يفعل كذا تمشياً مع العادات والتقاليد

ويقصدون بذلكـ الإسلام .

قال أهل العلم : ( لا ينبغي لمسلم أن يستعمل هذه العبارات وأمثالها من العبارات الموهمة للخطأ باعتبار التشريع الإسلامي عادات وتقاليد ولا يعفيه حسن نيته من تبعات الألفاظ الموهمة لمثل هذا الخطأ مع إمكانه أن يسلكـ سبيلاً آخر احفظ للسانه وأبعد عن المأخذ والإيهام )


وبعض الناس يختم خطابه بالدعاء بقوله :

ودمتم

قال الشيخ عبد العزيز بن باز : ( يكره ذلكـ : لأن الدوام لله سبحانه وتعالى والمخلوق لا يدوم )

فهو دعاء بأمر مستحيل ، ولا باق إلا الله

" كل شيء هالكـ إلا وجهه " [ القصص : 88 ]


وبعض الناس يقول حينما يُسأل :

الله ورسوله أعلم

لأنه اعتادها من أحاديث الصحابة رضي الله عنهم

قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( يجوز في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أما بعد وفاته فيقول الله أعلم لأنه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لا يعلم ما يحدث )


وبعض الناس يقول :

المرحوم فلان أو المغفور له فلان

وهذه من الأمور الغيبية

والله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من أرتضى من رسول

فالصحيح أن يقال : نرجو لفلان الرحمة ، ونرجو لفلان المغفرة .. والله تعالى أعلم .


وهذا يذكرنا بما يقوله البعض :

فلان دفن في مثواه الأخير

وهي عبارة محرمة خاطئة

فالقبر بعده البعث والنشور ، وقول هذه العبارة فيها إنكار للبعث

أو توهم بذلكـ فتركه أولى .


ومن الأقوال الباطلة التي تشيع على ألسنة الكثيرين قولهم :

الآخرة مستأخرة

وقولهم :

نوم الظالم عبادة

وقولهم :

العبد مسير ماهو مخير

وقولهم :

الشتاء عدو الدين

وقولهم في المدح :

فلان من أهل الجنة

وقولهم :

العاجز يعلم الغيب

وقولهم :

الموت مع الجماعة رحمة

إلى غير ذلكـ من أقوال شائعة يلزمنا أن ننقي ألسنتنا منها

وأن نميز الخبيث من الطيب ليسلم ديننا ، وليطيب لساننا


أيها الأخوة والأخوات ،

وبعد ما ذُكر ننتقل إلى كلمات يسأل عنها كثير من الناس وهي مما لا بأس به إذا صلحت النية

وسوف أسردها سرداً سريعاً ، فمن ذلكـ :


قول بعض الناس :

يعلم الله كذا

فإذا كان صادقاً القائل فلا بأس بها .

أو قولهم :

لا سمح الله كذا

وفي ذلكـ طلب للعافية ، فلا بأس بها

أو قولهم :

لا قدر الله كذا

وهي كالتي قبلها ، فلا بأس بها

وقول البعض لصاحبه :

هذه من بركاتكـ

قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : ( لا بأس بذلكـ إذا تلمح أن فيه البركات التي جعل الله فيه ... )

يعني مثل العلم ، والمال الذي يبذله الرجل لصاحبه .

وبعض الناس يقول :

ما صدقت على الله

قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله : ( يعني ما ظننت أن الله تعالى يفعل هذا ، لأنه يستبعد في نظره وقوع ذلكـ ... وعلى هذا فلا بأس بذلكـ )

وبعض الناس يتخوف من كلمة :

راعني

لأنه يستمع إلى قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ... " [ البقرة : 104 ]

وليست هذه كتلكـ

فراعني التي تقال للبائع من المراعاة

أي أنزل لنا في السعر

أما ما نهي عنه في الآية فهي من الرعونة

كان يدعوا بها المنافقون على رسول الله

فالفرق بين وواضح والحمد لله .

وبعض الناس يتخوفون من عبارة :

فال الله ولا فالكـ

وهذه العبارة ، إن كان المقصود منها أن الإنسان يتمنى الفأل

يعني الكلمة الطيبة من الله

دون ما سمعه من الشخص المتشاءم ، فالتعبير صحيح كما ذكر ذلكـ العلماء .

وتخوف البعض من قول :

بفضل المسؤول الفلاني ثم فعل كذا

قال العلماء إن كان هذا المسؤول له أثر حقيقي في حصول ذلكـ الأمر فلا بأس أن يقال :

ذلكـ بفضل فلان ، أو ذلكـ بجهود فلان

قال النبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب : ( لولا أنا لكان في الدركـ الأسفل من النار ) رواه مسلم .

ويتخوف البعض من عبارة :

كل عام وأنتم بخير

قال الشيخ محمد العثيمين ــ رحمه الله ــ : ( جائز إذا قُصد به الدعاء بالخير ) .


أيها الأخوة الفضلاء .. الألفاظ تتعدد ، والكلمات تتنوع

وهدي قدوتنا وأسوتنا أنه كان عليه الصلاة والسلام يتميز في خطابه

وينتقي في كلامه أحسن الألفاظ وأجملها ، وألطفها

وكان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن كلام أهل الجفاء والغلظة والفحش

فلم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً ولا فظاً

وكان صلى الله عليه وسلم يكره أن يستعمل اللفظ الشريف المصون في حق من ليس كذلكـ

وأن يستعمل اللفظ المهين المكروه في حق من ليس من أهله .


أخواني وأخواتي :

ينبغي أن نحاسب أنفسنا ، وأن نتأمل في كلماتنا وعبادتنا

وأن نتأدب مع الله ورسوله في ألفاظنا وأقوالنا

وذلكـ من تعظيم الله وتوقير رسوله صلى الله عليه وسلم .

اللهم إنا نعوذ بكـ من الزلل في القول والعمل

اللهم إنكـ عفو تحب العفو فاعفوا عنا

اللهم إنا نعوذ بكـ من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع

ومن عين لا تدمع ومن جوف لا يشبع

وصل اللهم وباركـ على نبينا محمد وعلى آله أجمعين .. والحمد لله رب العالمين .


* من كتاب الدروس المناسبة لكل مجلس ومناسبة .